عصر الإمام علي عليه السلام - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



روى البخاري في صحيحه عـن مروان بن الحكم , قال: شهدت عثمان وعليا وعثمان ينهى عن المتعة وان يجمع بينهما فلما رأى علي أهل بهما: لبيك بعمرة وحجة معا, قال: ما كنت لأدع سنة النبي (ص) لقول احد. ولـفـظ النسائي: أن عثمان نهى عن المتعة وان يجمع بين الحج والعمرة معا فقال عثمان: أتفعلها وأنا أنهى عنها؟ فقال علي: لم أكن لأدع سنة رسول اللّه لأحد من الناس. رواه في سنن النسائي والدارمي والبيهقي ومسند احمد والطيالسي وغيرها.

وروى النسائي في سننه: أن عثمان نهى عن المتعة وان يجمع بين الحج والعمرة معا فقال عثمان: أتفعلها وأنا أنهى عنها؟ فقال علي: لم أكن لأدع سنة رسول اللّه لأحد من الناس. وفي أخرى: لقولك.

وأيضا عندما ترك عثمان قصر الصلاة في منى ولم يقبل ذلك أمير المؤمنين علي سلام الله تعالى عليه وغير ذلك من المواقف سنأتي عل ذكر بعض منها خلال البحث.

عصر الإمام علي عليه السلام

عصر الإمام علي عليه السلام

ثم جاء عصر الإمام علي سلام الله عليه ـ الذي كان عالما بسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وتفاصيلها، وكانت عنده وعند الأئمة من أولاده الحسن والحسين في ذلك الوقت الصحيفة التي فيها كل أحكام الشريعة بجزئياتها وكلياتها.

فحاول سلام الله عليه أن يطبق كتاب الله وسنة نبيه إلا أن المسلمين في ذلك الوقت كان قد نسوا سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وابتعدوا عن الإلتزام بها، فكلما حاول سلام الله عليه أن يطبق أمرا من سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم واجهه أتباع ما نعي تدوين السنة بالعداء العلني، وشغلوه سلام الله عليه بالحروب والفتن وابتدئوا بمعركة الجمل ثم صفين ثم معركة النهروان مع الخوارج حتى وصل الأمر بهم أن قتلوه في محرابه، وقتلوا معه سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، واستراحوا، وقد ذكرت بعض تلك التفاصيل في موضوع اغتيال وصي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

وقبل أن ندخل في مرحلة معاوية بن أبي سفيان، وحركته ضد سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لا بد وأن نذكر الأهداف التي من أجلها حرق الخلفاء الثلاثة سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ومنعوا من تدوينها.

أسباب حرق السنة النبوية ومنع تدوينها في عصور الخلفاء الثلاثة

اسباب حرق السنة ومنع تدوينها في عصر أبي بكر وعمر وعثمان

السبب الأول:

كان من أجل إخفاء أسماء المنافقين الذين أعلن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أسماءهم وفضح أفعالهم، وأيضا من أجل إخفاء تفسير العديد من الآيات والأحاديث حيث أصبح العديد من أولئك المنافقين، متنفذين في الخلافة في ذلك الوقت، ولذلك فإن وجود نصوص من هذا


النوع، بالتأكيد سوف تفضحهم وتكشف حقيقتهم، وبالتالي يهتز مركزهم ويتزعزع، وهذا يشكل خطرا كبيرا على دنياهم.

