إغتيال وصي رسول الله علي بن أبي طالب - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





إغتيال وصي رسول الله علي بن أبي طالب



اغتيال وصي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم


أمير المؤمنين علي عليه السلام


أيها القارئ العزيز كما قام اليهود والنصارى بقتل أوصياء أنبيائهم قام المسلمون بقتل وصي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهو يصلي في محرابه في مسجد الكوفة أثناء سجوده في صلاة الصبح في شهر رمضان.


فمنذ أن نصب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أمير المؤمنين علياً عليه السلام وصياً وخليفة من بعده، بدأت الضغائن والأحقاد تظهر على بعض الصحابة تجاه أمير المؤمنين علي عليه السلام حتى في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكان العداء ظاهرا في العديد من تصرفات الصحابة، ولذلك حرص النبي الأكرم محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على التشديد في تحذير الصحابة والمسلمين من بعدهم من التعرض لأمير المؤمنين والسيدة الزهراء وعترة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أو إيذائهم أو بغضهم، بل وأكثر من ذلك دعا إلى حبهم ومودتهم وطاعتهم وإتباعهم وحذر تحذيرا شديدا من بغضهم ومعاداتهم ومن التعدي عليهم، واليك عزيزي القارئ بعضا من تلك الروايات التي تؤكد صحة ما ذهبنا إليه.


أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولداها.


وأخرج سعيد بن منصور، عن سعيد بن جبير {إلا المودة في القربى} قال: قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم، قال: لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم؟ لا. قال: أما قرأت {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: فأنكم لأنتم هم؟ قال: نعم.


وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس {ومن يقترف حسنة} قال: المودة لآل محمد.


وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم، عن المطلب بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنا لنخرج فنرى قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينيه، ثم قال: "والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان، حتى يحبكم لله ولقرابتي".


وأخرج مسلم والترمذي والنسائي، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أذكركم الله في أهل بيتي".


وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف، عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".



وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي".


وأخرج البخاري، عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: ارقبوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته.


وأخرج ابن عدي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أبغضنا أهل البيت فهو منافق".


وأخرج الطبراني، عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد، إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار".


وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل، إلا أدخله الله النار".


وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة قال: قال رسول الله (ع): "إن الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وفرض عليكم طاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته، وهو وصيي ووارثي، وهو مني وأنا منه، حبه إيمان وبغضه كفر، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة، وأنا وهو أبوا هذه الأمة


وأخرج الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغوا الخير أو الإيمان حتى يحبوكم".


وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا، من وقائع أوقعناها، فقال: "أما والله إنهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم، لقرابتي، ترجو سليم شفاعتي، ولا يرجوها بنو عبد المطلب".


فكما ترى عزيزي القارئ، بالرغم من كل تلك الوصايا التي لم اذكر لك إلا جزءا بسيطا مما روته كتب أهل السنة والتي تؤكد على إن محب أهل البيت محب لله ولرسوله ومبغض أهل البيت منافق مبغض لله ولرسوله، وانظر في الروايات التالية كيف إن الصحابة لم يستجيبوا لنداء الله ونداء رسوله بل على العكس من ذلك اظهروا حقدا وعداء وحسدا لأمير المؤمنين عليه السلام وعترة النبي الطاهرة عليهم الصلاة والسلام.


روى النسائي في صحيحه قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا جَعفرُ بنُ سُلِيمَانَ الضُّبَعِيُّ عَن يزيدَ الرشَكِ عَن مُطَّرفِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ عَن عُمَرانَ بنِ حُصينٍ قَالَ:



"بعثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم جيشاً واستعملَ عليهمْ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ؛ فمضَى في السَّريَّةِ فأصابَ جاريةً فأنكروا عليهِ وتعاقدَ أربعةٌ من أصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالُوا إن لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَخْبَرَنَاهُ بما صَنَعَ عليٌّ. وكَانَ المُسْلِمونَ إذا رَجعُوا من سفرٍ بدأوا برَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فسلَّموا عليهِ ثُمَّ انصرفُوا إلى رِحالِهمْ، فَلمَّا قَدِمَتِ السَّريَّةُ سلَّموا على النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فقامَ أحدُ الأربعةِ فقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ: ألمْ ترَ إلى عَليِّ ابنِ أبي طالبٍ صَنَعَ كذَا وكَذَا فأعرضَ عنهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ثُمَّ قامَ الثَّاني فقَالَ مثلَ مقَالَته فأعرضَ عنهُ، ثُمَّ قامَ إليهِ الثَّالثُ فقَالَ مِثلَ مقَالَته فأعرضَ عنهُ، ثُمَّ قامَ الرَّابعُ فقَالَ مثلَ ما قَالُوا فأقبلَ إليهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم والغضبُ يُعرَفُ في وجهِهِ فقَالَ ما تُريدونَ من عليٍّ، ما تُريدونَ من عليٍّ، إنَّ عليَّاً منِّي وأنا منهُ، وهو وليُّ كُلِّ مؤمنٍ من بعدِي".


