أهل البيت عليهم السلام - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



العذاب" هؤلاء قالوا بالاعتقاد بعذاب القبر بعد الموت. ومن أخذ بأية ثالثه: قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون، بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. وهؤلاء اخذوا رأيا ثالثا مختلفا عن غيرهم والسبب في الاختلاف كما اشرنا عدم دراسة هذه المسألة وغيرها دراسة موضوعية متكاملة وهذا ما هو متعارف عليه عند مذهب أهل السنة، بينما لو نظرت إلى فكر الإمامية الإثنى عشرية أتباع المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم السلام، فهم دائما ينظرون إلى المسائل نظرة موضوعية متكاملة، ولم أجد حتى الآن مسألة واحدة لم تبحث بشكل موضوعي، ولذلك تكاد الاختلافات والتناقضات تكون معدومة عند الشيعة الإمامية.

فهم ليسوا من الذين يقولون لا تقربوا الصلاة ثم يمسكون، بل يمشون مع الموضوع وفق ما تريد الآيات ويحققون بجميع تفاصيلها، ففي المثال السابق عند الشيعة الإمامية أن الناس في القبر على ثلاثة أصناف أو أنواع، نوع لا يرى العذاب بل يكون في حالة تشبه النوم، ونوع يعرض عليه من النعيم ما شاء الله حتى يوم البعث، ونوع ثالث تعرض عليه النار إلى آخر المسألة.

هذه إحدى المسائل عند أهل السنة والتي تسببت في الخلاف والاختلاف والخروج عن الحقيقة والزيغ عنها بل وربما إلى طمسها، وهناك المئات من المسائل التي لم يتعرضوا لها بنزاهة وموضوعية قد تركت أثرا فعالا في الخلاف والاختلاف والتنافر وإتباع الهوى والعصبية العمياء ومعاداة الآخرين والتطاول عليهم كل ذلك بسبب ترك الدراسة الموضوعية المتكاملة للمسائل، وأيضا التعصب والتقليد الأعمى.

ومن أهم تلك المسائل التي لم تدرس بموضوعية متكاملة هذه المسألة التي بين أيدينا وهي مسألة الصحابة وعدالتهم أجمعين، فهل السنة قد أخذوا بآية واحدة فقط تتحدث عن الصحابة وتركوا بقية الآيات القرآنية التي تتحدث عنهم، ولذلك فإن المسألة لا زالت غير موضوعيه بل أدت في الحقيقة إلى طمس معالم الدين، فهم قد اخذوا بقوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}.. ومن خلال هذه الآية فقط بنوا كل معتقداتهم في الصحابة من عدالة وعصمة وهالة قدسية ونقل للدين والأحكام دون تقص أو متابعة لما هو موجود في القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية أو في المسيرة التاريخية للعصر الأول من الإسلام.

فالبحث والنظر الدقيق والمفصل في هذا الموضوع ضروري جدا حتى تعرف كل الأمور على حقيقتها، وحتى تستطيع أن تحدد عمن تأخذ دينك وأحكامك بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. لأن الأمر ليس متروكا هكذا، بل لا بد من أشخاص بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يوثق بهم وبعدالتهم يحملون هذا الدين العظيم، بشرط أن تكون النصوص الشرعية هي التي تحدد نوعية أولئك الأشخاص ومن هم؟ وإلا فلو ترك الأمر هكذا دون رعاية ووعاية فإن الدين والمنهج سوف