والسبب الثاني:

هو أن الخليفة الأول والثاني والثالث كانوا يجهلون العديد من الأحكام الشرعية ولا يعرفون حكمها، وهذا بالتأكيد سوف يزعزع مكانتهم بين المسلمين، ولأن العقل يقتضي أن يكون الخليفة من أعلم الناس، ولذلك كثيرا ما كانوا يعترفون بعجزهم وعدم معرفتهم بالأحكام ويبررون مواقفهم بتبريرات عديدة، فمرة يدعون أنهم شغلهم الصفق بالأسواق، ومره يتفوهون بكلمات تظهر أنهم لتواضعهم يعترفون بعدم علمهم، وعندما كان يبرز أمير المؤمنين علي في مواقف تحرجهم وتبين جهلهم بالكثير من الأحكام، كانوا يقولون، لولا علي لهلك أبو بكر ومرة يقول عمر بن الخطاب لولا علي لهلك عمر وأخرى يقول لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن حتى أن عمر اعترف بأن علي بن أبي طالب أقضاهم والحديث موجود في صحيح البخاري.

وأحب في هذا المقام أن أقدم للقارئ العزيز نماذج من كتب وصحاح أهل السنة تبين جهل الخلفاء في معرفة العشرات من الأحكام والسنن النبوية الشريفة.

مواقف لأبي بكر

مواقف لأبي بكر لا يعرف فيها عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم شيئا

روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت على أبي بكر، فقال: في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الإثنين. رواه الحاكم، واحمد، والمناوي وغيرهم

أخرج الطبراني في المعجم الكبير عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه أعوده في مرضه الذي توفي فيه ثم قال أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق علي الحرب ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا ووددت أني حيث كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا وإلا كنت ردءا أو مددا وأما اللاتي وددت أني فعلتها فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه يكون شر الإطار إليه ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن أحرقه وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل وأما لثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فوددت أني كنت


سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ فإن في نفسي منهما حاجة

روى في الدر المنثور أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والدرامي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الشعبي قال: سئل أبو بكر عن الكلالة فقال: إني سأقول فيها برأيي، فإذا كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان والله منه بريء، أراه ما خلا الولد والوالد، فلما استخلف عمر قال: الكلالة ما عدا الولد، فلما طعن عمر قال: إني لأستحي من الله أن أخالف أبا بكر رضي الله عنه.

روى المناوي في فيض القدير قال عمر: لولا عليّ هلك عمر واتفق له مع أبي بكر نحوه.

عمر لا يعرف أحكام الدين

مواقف لعمر لا يعرف فيها أحكام الدين

عمر لا يعرف آية التيمم

روى مسلم في صحيحه عن شعبة. قال: حدثني الحكم عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه؛ أن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء. فقال: لا تصل. فقال عمار: أما تذكر، يا أمير المؤمنين! إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا. فلم نجد ماء. فأما أنت فلم تصل. وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض. ثم تنفخ. ثم تمسح بهما وجهك وكفيك" فقال عمر: اتق الله. يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به.

روى البخاري في صحيحه حدثنا الأعمش قال: سمعت شقيق بن سلمة قال: كنت عند عبد الله وأبي موسى، فقال له أبو موسى: أرأيت يا أبا عبد الرحمن، إذا أجنب فلم يجد ماء، كيف يصنع؟ فقال عبد الله: لا يصلي حتى يجد الماء. فقال أبو موسى: فكيف تصنع بقول عمار، حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يكفيك). قال: ألم تر عمر لم يقنع بذلك؟ فقال أبو موسى: فدعنا من قول عمار، كيف تصنع بهذه الآية؟ فما درى عبد الله ما يقول، فقال: أنا لو رخصنا لهم في هذا، لأوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم. فقلت لشقيق: فإنما كره عبد الله لهذا؟ قال: نعم.

عمر يعترف بجهله أمام علي

روى المناوي في فيض القدير وكان عمر يتعوذ من كل معضلة ليس لها أبو الحسن قال عمر: لولا عليّ هلك عمر واتفق له مع أبي بكر نحوه فأخرج الدارقطني عن أبي سعيد أن عمر كان يسأل علياً عن شيء فأجابه فقال عمر: أعوذ باللّه أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن وفي رواية لا أبقاني اللّه بعدك يا عليّ.