وروى أحمد في مسنده من طريق الأجلح الكندي عن ابن بريدة عن أبيه قال:


بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما عليّ والآخر خالد فقال: إذا التقيتما فعليّ على الناس وإن افترقتما فكل منكم على حده فظهر المسلمون فسبوا فاصطفى عليّ امرأة من السبي لنفسه فكتب خالد إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك فلما أتيته دفعت الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجهه فقلت: يا رسول اللّه هذا مكان العائذ بك فقال: لا تقع في عليّ فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. الأجلح الكندي وثقه الجمهور وباقيهم رجاله رجال الصحيح


وروى الترمذي والنسائي من حديث عمران بن الحصين في قصة طويلة مرفوعاً ما تريدون من عليٍّ إن علياً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن بعدي.


روى الهيثمي في مجمع الزوائد قال: عن علي بن أبي طالب قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة! فقال: "إن لك في الجنة أحسن منها". ثم مررنا بأخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة! قال: "لك في الجنة أحسن منها". حتى مررنا بسبع حدائق، كل ذلك أقول: ما أحسنها، ويقول: "لك في الجنة أحسن منها". فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، قلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: "ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي". قال: قلت: يا رسول الله في سلامة من ديني؟ قال: "في سلامة من دينك".


وروى الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: عن ابن عباس قال: توفي ابن لصفية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت عليه وصاحت، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: "يا عمة، ما يبكيك؟". قالت: توفي ابني. قال: "يا عمة، من توفي له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتاً في الجنة". فسكتت. ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،



فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال: يا صفية، قد سمعت صراخك، إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك من الله شيئاً. فبكت فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يكرمها ويحبها فقال: "يا عمة، أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟". قالت: ليس ذاك أبكاني يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب فقال: إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك من الله شيئاً. قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا بلال، هجر بالصلاة". فهجر بلال بالصلاة، فصعد المنبر النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، فإنها موصولة في الدنيا والآخرة".


وذكر إن ابن عباس قال خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت على نفر من قريش فإذا هم يتفاخرون ويذكرون أمر الجاهلية، فقلت: منا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: إن الشجرة لتنبت في الكبا (أي في المزبلة). قال: فمررت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: "يا بلال، هجر بالصلاة". فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "يا أيها الناس، من أنا؟". قالوا: أنت رسول الله. قال: "انسبوني". قالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. قال: "أجل، أنا محمد بن عبد الله، وأنا رسول الله، فما بال أقوام يبتذلون أصلي؟ فوالله لأنا أفضلهم أصلاً وخيرهم موضعاً.


وروى الطبراني في معجمه وقال: حدثنا عبدان بن أحمد وأبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي قالا ثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا حماد بن واقد الصفار ثنا محمد بن ذكوان عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر قال أنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال بعض القوم هذه ابنة محمد فقال رجل إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب حتى قام لي القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السماوات والأرض سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سماواته من شاء من خلقه وخلق الأرض سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار.


وكذلك في مجمع الزوائد للهيثمي وقال: عن عبد الله بن عمر قال: أنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة، فقال رجل من القوم: هذه ابنة محمد. فقال رجل من القوم: إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن. فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، ثم قام على القوم فقال: "ما بال أقوال تبلغني عن أقوام؟ إن الله عز وجل خلق السماوات سبعاً فاختار العليا منها فسكنها، وأسكن سماواته من شاء من خلقه، [وخلق الأرض سبعاً فاختار العليا منها



فأسكنها من شاء من خلقه] وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار.


وتبين هذه الروايات في صحيحي البخاري ومسلم بنفس الأسندة لكن للأسف الشديد لعدم نزاهة وإنصاف الرواة حذفوا وحرفوا في متنها لكنها في مجموعها تبين بشكل واضح وجلي أن الصحابة كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وآله، يؤذون رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في المدينة المنورة في حياته وتحت لواء نبوته، ويؤذونه في أهل بيته صلى الله عليه وآله، وكانت ألسنتهم بذيئة على أصل النبي صلى الله عليه وآله وعشيرته، حتى ضجَّ من ذلك الأنصار، وجاءوا يشكون إلى النبي صلى الله عليه وآله بذاءة قريش بحقه، طالبين منه معالجة هذه الأَلسنة المنافقة، أو إصدار أمر بتقتيلهم. وقد قال الهيثمي عن حديث شكوى الأنصار: رجاله رجال الصحيح!!


ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله له حساسية شديدة من هذا الموضوع عالية جداً، وكان رده دائماً شديداً، فهو يتعامل معه على أنه موضوع ديني وليس موضوعاً شخصياً، لأن عدم الإيمان بأسرته الطاهرة، يساوي عدم الإيمان به صلى الله عليه وآله


ولذلك حسب الروايات دعاهم النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى المسجد وكان غاضبا وبين أنسابهم ومن منهم في الجنة ومن منهم في النار، فاستدعى الموقف إن يبرك عمر على ركبتيه ويعلن التوبة بين يدي رسول الله حتى يسكت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خوفا من إن يصل الدور على بقية الجالسين فيفضحهم، ويظهر من هذا الموقف الشديد من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إن محبة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام وأهل البيت من الإيمان وبغضهم نفاق، ولولا وجود من يبغضهم في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لما حذر النبي كل هذا التحذير.


روى البخاري في صحيحه وقال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال: (أبوك حذافة). ثم أكثر أن يقول: (سلوني). فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، فسكت.


روى البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أبو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أبي بُرْدَةَ عَنْ أبي بُرْدَةَ عَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أشياء كَرِهَهَا فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ وَقَالَ سَلُونِي فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أبي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أبي فَقَالَ أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ أنا نَتُوبُ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.


والآن نكمل بعضا من الروايات التي تظهر فيها الضغينة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.



روى أحمد في مسند بسنده عن عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي (ع): "لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله" قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: "أين علي؟" قالوا: هو في الرحل يطحن، قال: "وما كان أحدكم ليطحن؟" قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث (ع) في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال: "لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه".


قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة" قال: وعلي معه جالس فأبوا، فقال علي: "أنا أواليك في الدنيا والآخرة" قال(ع): "أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة" فأبوا، قال: فقال علي: "أنا أواليك في الدنيا والآخرة" فقال(ع):"أنت وليي في الدنيا والآخرة"...


قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.


قال: وأخذ رسول الله(ع) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: "(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ".


قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي(ع) ثم نام مكانه قال: وكان المشركون يرمون رسول الله(ع) قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه، فقالوا:...كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك.


قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك قال: فقال له علي: "أخرج معك؟" قال: فقال له نبي الله: "لا" فبكى علي، فقال له: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي".


قال: وقال له رسول الله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي".


وقال: "سدوا أبواب المسجد غير باب علي "، فقال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.


قال وقال: "من كنت مولاه فإن مولاه علي " الحديث.


وقال رسول الله (ع): "إنّ وصيّي وخليفتي وخير من أترك بعدي، ينجز موعدي ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب").



روى الطبراني في معجمه الكبير قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا العباس بن الوليد النرسي ح وحدثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ح وحدثنا بشر بن موسى والحسن بن المتوكل البغدادي ثنا خالد بن يزيد العدني قالوا ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل عليهم عليا فمضى على السرية فأصاب علي جارية فأنكروا ذلك عليه فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع قال عمران وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام آخر منهم فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال ماذا تريدون من علي ثلاث مرات إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.


وأيضا في حوادث عديدة عندما كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يحاول أن يذكر ما يتعلق في وصاية وخلافة أمير المؤمنين عليه السلام كانوا يحاولون منع ذلك بكل ما أوتوا من قوة، خذ مثلاً حديث الأئمة من بعدي اثني عشر عندما أراد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أن يقول كلهم من بني هاشم. انظر وتمعن بدقة كيف بدأ القوم بالصياح وارتفعت أصواتهم في محاولة منهم أن يغطوا على كلام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خوفا من أن يسمع المسلمون تلك الكلمة. انظر متون الأحاديث المتعلقة بالأمر.


فقد روى الطبراني في معجمه الكبير وقال: عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكون اثنا عشر أميرا ثم تكلم بشيء لم أسمعه فزعم القوم أنه قال كلهم من قريش.


وفي صحيح بخاري قال: حدثني محمد بن المثنَّى: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: (كلهم من قريش(.


وفي سنن أبي داوود قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا داود، عن عامر، عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفةً". قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمةً خفيفةً. قلت لأبي: يا أبت ما قال؟. قال: كلهم من قريش.