يضيع، لأنك سوف تعتبر ما ليس بدين هو دين من مجرد نقله عن أناس لا تدري هل هم عدول أم لا أو هل أوصى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بالأخذ عنهم أو حذر منهم. مثال على ذلك حديث أبو هريرة الذي يصف فيه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بالسهو والنسيان: في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال ثم صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي قال ابن سيرين سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا قال فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من أبواب المسجد فقالوا قصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين قال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة قال لم أنس ولم تقصر فقال أكما يقول ذو اليدين فقالوا نعم فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر فربما سألوه ثم سلم فيقول نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم. هذا الحديث المروي عن هذا الصحابي أبو هريرة قامت عليه عند أهل السنة أحكام شرعية عديدة مثل نفي عصمة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في التشريع، كذلك أحكام أخرى كثيرة تتعلق بالصلاة، وان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان يكابر بالقول بأنه لم ينسى ولم تقصر الصلاة، وكذلك أن أبا بكر وعمر كانا يهابان من سؤال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مع العلم أنهما كانا ممن ارتفعت أصواتهم عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ونزل فيهما آيات تهدد بحبط الأعمال قال تعالى في سورة الحجرات الآية: 2 {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا}. حتى انقضت.

والمهم في القضية بحديث أبي هريرة أن أبا هريرة يصف وصفا دقيقا كيف صلى بهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ثم كيف جلس بعد الصلاة إلى آخر ذلك، لكن مما يجدر الانتباه إليه، أن ذو اليدين كان قد استشهد في بدر في السنة الثانية للهجرة، بينما أبو هريرة حضر إلى المدينة وأسلم في أواخر السنة السابعة للهجرة. ويتبين لك أن القصة مكذوبة على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم منقولة على لسان صحابي لم يكن موجودا وقت الحادثة لكنه يصفها على لسانه وكأنه عاشها، ومع وضوح كذبها وافترائها على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، تجد أن أهل السنة والجماعة يدافعون عن كذبة أبي هريرة هذه، ويقبلون في الطعن بشخص رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ورفع العصمة عنه حتى في التشريع، بل واعتمدوا فوق ذلك على العديد من الأحكام الشرعية والتي اقروها بناء على هذه الكذبة.


إذا فالقضية كما قلنا خطيرة جدا، يتحدد عليها بناء موقف الإنسان المسلم، ولذلك فإن كل هذه الأمور المتعلقة بالصحابة وعدالتهم تتحدد من استقراء النصوص والأحاديث بشكل كامل، وبنزاهة وصدق، وبدون تعصب أو عاطفة مع مراعاة الابتعاد عن التقليد الأعمى، لأننا غدا سوف نسأل في القبر وفي يوم الحساب أمام الله سبحانه عن كل منقصة أو زيغ أو ضلال في ديننا، ولا نريد أن نقول لله سبحانه وتعالى كما قالت الآية الكريمة: سورة الأحزاب الآية: 66 - 67 {يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا}. وهذا يوجب علينا أن نحدد مفهوم الصحابة وعمن نأخذ ديننا، وهناك سبب أخر يستدعي ذلك الآية الكريمة التي تقول: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً. وكذلك الحديث الشريف عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم انه قال: أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من توفدون.

هذه الأمور كلها تستدعي وبشكل ملح، أن نقتحم هذه الدائرة التي ظلت مغلقة أمام البحث والاقتراب منها ممنوع، وهي دائرة ألصحابة لأن القضية ليست عاطفية بل إنها وقبل كل شيء متعلقة بالفرد نفسه الذي سوف يسأل عن نفسه وعن دينه وعقيدته وكذلك عن من اخذ دينه، فلنحذر عزيزي القارئ أن نكون ممن يقولون يوم القيامة إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ومهتدون بل لا بد من البحث الشخصي في هذه المسألة حتى نخرج عن دائرة التقصير.

فلننظر معا بنظرة موضوعية ولو مختصرة إلى آيات القرآن العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بعد هذه القراءة الموضوعية المختصرة فأننا سوف نجد أن القرآن الكريم، كما مدح في الصحابة فإنه أيضا قدح فيهم، وكذلك في آيات عدة هددهم، وفي أخرى أخبر عن عواقب أمرهم وفي غيرها اتهمهم بالنفاق وكذلك بنقض العهد. إذن فالنتيجة أن الصحابة ليسوا من نوع واحد بل أنواع وأصناف، نحددهم هنا في هذا البحث المتواضع بخمسة أنواع.