عمر لا يعرف حكم الاستئذان

روى البخاري في صحيحه عن عبيد بن عمير قال: استأذن أبو موسى على عمر، فكأنه وجده مشغولاً فرجع، فقال عمر: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا له. فدعي له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أنا كنا نؤمر بهذا. قال: فأتني على هذا ببيِّنة أو لأفعلنَّ بك، فانطلق إلى مجلس من الأنصار، فقالوا: لا يشهد إلا أصاغرنا، فقام أبو سعيد الخدري فقال: قد كنا نؤمر بهذا، فقال عمر: خفي عليَّ هذا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ألهاني الصفق بالأسواق.

عمر لا يعرف ما كان يقرأ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الصلاة

روى مسلم في صحيحه عن عبيد الله بن عبد الله؛أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد ألليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما ب (ق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر).رواه أبو داوود، والترمذي، والنسائي، ومالك في الموطأ وغيرهم.

عمر لا يعرف حكم الرجم

روى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: مر علي بن أبي طالب بمجنونة بني فلان، وقد زنت، وأمر عمر بن الخطاب برجمها، فردها علي، وقال لعمر: يا أمير لمؤمنين، أترجم هذه؟ قال: نعم. قال: أو ما تذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم). قال: صدقت، فخلى عنها. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

روى أبو داوود في سننه عن ابنِ عَبّاسِ قال: "أُتِيَ عُمَرُ بِمَجْنُونَةٍ قَدْ زَنَتْ فاسْتَشَارَ فيهَا أُنَاساً، فأَمَرَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ أنْ تُرْجَمَ، فَمَرّ بِهَا عَلِيّ بنُ أبي طَالِبٍ رِضْوَانُ الله عَلْيهِ فقالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قالُوا: مَجْنُونَةُ بَنِي فُلاَنٍ زَنَتْ فأَمَرَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ أنْ تُرْجَمَ. قالَ فقالَ: ارْجِعُوا بِهَا. ثُمّ أتَاهُ فقالَ: يَا أمير المُؤْمِنِينَ أمَا عَلِمْتَ أنْ الْقَلَمَ رُفِعَ عن ثَلاَثَةٍ: عن المَجْنُونِ حَتّى يْبَرَأَ، وَعن النّائِمِ حَتّى يَسْتَيْقِظَ وَعن الصّبِيّ حَتّى يَعْقِلَ؟ قالَ: بَلَى. قالَ: فَمَا بَالُ هَذِهِ تُرْجَمُ؟ قالَ: لاَ شَيْءَ قالَ: فأَرْسِلْهَا. قالَ: فأَرْسَلَهَا. قالَ: فَجَعَلَ يُكْبّرُ".

روى البخاري في صحيحه وقال علي لعمر: أما علمت: أن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ.

روى الطبري في الرياض النضرة وفي ذخائر العقبى: أنّ عمر بن الخطّاب أتي بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور، فأمر برجمها، فتلقّاها علي، فقال: ما بال هذه؟ فقالوا: أمر عمر برجمها، فردّها علي، وقال: هذا سلطانك عليها، فما سلطانك على ما في بطنها؟ ولعلّك انتهرتها أو أخفتها؟ قال: قد كان ذلك، قال(عليه السلام): أو ما سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله


وسلم) قال: إنّه من قيد أو حبس أو تهدّد، فلا إقرار له، فخلاّ سبيلها، ثمّ قال عمر: عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب، لو لا علي لهلك عمر.ورواه أيضا ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول والخوارزمي الحنفي في المناقب والفخر الرازي في الأربعين.

وأخرج الحافظ الطبري أيضا في رياضه وفي ذخائره قال: دخل علي(عليه السلام) على عمر وإذا بامرأة تُقادُ لترجم، فقال(عليه السلام): ما شأن هذه؟ قالت: يذهبون بي ليرجموني، فقال(عليه السلام): يا أمير المؤمنين، لأي شيء ترجم؟ إن كان لك سلطان عليها، فما لك سلطان على ما في بطنها، فقال عمر: كلّ أحد أفقه منّي ـ ثلاث مرّات ـ فضمنها علي(عليه السلام) حتّى وضعت غلاماً ثمّ ذهب بها إليه فرجمها.