وكذلك قضية إتهام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بالهجر من قبل عمر بن الخطاب ومنعه من كتابة كتاب الوصية لأمير المؤمنين عليه السلام وكيف أن المسلمين انقسموا إلى قسمين قسم مع الرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وقسم يقول ما قال عمر وتنازعوا وارتفعت أصواتهم عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حتى غضب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأمرهم بالخروج من عنده مع أنه دعاهم لكتابة كتاب إذا اتبعوه لن يضلوا أبداً بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. وكان سبب منعهم كتابة ذلك الكتاب هو مخالفتهم لأمر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وحقدهم وبغضهم لأمير المؤمنين سلام الله عليه.


حتى أن ابن عباس حبر الأمة كان يسمي ذلك اليوم برزية الخميس ويبكي. لكثرة ما في ذلك اليوم من قلة حياء وعدم احترام لشخص رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ومنزلته.


روى البخاري في صحيحه وقال: حدثنا قبيصة: حدثنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس، فقال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصى عند موته بثلاث: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). ونسيت الثالثة.


وفي رواية أخرى قال: حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام، عن معمر. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حُضِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هَلُمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده). فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرَّزيَّة كل الرَّزيَّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.


وروى مسلم في صحيحه وقال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد (واللفظ لسعيد). قالوا: حدثنا سفيان عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير. قال: قال ابن عباس: يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم بكى حتى بل دمعه الحصى. فقلت: يا ابن عباس! وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فقال (ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي) فتنازعوا. وما ينبغي عند نبي تنازع. وقالوا: ما شأنه؟ أهجر؟ إستفهموه. قال (دعوني. فالذي أنا فيه خير. أوصيكم ثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة



العرب. وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). قال: وسكت عن الثالثة. أو قال فأنسيتها. قال أبو إسحاق إبراهيم: حدثنا الحسن بن بشر قال: حدثنا سفيان، بهذا الحديث.


وفي رواية أخرى قال: وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق). أخبرنا معمر عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر ابن الخطاب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده). فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع. وعندكم القرآن. حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت. فاختصموا. فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوموا).


قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.


قال في القاموس المحيط: هَجَرَ يَهْجُرُ هَجْراً وهِجْراناً: تباعد.- المريضُ: هذى؛ أخذ يهجُر إذ ارتفعت درجة حرارته.- ـه: تركه وأعرض عنه


وقال في المعجم الوسيط: (هَجَرَ) -ُ هَجْرًا: تباعَدَ. و- المريضُ: هَذَى. ويقال: هَجَرَ في مرضه


ومع كثرة ذكر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لأمر الوصاية والولاية والخلافة خلال حياته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في مكة والمدينة في عشرات المواقف والخطب وكذلك بعد حادثة غدير خم وتنصيب أمير المؤمنين فيها أمام أكثر من مئة وعشرين ألف شخص بعد حجة الوداع. مما أدى إلى أن يقوم أبو بكر وعمر لأمير المؤمنين قالوا: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن.


وقد روى الخطيب والحافظ الحسكاني وابن عساكر وابن كثير والخوارزمي وابن المغازلي بأسانيد عـن أبي هـريرة قال: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا , وهو يوم غـديـر خم لما اخذ النبي صلى اللّه عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب , فقال: الست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه , فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مسلم , فانزل اللّه عز وجل: اليوم أكملت لكم دينكم.


عن سلمان: قلت: يا رسول الله من وصيك؟ قال: وصيي وموضع سري وخليفتي على أهلي وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب.


ومن طريق أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه رفعه: لكل نبي وصي وإن عليا وصيي.



ومن طريق عبد الله بن السائب عن أبي ذر رفعه أنا خاتم النبيين وعلي خاتم الأوصياء.


ثم إن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد أخبر أمير المؤمنين سلام الله عليه بأن في صدور القوم ضغائن.......... بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم


روى الهيثمي في مجمع الزوائد قال: عن علي بن أبي طالب قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة! فقال: "إن لك في الجنة أحسن منها". ثم مررنا بأخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة! قال: "لك في الجنة أحسن منها". حتى مررنا بسبع حدائق، كل ذلك أقول: ما أحسنها، ويقول: "لك في الجنة أحسن منها". فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، قلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: "ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي". قال: قلت: يا رسول الله في سلامة من ديني؟ قال: "في سلامة من دينك".


وفي رواية أخرى قال: عن ابن عباس قال: خرجت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وعلي في حشان المدينة، فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله! فقال: "حديقتك في الجنة أحسن منها". ثم أومأ بيده إلى رأسه [ولحيته] ثم بكى حتى علا بكاؤه، قلت: ما يبكيك؟ قال: "ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني".