النوع الأول من الصحابة من كان من أهل بيت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم واذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، نزلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ألشريفه تدل على عصمتهم وعدالتهم وتطهيرهم من الرجس والضلال وكذلك حثت الآيات والأحاديث على متابعتهم والإقتداء بهم واخذ الدين عنهم.

النوع الثاني من الصحابة لم يعصمهم الله سبحانه وتعالى، وإنما مدحهم وأكد على عدالتهم وثبوتهم على نهج رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والإقتداء به وعدم المخالفة عليه حتى وفاتهم.

النوع الثالث من الصحابة من انقلب على عقبيه بعد وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وخالف أوامره ونقض عهده.

النوع الرابع من الصحابة المنافقون الذين كانوا مجهولين بين المسلمين منذ البداية، وبقوا على نفاقهم إلى يوم الدين.


النوع الخامس من الصحابة أزواج النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والذين عاشوا معه فترة دعوته وبعد وفاته والذين لم تنزل فيهم آية تدل على عصمتهم.

أهل البيت عليهم السلام

النوع الأول: أهل البيت عليهم السلام:

قال تعالى في سورة الأحزاب. الآية: 33 (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

يعتبر أي مصطلح لغوي حقيقة لغوية ما لم تأت قرينة تجعله حقيقة شرعية. وإذا ما انتقل اللفظ إلى حقيقة شرعية فإنه لا يجوز اعتبارها حقيقة لغوية إلا بقرينة أيضا.

لكنه بعد الاعتراف بالحقيقة الشرعية وتأكيد القرائن من النصوص الشرعية عليها، فإنه لا يجوز صرفها عن المعنى الشرعي إلى غيره. كذلك يصير الإنسان المسلم من مجرد سماعه لتلك الحقيقة الشرعية فإنه ينصرف ذهنه فورا إلى ذلك المعنى الشرعي الذي قرره الشرع الحنيف وفق القرائن من الآيات الشريفة والأحاديث النبوية الصحيحة. ولا يجوز صرف معنى الحقيقة الشرعية عن معناها بحسب الأهواء والآراء والقياس. وإنما يجب على المسلم الالتزام بما يريده الله سبحانه من ذلك المعنى أو تلك الحقيقة، ومن حاول تغيير تلك الحقيقة الشرعية وصرفها عن معناها الحقيقي الذي أراده الله سبحانه وتعالى، فمن حاول ذلك فإنه يتلاعب بأحكام وحقائق شرعية أمر الله سبحانه الناس الالتزام بها، و بقيام الأفهام والأحكام الإسلامية بحسبها، ومن حاول اللعب بها فإنه معاد لله ورسوله والأئمة المعصومين من بعده، فلننتبه إلى ذلك.

ومن الحقائق اللغوية والتي صرفت معانيها إلى حقائق شرعية أمثلة كثيرة جدا من القرآن الكريم، طرحها القرآن الكريم وحولها إلى حقائق شرعية لو ذكرها شخص أو سمعها، فإن ذهن السامع أو القارئ لا ينصرف إلا إلى ذلك المعنى الشرعي فقط.

خذ مثلا كلمة الصلاة، هي لفظة أو حقيقة لغوية لها مدلولها اللغوي الخاص ومعناها الدعاء، جاء الشرع الحنيف من آيات وأحاديث صرفت ذلك المعنى اللغوي وجعلته حقيقة شرعية وهي أفعال مخصوصة في زمن مخصوص تحتوي على ركوع وسجود وتسبيح وقراءة للقران


الكريم وغير ذلك، ولا يمكن للسامع أو القارئ بعد ذلك بل ولا يجوز له أيضا أن يفهمها إلا بالمعنى الشرعي فقط.

فعند قراءة الآية التي تأمر بالصلاة (وأقيموا الصلاة) فإنه لا يفهم منها الدعاء بل يفهم المعنى الشرعي والحقيقة الشرعية لتلك اللفظة والكلمة.