عمر لا يعرف فترة الحمل

روى السيوطي في الدر المنثور أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق قتادة عن أبي حرب ابن أبي الأسود الدؤلي قال: رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر فسأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي رضي الله عنه: لا رجم عليها ألا ترى أنه يقول {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} وقال: (وفصاله في عامين) (لقمان 14) وكان الحمل ههنا ستة أشهر. فتركها عمر.

عمر لا يعرف حكم الكلالة ويتهم النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بأنه لم يكمل شريعته

أخرج مالك ومسلم وابن جرير والبيهقي عن عمر قال: "ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر ما سألته عن الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء".

أخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن عمر قال: "ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا".

روى في الدر المنثور أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والدرامي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الشعبي قال: سئل أبو بكر عن الكلالة فقال: إني سأقول فيها برأيي، فإذا كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان والله منه بريء، أراه ما خلا الولد والوالد، فلما استخلف عمر قال: الكلالة ما عدا الولد، فلما طعن عمر قال: إني لأستحي من الله أن أخالف أبا بكر رضي الله عنه.

عمر لا يعرف حقيقة الحجر الأسود

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: حججنا مع عمر بن الخطّاب، فلمّا دخل الطواف استقبل الحجر، فقال: إنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولو لا أنّي رأيت


رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قبّلك ما قبلتك، ثمّ قبّله، فقال علي بن أبي طالب(عليه السلام): بلى يا عمر، إنّه يضرّ وينفع، قال: بِمَ؟ قال: بكتاب الله تبارك وتعالى، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال(عليه السلام): قال الله عز وجل: (وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى).خلق الله آدم، فمسح على ظهره، فقرّرهم بأنّه الربّ وأنّهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رِقّ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرقّ، وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإنّي أشهد لسمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان ذلق، يشهد لمن استلمه بالتوحيد، فهو يا عمر يضرّ وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

عمر يرد جهالاته إلى السنة ويحتكم إلى علي

روى البيهقي في سننه بسنده عن الشعبي، قال: أتي عمر بامرأة تزوّجت في عدّتها، فأخذ مهرها، فجعله في بيت المال، وفرّق بينهما، وقال: لا يجتمعان وعاقبهما، قال: فقال علي(عليه السلام): ليس هكذا، ولكن يفرق بينهما ثمّ تستكمل بقيّة العدّة من الأول، ثمّ تستقبل عدّة أخرى، وجعل لها على المهر بما استحل من فرجها، قال: فحمد الله عمر وأثنى عليه، ثم قال: يا أيّها الناس ردّوا الجهالات إلى السنّة.

وفي رواية المحبّ الطبري في رياضه عن مسروق، ولفظه: إن عمر أتي بامرأة قد نكحت في عدّتها، ففرّق بينهما، وجعل مهرها في بيت المال، وقال: لا يجتمعان أبداً، فبلغ عليّاً(عليه السلام)، فقال: إن كان جهلاً فلها المهر بما استحلّ من فرجها، ويفرق بينهما، فإذا انقضت عدّتها فهو خاطب من الخطّاب، فخطب عمر وقال: رُدّوا الجهالات إلى السنّة، فرجع إلى قول علي(عليه السلام).

أخرج الحافظان الدار قطني وابن عساكر: إن رجلين أتيا عمر بن الخطّاب، وسألاه عن طلاق الأمة، فقام معهما، فمشى حتّى أتى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع، فقال: أيّها الأصلع، ما ترى في طلاق الأمة؟ فرفع رأسه إليه، ثمّ أوما إليه بالسبّابة والوسطى، فقال لهما عمر: تطليقتان. فقال أحدهما: سبحان الله! جئناك وأنت أمير المؤمنين، فمشيت معنا حتّى وقفت على هذا الرجل فسألته؟ فرضيت أن أوما إليك؟: الكفاية للحافظ الكنجي، والمناقب للخوارزمي، والرياض النضرة للطبري، ونزهة المجالس للصفوري.