وروى الطبراني في معجمه الكبير وقال: حدثنا الحسن بن علوية القطان ثنا أحمد بن محمد السكري ثنا موسى بن أبي سليم البصري ثنا مندل ثنا الأعمش عن مجاهد عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال خرجت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله تعالى عنه في حشان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي رضي الله تعالى عنه ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله فقال حديقتك في الجنة أحسن منها ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته ثم بكى حتى علا بكاؤه قيل ما يبكيك قال ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني


روى أيضا المتقي الهندي في كنز العمال وقال في حديثه في فضائل الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله! ما أحسنها من حديقة! قال: لك في الجنة أحسن منها، ثم مررت بأخرى فقلت: يا رسول الله! ما أحسنها من حديقة! قال: لك في الجنة أحسن منها حتى مررنا بالسبع حدائق كل ذلك أقول: ما أحسنها، ويقول: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلى له الطريق اعتنقني ثم أجهش (أجهش باكيا: قلت: يا رسول الله! ما يبكيك؛ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي، قلت: يا رسول الله! في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك.


وكذلك اخبر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم المسلمين بأن الحق مع علي وعلي من الحق وأنه سوف يقاتل علي التأويل كما قاتل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على التنزيل.



روى المتقي الهندي في كنز العمال إن النبي قال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قيل: أبو بكر وعمر، قال: لا، ولكنه خاصف النعل - يعني عليا.


مسند أبي سعيد قال كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا أحد فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله، فقام أبو بكر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة، فخرج علينا علي.


وروى الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: عن أبي سعيد قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلف عليها علي يخصفها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال: "إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله". فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال: "لا ولكنه خاصف النعل". قال: فجئنا نبشره، قال: فكأنه قد سمعه.


وكذلك أخبر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الصحابي الجليل الذي أوفي بعهده مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أخبره بأن يلتزم مع أمير المؤمنين علي عليه السلام. وأخبره يا عمار تقتلك الفئة الباغية.


روى احمد في مسنده وقال: حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا بن أبي عدي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: -أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فتترب رأسه قال فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جعل ينفض رأسه ويقول ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية.


وفي سنن الترمذي قال: حدثنا أبو مصعب المديني أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية".


روى البخاري في صحيحه - حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار قال: حدثنا خالد الحذاء،


عن عكرمة: قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فينفض التراب عنه، ويقول: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار). قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن.


روى البخاري في صحيحه - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة: أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله: ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه، فأتيناه



وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه، فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس، فقال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عن رأسه الغبار، وقال: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار).


وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي روى السيد أبو طالب بإسناده عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنبيه صلى الله عليه وآله إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفا لك، فضيلة الله فضلك بها، فاخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب عليه السلام، قال أبو أيوب: فاني أقسم لكما: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما فيه غير رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي جالس عن يمينه، وأنا جالس عن يساره، وأنس بن مالك قائم بين يديه، إذ تحرك الباب فقال صلى الله عليه وآله: انظر من بالباب؟ فخرج أنس فنظر فقال: هذا عمار بن ياسر، فقال صلى الله عليه وآله: افتح لعمار الطيب المطيب، ففتح أنس ودخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله، فرحب به ثم قال لعمار: انه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب، وان سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً، فاسلك وادي علي وخل عن الناس، إن عليا لا يردك عن هدى.


وكذلك كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد حدثَ أمير المؤمنينْ إمام المسلمين على انه سوف يقتل وأن قاتِله هو أشقى الآخرين


روى المتقي الهندي في كنز العمال وقال: عن صهيب عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله! قال: الذي يضربك على هذه - وأشار بيده إلى يافوخه وكان يقول: وددت أنه قد انبعث أشقاكم يخضب هذه من هذه - يعني لحيته من دم رأسه.


عن أبي الطفيل قال: كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه عبد الرحمن بن ملجم فأمر له بعطائه ثم قال: ما يحبس أشقاها يخضبها من أعلاها، يخضب هذه من هذه - وأومأ إلى لحيته ثم قال علي:






  • اشدد حيازيمك للموت
    ولا تجزع من القتل
    إذا حل بواديك



  • فإن الموت آتيك
    إذا حل بواديك
    إذا حل بواديك






وفي مجمع الزوائد للهيثمي قال: وعن أبي سنان الدؤلي أنه عاد علياً في شكوى اشتكاها فقال له: لقد تخوفنا عليك في شكواك هذه. فقال: ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه



/ 33