كذلك مثلا كلمة الحج معناها اللغوي القصد بينما صرفها الشارع إلى حقيقة شرعية وهي أفعال مخصوصة في زمن مخصوص لا يفهم منها عند ذكرها إلا المعنى الشرعي فقط، كذلك لفظة الصوم وهو الامتناع صار له حقيقة شرعية معينه وكذلك الزكاة وهي النقاء أيضا صار لها في الشريعة حقيقة شرعيه مخصوصة لها، وأيضا لفظة الغائط معناها المكان المنخفض، صار لها حقيقة شرعيه معينة كل تلك الألفاظ التي ذكرناها وغيرها كثير، جاءت الآيات الكريمة صرفتها إلى معنى شرعي يعرف بالحقيقة الشرعية، ولا تفهم تلك الحقيقة بالمعنى اللغوي بل بالمعنى الشرعي فقط.

ومن هذه الألفاظ التي لها حقيقة شرعية معينه من قبل الحق سبحانه وتعالى، ولا يجوز صرف معناها إلى غير المعنى الشرعي الذي أراده الله لها، هي لفظة أو مصطلح أهل البيت.

فأهل البيت كلمة لها معنى لغوي وحقيقة لغوية تختلف عن معناها الشرعي وحقيقتها الشرعية. وإذا كان هناك معنى لغوي، ومعنى شرعي، فإنه دائما يقدم المعنى الشرعي والحقيقة الشرعية بلا خلاف.

ولذلك فإن الآية الشريفة التي ابتدأ بها البحث، والتي تذكر أهل البيت عليهم السلام لها حقيقة شرعية، معها عشرات القرائن الشرعية والتي تحدد معناها على أمر حسب ما أراد الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز فهمها بأي فهم سوى الفهم والمعنى الذي ارتضاه الله لتلك الكلمة، فإن الحقائق الشرعية لا تنال ولا تفهم باجتهاد أو رأي أو قياس أو هوى، بل بالتزام كامل وطاعة لله ورسوله، وبالتالي نحافظ على تلك الحقيقة الشرعية من الضياع أو الطمس والإفناء.

وبالنظر إلى القرائن الشرعية نجد أن أهل البيت عليهم السلام هم طائفة من البشر لهم صفات وميزات وسمات معينه، ولهم تعريف خاص بهم، ولهم علامات لا يستطيع البشر أن يعرفهم أو يميزهم إلا بها، حتى لا تختلط الحقائق ببعضها، على شرط أن يكون المعرف لهم هو النص القرآني أو الحديث الشريف مع بعض الحقائق العقلية التي توجب لهم تلك المزايا والصفات.

وباستقراء الآيات والأدلة والقرائن الشرعية نستطيع أن نحدد أهل البيت الذين نزلت في حقهم الآية سورة الأحزاب. الآية: 33 { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}..هم رسول الله وفاطمة الزهراء وعلي والحسن والحسين عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام


روى القرطبي أن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال: (هؤلاء أهل بيتي) - وقرأ الآية - وقال: (اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: (أنت على مكانك وأنت على خير) أخرجه الترمذي وغيره

وفي الدر المنثور للسيوطي أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ادعي زوجك، وابنيك، حسنا، وحسينا، فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضلة إزاره، فغشاهم إياها، ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا، قالها ثلاث مرات. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فأدخلت رأسي في الستر فقلت: يا رسول الله وأنا معكم فقال: انك إلى خير مرتين".

وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة لها، تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه. فقال لها"أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت. قال: اذهبي فادعيه وابنيك، فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي رضي الله عنه يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسهما في حجره، وجلس علي رضي الله عنه عن يمينه، وجلست فاطمة رضي الله عنها عن يساره، قالت أم سلمة رضي الله عنها: فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت".

وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة ٌرضي الله عنها"ائتني بزوجك وابنيه، فجاءت بهم، فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم كساء فدكيا، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: اللهم إن هؤلاء أهل محمد - وفي لفظ آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال انك على خير".

وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت"نزلت هذه الآية في بيتي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وفي البيت سبعة. جبريل، وميكائيل عليهما السلام، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: انك إلى خير، انك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم".

وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


بهذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن، وحسين، وفاطمة، وعلي، فضمهم إليه، ونشر عليهم الثوب. والحجاب على أم سلمة مضروب، ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي، الله اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فإنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك، وانك على خير".

وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: في بيتي نزلت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} وفي البيت فاطمة، وعلي، والحسن، والحسين. فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه، ثم قال "هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا".

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"نزلت هذه الآية في خمسة. في، وفي علي، وفاطمة، وحسن، وحسين، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} ".

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة، وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما، فادخلهما معه، ثم جاء علي وفاطمة فادخلهما معه، ثم قال {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد قال "نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فادخل عليا، وفاطمة، وابنيهما تحت ثوبه، ثم قال اللهم هؤلاء أهلي، وأهل بيتي".

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة، ومعه حسن، وحسين، وعلي، حتى دخل، فأدنى عليا، وفاطمة. فاجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا، وحسينا. كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم، ثم تلا هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} ".

وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا، فقال: "اللهم هؤلاء أهلي".

وفي الدر المنثور أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال "قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب، والسيد، فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا يا


محمد قال: كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام. قالا: فهات. قال: حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير. قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه إلى الغد، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ بيد علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه، وأقرا له، فقال: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا. قال جابر: فيهم نزلت {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم...} الآية. قال جابر: أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي، وأبناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة".

وأخرج أبو النعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه علي، والحسن، والحسين، وفاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أنا دعوت فأمنوا أنتم، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية".

وفي تحفة الاحوذي قوله: (قال لما نزلت هذه الآية) أي المسماة بآية المباهلة {ندع أبناءنا وأبناءكم} الخ الآية بتمامها مع تفسيرها هكذا فمن حاجك فيه أي فمن جادلك في عيسى وقيل في الحق {من بعد ما جاءك من العلم} يعني بأن عيسى عبد الله ورسوله {فقل تعالوا أي هلموا ندع أبناءنا وأبناءكم} أي يدع كل منا ومنكم أبناءه ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل أي نتضرع في الدعاء فنجعل لعنة الله على الكاذبين بأن تقول اللهم العن الكاذب في شأن عيسى (دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً) فنزله منزلة نفسه لما بينهما من القرابة والأخوة (وفاطمة) أي لأنها أخص النساء. من أقاربه (وحسناً وحسيناً) فنزلهما بمنزلة ابنيه صلى الله عليه وسلم (فقال اللهم هؤلاء أهلي).

إذن أهل البيت هم فقط الذين حددهم المعنى الشرعي، ويدخل معهم الأئمة الإثنى عشر وآخرهم الإمام المهدي من عترة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. وكلهم من عترة رسول الله من أهل البيت عليهم السلام الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وقرنهم بالكتاب وإنهما أي الكتاب والعترة الطاهرة لن يفترقا حتى يردا على رسول الله الحوض، واليك بعض روايات من كتب أهل السنة والتي تدلل على أن الإتباع والإقتداء بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم محصور في هؤلاء الأئمة الإثنى عشر من الإمام علي حتى آخرهم الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

روى مسلم في صحيحه حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول


سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي ما قال فقال كلهم من قريش

روى مسلم في صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكتب إلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول ثم لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش وسمعته يقول عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى وسمعته يقول إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم وسمعته يقول إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته وسمعته يقول أنا الفرط على الحوض

روى البخاري في صحيحه حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال كلهم من قريش باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت

وفي مجمع الزوائد عن مسروق قال كنا جلوسا ثم عبد الله وهو يقرئنا القرآن فقال رجل يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال عبد الله ما سألني عنها أحد مذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي

وعن أبي جحيفة قال كنت مع عمي ثم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة وخفض بها صوته فقلت لعمي وكان أمامي ما قال يا عم قال كلهم من قريش رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح

أيضا وعن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر وهو يقول اثنا عشر قيما من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم.