أخرج البيهقي في السنن الكبرى عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: اُتي عمر بن الخطّاب برجل أقطع اليد والرجل قد سرق، فأمر به عمر(رضي الله عنه)أن يقطع رجله، فقال علي(عليه السلام): إنّما قال الله عز وجل: (إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) الآية فقد قطعت يد هذا


ورجله، فلا ينبغي أن تقطع رجله، فتدعه بغير قائمة يمشي عليها، إمّا أن تعزّره، وإمّا أن تستودعه السجن قال: فاستودعه السجن.ورواه المتّقي في كنز العمّال

عمر يخاف الفضيحة

روى الزمخشري ربيع الأبرار قال: ذكر عند عمر ابن الخطّاب في أيّامه حليّ الكعبة وكثرته، فقال قوم: لو أخذته فجهّزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر، وما تصنع الكعبة بالحليّ؟ فهمّ عمر بذلك، وسأل عنه أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، فقال: إنّ هذا القرآن اُنزل على محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) والأموال أربعة: أموال المسلمين، فقسّمها بين الورثة في الفرائض، والفيء فقسّمه على مستحقّيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها، وكان حليّ الكعبة فيها يومئذ، فتركه الله على حاله، ولم يتركه نسياناً، ولم تخف عنه مكاناً، فأقرّه حيث أقرّه الله ورسوله، فقال له عمر: لو لاك لافتضحنا، وترك الحليّ بحاله.

عمر لا يعرف ميقات العمرة

روى في المحلّى لابن حزم مسنداً معنعناً عن ابن اُذينة، قال: أتيت عمر فسألته: من أين أعتمر؟ قال: أتيت عليّاً فسله، فأتيته فسألته، فقال لي: من حيث ابتدأت ـ يعني: ميقات أرضه ـ قال: فأتيت عمر فذكرت له ذلك، فقال: ما أجد لك إلا ما قال علي بن أبي طالب.

عمر لا يعرف حكم الصلاة وهو جنب

عن كنز العمّال للمتّقي عن القاسم بن أبي إمامة، قال: صلّى عمر بالناس وهو جنب، فأعاد ولم يُعد الناس، فقال له علي(عليه السلام): قد كان ينبغي لمن صلّى معك أن يعيدوا، فرجعوا إلى قول علي(عليه السلام). قال القاسم: وقال ابن مسعود مثل قول علي(عليه السلام). قال المتقى: أخرجه عبد الرزّاق، والبيهقي.

عمر يبرر جهله بسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

عن كنز العمّال أيضا عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطّاب لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن، ربّما شهدت وغبنا، ثلاث أسالك عنهنّ، هل عندك منهنّ علم؟ قال علي(عليه السلام): وما هنّ؟ قال: الرجل يحبّ الرجل ولم ير منه خيراً، الرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرّاً، قال علي(عليه السلام): نعم قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الأرواح في الهواء جنود مجنّدة تلتقي فتشام، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.قال عمر: واحدة، والرجل يتحدّث بالحديث نسيه وذكره، قال علي(عليه السلام): سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول. ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلّت.قال عمر: اثنتان، والرجل يرى الرؤيا، فمنها ما تصدق ومنها ما تكذب، قال(عليه السلام): نعم، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوماً إلا ويعرج بروحه في العرش، فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش، فتلك الرؤيا التي


تصدق، والتي تستيقظ دون العرش، فهي الرؤيا التي تكذب، فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهنّ، فالحمد لله الذي أصبتهنّ قبل الموت.قال المتّقي: أخرجه الطبراني، والديلمي.