وهناك العشرات من هذه الروايات التي تبين أن الأئمة هم اثنى عشر إماما وآخرهم الإمام المهدي وأنهم سلام الله عليهم من عترة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة"..

و في مسنده، أن الرسول (ص) قال للحسين عليه السلام: هذا ابني، إمام اخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم.

و عـن عباية بن ربعي عن جابر قال: قال رسول اللّه (ص): أنا سيد النبيين , وعلي سيد الوصيين وان أوصيائي بعدي اثنا عشر, أولهم علي وآخرهم القائم المهدي.


و عـن عـلي كرم اللّه وجهه قال: قال رسول اللّه (ص): لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمتي رجل من ولد الحسين , يملا الأرض عدلا كما ملئت ظلما.

و عـن سـلـيم بن قيس الهلالي, عن سلمان الفارسي (رض) قال: دخلت على النبي (ص) فإذا الحسين عـلى فخذيه , وهو يقبل خديه ويلثم فاه , ويقول: أنت سيد ابن سيد اخو, سيد,وأنت إمام ابن إمام اخو إمام , وأنت حـجـة ابـن حجة اخو حجة ,أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم المهدي.

وأخرجه أيضا الحمويني الشافعي, وموفق بن احمد الخوارزمي

و عـن ابن عباس (رض) قال: سمعت رسول اللّه (ص) يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون. وأخرجه أيضا الحمويني الشافعي

و عـن عـلـي (ع) قـال: قـال رسول اللّه (ص): من أحب أن يركب سفينة النجاة, ويستمسك بالعروة الـوثـقى, ويعتصم بحبل اللّه المتين, فليوال عليا, وليعاد عدوه, وليأتم بالأئمة الهداة من ولده, فإنهم خلفائي وأوصيائي, وحجج اللّه على خلقه من بعدي, وسادات أمتي وقواد الأتقياء إلى الجنة, حزبهم حزبي وحزبي حزب اللّه, وحزب أعدائهم حزب الشيطان

و عـن ابـن عـباس قال: قال رسول اللّه (ص): إن اللّه فتح هذا الدين بعلي , وإذا قتل فسد الدين , ولا يصلحه إلا المهدي

وعـن عـلـي (ع) قـال: قـال رسـول اللّه (ص): ألائمة مـن ولـدي , فمن أطاعهم فقد أطاع اللّه , ومن عصاهم فقد عصى اللّه , هم العروة الوثقى , والوسيلة إلى اللّه جل وعلا.

قـال الـقندوزي: قال بعض المحققين: أن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر, قد اشـتهرت من طرق كثيرة, فبشرح الزمان, وتعريف الكون والمكان, علم أن مراد رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مـن حـديـثـه هـذا ألائمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته, إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الـخـلفاء بعده من أصحابه , لقلتهم عن اثني عشر, ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية , لزيادتهم عـلـى اثـنـي عـشـر, ولـظـلمهم, ولكونهم غير بني هاشم , لأن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: كلهم من بني هاشم , في رواية عبد الملك عن جابر, وإخفاء صوته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

وروى في ينابيع المودة نقلاً عن كتاب فرائد السمطين حيث أخرج بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال: " قدم يهودي يقال له نعثل إلى رسول الله (ص) فقال: يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك.


قال (ص): سل يا أبا عمارة.

فقال: يا محمد صف لي ربك.

فقال (ص): إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، و كيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه، و الأوهام ان تناله، و الخطوات أن تحده، و الأبصار أن تحيط به، جلًّ و علا عما يصفه الواصفون، ناءٍ في قربه، قريبٌ في نأيه، و هو كيّف الكيف و أيّن الأين، فلا يقال له أين هو، منقطع الكيفية و الأينونية، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً احد.

فقال نعثل: صدقت يا محمد، فأخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له أليس الإله واحد و الإنسان واحد؟

فقال (ص): الله عزُّ و علا واحدٌ حقيقيٌ أحديُّ المعنى أي لا جزء له و لا تركيب له، و الإنسان واحدٌ ثنائيُّ المعنى، مركبٌ من روحٍ و بدن.

فقال نعثل: صدقت، فأخبرني عن وصييك من هو، فما من نبي إلا و له وصي، و أنا نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون.

قال (ص): إن وصيي علي بن أبي طالب و بعده سبطاي الحسن و الحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين.

فقال نعثل: فسمهم لي.

قال (ص): إذا مضى الحسين، فابنه علي، فإذا مضى علي، فابنه محمد، فإذا مضى محمد، فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر،فابنه موسى، فإذا مضى موسى، فابنه علي، فإذا مضى علي، فابنه محمد، فإذا مضى محمد، فابنه علي، فإذا مضى علي، فابنه الحسن،فإذا مضى الحسن، فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء إثنا عشر.

قال نعثل: أخبرني عن كيفية موت علي والحسن و الحسين.

قال (ص): يقتل عليّ بضربة على قرنه و الحسن يقتل بالسم، و الحسين بالذبح.

قال نعثل: فأين مكانهم؟

قال (ص): في الجنة في درجتي.

قال نعثل: أشهد أن لا إله إلا الله، و أنك رسول الله، و أشهد أنهم الأوصياء بعدك، و لقد وجدت في كتب الأنبياء المتقدمة، و فيما عهد إلينا موسى بن عمران (عليه السلام)، أنه إذا كان آخر الزمان، يخرج نبيُّ يقال أحمد و محمد و هو خاتم الأنبياء، و لا نبيُّ بعده، فيكون أوصياؤه بعده إثنا عشر أولهم ابن عمه و ختنه- (الختن: زوج البنت).


ثم سأله النبي (ص) فقال له: أتعرف الأسباط؟

قال نعثل: نعم ثم عدًّدهم...

فقال (ص): كائنٌ في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، و القذّة بالقذة و إنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى و يأتي على أمتي بزمنٍ لا يبقى من الإسلام إلا اسمه و لا يبقى من القرآن إلا رسمه. فحينئذٍ يإذن الله تبارك و تعالى بالخروج، فيظهر الله الإسلام به و يجدده، طوبى لمن أحبهم و اتبعهم و الويل لمن أبغضهم و خالفهم، طوبى لمن تمسك بهداهم.

فأنشأ نعثل هذه الأبيات:

صلى الإله العلى عليك يا خير البشر أنت النبي المصطفى و الهاشمي المفتخر

بكم هدانا الله ربنا و فيك نرجو ما أمر و معشر سميتهم أئمةً اثـنا عشـــــر

حباهم رب العلى ثم اصطفاهم من كدر قد فاز من والاهم و خاب من عادى الزُّهر

آخرهم يسقي الظما و هو الإمام المنتظر عترتك الأخيار لي و التابعين ما أمـــر


من كان عنه معرضاً فسوف تصلاه سقر

والذي يدل على الإقتداء بأهل البيت سلام الله عليهم وإتباعهم وأنهم هم أهل الهدى، والصراط المستقيم وسفن النجاة، وأولو الأمر الذين وجبت طاعتهم ومحبتهم.هي النصوص الشرعية المتضافرة والمتواترة عند جميع فرق المسلمين، لكنني أضع بين يديك كما اتفقنا من بداية الكتاب ما هو موجود في صحاح وسنن أهل السنة منها حديث الثقلين المتواتر عند جميع المسلمين وروته جميع صحاحهم ومسانيدهم كمسلم واحمد والترمذي والنسائي وغيرهم اكتفي في هذا المقام بذكر رواية فقط من صحيح الحاكم

عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال ثم لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ثم شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله


/ 33