عمر لا يعرف حكم الشك في الصلاة

روى احمد في مسنده عن ابن عباس أنه قال له عمر يا غلام هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع قال فبينا هو كذلك إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف فقال فيم أنتما فقال عمر سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع فقال عبد الرحمن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أواحدة صلى أم ثنتين فليجعلها واحدة وإذا لم يدر ثنتين صلى أم ثلاثا فليجعلها ثنتين وإذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربعا فليجعلها ثلاثا ثم يسجد إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين.

عمر يخالف حكم الله في المهر

وروي في الدر المنثور أخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى بسند جيد عن مسروق قال : ركب عمر بن الخطاب المنبر ثم قال : أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم . ثم نزل فاعترضه امرأة من قريش فقالت له : يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم قال نعم فقالت أما سمعت ما أنزل الله{ وآتيتم إحداهن قنطارا } فقال اللهم غفرانك كل الناس أفقه من عمر ثم رجع فركب المنبر فقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب.

عمر يبرر جهله بالتهديد بالعصا

وروى السيوطي في الدر المنثور وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب والحاكم وصححه عن أنس أن عمر قرأ على المنبر {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا} إلى قوله: {وأبا} قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت في يده، فقال: هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به. وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه.


مواقف لعثمان

وأيضا مواقف لعثمان

فمن ذلك أنه ولي أمر المسلمين من لا يصلح للولاية ولا يؤتمن عليه وقد ظهر منه الفسق والفساد ولا علم له البتة رعاية لقرابته وإعراضا عن رعاية حرمة الدين وقد كان عمر حذره من ذلك خوفا من اجتماع الصحابة على الإنكار عليه فممن ولاه الوليد بن عقبة فتظاهر بشرب الخمر والفسوق وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (السجدة: 18). الآية: 18 {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قوله تعالى: "أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا" أي ليس المؤمن كالفاسق؛ فلهذا آتينا هؤلاء المؤمنين الثواب العظيم. قال ابن عباس وعطاء بن يسار: نزلت الآية في علّي ابن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ وذلك أنهما تلاحيا فقال له الوليد: أنا أبسط منك لسانا وأحد سنانا وأرد للكتيبة - وروي وأملأ في الكتيبة - جسدا. فقال له علّي: اسكت! فإنك فاسق؛ فنزلت الآية.

فقد روى الواقدي أن عثمان قال: أن أبا بكر وعمر كانا يناولان من هذا المال ذوي أرحامهما وأني أناول منه صلة رحمي.

وروى أيضا أنه بعث إليه أبو موسى الأشعري، بمال عظيم من البصرة فقسمه عثمان بين ولده وأهله بالصحاف فبكى زياد.

وروى الواقدي أيضا قال قدمت أبل من أبل الصدقة إلى عثمان فوهبها للحراث بن الحكم بن أبي العاص وولى الحكم بن أبي العاص صدقات قضاعة فبلغت ثلاثمائة ألف فوهبها له فأنكر الناس على عثمان وإعطائه سعد بن العاص مائة ألف ولم يعتذر عثمان إلى الصحابة لما نقموا عليه واجتمعوا على قتله لإحداثه التي من جملتها ذلك بهذا الذي يعتذر به هؤلاء الفجار السفهاء المغيرون للسنن.

عزيزي القارئ لقد ذكرت لك نبذا قصيرة ومختصرة عن عدم علم أولئك بسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، لأبين لك حقيقة أمرهم والسبب في حرق السنة، ولذلك كان المخرج لهم من ذلك الوضع الذي يبين حقيقة أولئك، أنه لا بد من إبعاد السنة من واقع الحياة وبدلا من ذلك إدخال الإجتهاد بالرأي والقياس وغير ذلك من الأحكام التي كان منبعها النفس أو الهوى، وسأذكر لك بعض التفصيلات كيف أنهم غيروا وبدلوا سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم برأيهم وهواهم في بحث الانقلاب والتغيير بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فراجعه في مكانه.

وأما السبب الثالث ـ فهو طمس وحرق فضائل أهل البيت النبوي الشريف وإخفاء كل ما يتعلق بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله تعالى عليه. لأنه وصي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وخليفته من بعده. وهذا أمر خطير جداً فيه كشف لمؤامرة أصحاب السقيفة، وفيه نزع لشرعية الخليفة الأول والثاني والثالث ولأن إظهار تلك الفضائل يفضحهم ويزعزع عروشهم قاموا بحرق السنة النبوية، ومعاقبة كل من يحاول تطبيق أمر الله ورسوله في ولاية أهل البيت سلام الله عليهم


حتى يفسح لهم المجال وحتى يعطوا شرعية لبيعتهم، ويخفوا اغتصابهم للخلافة وحق أمير المؤمنين عليه السلام فيها.

وحتى لا يتمرد عليهم أحد قاموا بانتزاع حقوق أهل البيت سلام الله عليهم، ومحاصرتهم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وابتدئوا بهم حتى لا يجرؤ من هو أدنى منهم منزلة على أن يتفوه بكلمة واحدة فيها ذكر فضيلة لأهل البيت خوفا من العقاب.

أما كيف حاصروا أهل البيت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأهانوهم وآذوهم فهنالك تفاصيل عن هذا الموضوع في بحث اغتيال الزهراء سلام الله عليه.

المهم أنهم في حرقهم للسنة ومنع تدوينها ومنع التحدث بها قد أخفوا ذكر فضائل أهل البيت النبوي وبالذات فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأحاديث التي تعلن صراحة ولاية أمير المؤمنين وحقه بالخلافة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره فقد كان أكثر من خمسين صحابيا من شيعة علي عليه السلام يعرفون كل فضائل أمير المؤمنين ومنازله، نقلوها لنا جيلا بعد جيل حتى من خلال كتب أهل السنة وصحاحهم، لأن الله سبحانه كما أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لا بد وأن يحفظ الدين والعقيدة ويهيئ من يستطيع حمل تلك الأمانة بشرف وصدق وإخلاص.

وأما السبب الرابع لحرق السنة النبوية وإغتيالها :ـ

فهو طمس وإخفاء ما كتبه أمير المؤمنين عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الصحيفة العلوية والتي كانت بإملاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وخط أمير المؤمنين علي وكانت تحتوي على كل الأحكام الشرعية وعلى كل ما يجهله الخلفاء من أمور الدين وأحكام الشريعة، ولا بد أيضا أنه كان من ضمن محتوياتها ما يخيف الخلفاء ويقض مضاجعهم.

وعلى ذلك فللأسباب التي ذكرتها _وربما كان هناك أسباب أخرى لا يعلمها إلا الله _ قاموا بحرق السنة ومنع تدوينها ومنع التحدث بها، وبذلك ضاع الحكم في وقت مبكر وانتهى الضياع بالمسلمين إلى تضييع الكثير من أحكام الصلاة،

روى الحاكم في المستدرك.، عن ابن عمر - قال: كنت في الحطيم مع حذيفة، فذكر حديثا. ثم قال: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليكونن أئمة مضلون، وليخرجن على أثر ذلك الدجالون الثلاثة. قلت: يا أبا عبد الله، قد سمعت هذا الذي تقول من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم سمعته،

روى السيوطي في الجامع الصغير لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ولتكونن أئمة مضلون ولتخرجن على أثر ذلك الدجالون الثلاثة. (ك) عن حذيفة.


وروي في موارد الظمآن عن أبي إمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة

روى ابن حبان في صحيحه وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر ورواه المنذري في الترغيب والترهيب

وروى الطبري في التاريخ الكبير عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة.

وصدق رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فقد انتزع الحكم من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وهوجم بيت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وتولى الحكم من ليس أهله، وأحرقت سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وتغير الكثير من الأحكام، واختلطت الأحكام وظهر الخلاف بين المسلمين حتى أن هناك العشرات من الأحكام قد اختلف فيها بين فترة أبو بكر وعمر، كحكم الطلاق بالثلاث أو بالواحدة، وحكم المؤلفة قلوبهم، وحكم الجلد،وعشرات من الأحكام اختلفوا فيها، مع أنهم كانوا قريبي عهد من حياة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولم يكن بين الاثنين أي داع للخلاف إلا الأسباب التي ذكرتها.

معاوية والسنة النبوية

ثم جاء عصر معاوية بن أبي سفيان

الذي اتخذ من سياسية الخلفاء الثلاثة أرضية واسعة للانطلاق نحو مخطط خطير لتغير كامل شامل في السنة النبوية وإحلال ما يريده معاوية ومن معه بدلا منها، وقد كنت قد ذكرت لك عزيزي القارئ في غير موضع من هذا الكتاب كيف حذر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من فترة حكم الأمويين وبني الحكم وكيف رآهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في منامه ينزون نزو القردة على منبره الشريف وذكرت لك كيف لعنهم وحذر منهم ومن متابعتهم.

روى السيوطي في الدر المنثور وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية. فأما بنو المغيرة، فكفيتموهم يوم بدر. وأما بنو أمية، فمتعوا إلى حين.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال لعمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، هذه الآية {الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هم الأفجران من قريش: أخوالي وأعمامك. فأما أخوالي، فاستأصلهم الله يوم بدر. وأما أعمامك، فأملى الله لهم إلى حين


وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والحاكم وصححه من طرق، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {ألم ترى إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} قال: هما الأفجران من قريش، بنو أمية وبنو المغيرة. فأما بنو المغيرة، فقطع الله دابرهم يوم بدر. وأما بنو أمية، فمتعوا إلى حين.

فأول ما بدأ به معاوية هو أن أمر بسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه على المنابر وبقيت هذه السنة ثمانين عاما حتى شاب عليها الصغير وهرم عليها الكبير، مع إن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد نهى وحذر المسلمين من سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي السلام.

روى الحاكم في مستدركه حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التيمي ثنا جندل بن والق ثنا بكير بن عثمان البجلي قال سمعت أبا إسحاق التميمي يقول سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول ثم حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أمتاه قالت يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناديكم قال وأنى ذلك قالت فعلي بن أبي طالب قال أنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا قالت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى.

الفردوس بمآثر الخطاب عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أدخله الله نار جهنم وله عذاب مقيم.

وقد ضم معاوية إلى حاشيته عددا من الصحابة المنافقين من أتباعه للحديث إلى الناس بما يريد على أنه من سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. كما وشجع على وضع الحديث وكان يعطي الجوائز على كل من يضع حديثا في فضل عثمان أو عمر أو أبي بكر. وبالتالي كانت سياسته مع السنة وضع الأحاديث على لسان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكانت تلك الأحاديث تصنع فضائل لمن لم يذكر له رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فضائل، وأيضا تحويل الكثير من المؤامرات التي حصلت في عصر الخلافة الأول وكثير من الحوادث الفاضحة من مثالب إلى فضائل باستخدام مهارة جهاز خصصه لوضع الحديث.

وبالتالي تظهر فضائل لأناس لم يستحقوها بمستوى فضائل أمير المؤمنين علي سلام الله تعالى عليه، وأيضا منع من الحديث في كل ما يتعلق بأهل البيت فمنع ذلك وعاقب عليه أشد العقاب، وبسبب ذلك عانى شيعة أهل البيت في تلك الفترة معاناة شديدة من قتل وتشريد وحرق للأشخاص وللبيوت وكل ما يخطر على بالك من أنواع العذاب،في المقابل أغدق الكثير من المال


/ 33