وصية رسول الله - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك. فقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام. هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ورواه غيره كثير

أخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة؟ قال: بين خلق آدم ونفخ الروح فيه".

وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة؟ قال: بين خلق آدم ونفخ الروح فيه".

وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال: قال عمر رضي الله عنه: متى جعلت نبيا؟ قال "وآدم منجدل في الطين".

وأخرج ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد".

فالمقصود من هذه الأحاديث أنه كان نبيا قبل بعثه بالرسالة وأنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان معصوما قبل البعثة وكان معروفا قبل نزول الرسالة عليه بالصادق الأمين وكان لا يمارس أي فعل من طقوس الجاهلية. ولكن وضاعي الحديث حاولوا أيضا أن يطعنوا في عصمته قبل البعثة إلا أنهم حصروا ذلك في حادثتين فقط، وأقروا أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أقر على نفسه بأنه لم يفعل أي سوء من أمر الجاهلية وطقوسهم. إلا أن المتتبع بدقه للروايات يتأكد من أن الله قد عصمه حتى قبل البعثة وبالتالي فإنني أعتبر هذه الروايات دليلا آخر من الأدلة على عصمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

فقد روى الحاكم المستدرك على الصحيحين، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن الحسن بن محمد بن علي، عن جده علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (ما هممت بما كان أهل الجاهلية يهمون به إلا مرتين من الدهر، كلاهما يعصمني الله -تعالى- منهما). قلت ليلة لفتى، كان معي من قريش، في أعلى مكة، في أغنام لأهلها ترعى: (أبصر لي غنمي، حتى أسمر هذه الليلة بمكة، كما تسمر الفتيان). قال: نعم. فخرجت، فلما جئت أدنى دار من دور مكة، سمعت غناء وصوت دفوف وزمر.فقلت: (ما هذا؟). قالوا: فلان تزوج فلانة، لرجل من قريش تزوج امرأة.فلهوت بذلك الغناء والصوت، حتى غلبتني عيني. فنمت، فما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت، فسمعت مثل ذلك. فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوت بما سمعت، وغلبتني عيني، فما أيقظني إلا مس الشمس، ثم رجعت إلى صاحبي. فقال: ما فعلت؟ فقلت: (ما فعلت شيئا). قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (فوالله ما هممت بعدها أبدا بسوء مما يعمل أهل الجاهلية، حتى أكرمني الله -تعالى- بنبوته).


وروى المتقي الهندي في كنز العمال قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ما هممت بما كان أهل الجاهلية يهمون إلا مرتين كلاهما يعصمني الله منها، قلت ليلة لفتى كان معي من قريش في أعلى مكة في أغنام لأهلها ترعى: أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما كان يسمر الفتيان، قال: نعم، فخرجت فلما جئت أدنى دار من دور مكة سمعت غناء وصوت دفوف وزمير فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوج فلهوت بذلك الغناء والصوت حتى غلبتني عيناي فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت فسمعت مثل ذلك فغلبتني عيني أيضا فرجعت، فقال لي صاحبي: ما فعلت؟ قلت: ما فعلت شيئا، فوالله! ما هممت بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله تعالى بنبوته.

إن هذا النبي العظيم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي حظي منذ صغره بألطاف وعنايات ربانية ومنع بالفعل عن الاشتراك في مجالس اللهو ولم يخطر على باله ولو للحظة واحده أن يشارك أهل الجاهلية في جاهليتهم فكيف به بعد أن نال منزلة الرسالة الإلهية وبعث رسولا.

وكما قلت لك في السابق أنه لا يوجد من بين المسلمين من يؤمن بعصمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والأئمة من بعده إلا أتباع المذهب الحق أتباع أهل البيت سلام الله عليهم وشيعتهم جعلنا الله منهم ومعهم في الدنيا والآخرة فهم الوحيدون الذين يبرؤون رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من كل ما نسب إليه في كتب أهل السنة من تهم وأباطيل تطعن في عصمته وأخلاقه وأن كل تلك الأباطيل ماتم وضعها إلا لتبرير مواقف مخزية كانت تعاني منها العصور الأولى أو فعلها بعض الصحابة أثناء حياة النبي وبعد وفاته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حيث ابتعد الكثير من المسلمين عن دينهم وارتدوا على أدبارهم وأحدثوا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني. حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي، اختلجوا دوني. فلأقولن: أي رب! أصيحابي. أصيحابي. فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

وصاروا يمارسون كل تلك الأفعال المشينة، ولإضفاء صفة الشرعية لأفعالهم خصوصا أنهم كانوا من المتنفذين وأصحاب القرار وضعوا الأحاديث والروايات والتي تنقص من قيمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وتطعن في عصمته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مقابل تبرئة ساحة أولئك المبدلين بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بل وأكثر من ذلك صارت مثالبهم مناقب وفضائل.

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين المعصومين واشهد انك معصوم وبعثت لتتمم مكارم الأخلاق ولا أقول إلا ما قال سبحانه وتعالى في حقك (وإنك لعلى خلق عظيم).


وصية رسول الله

وصية رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

لقد قام الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بأداء الدور المطلوب تجاه الرسالة الخاتمة وتجاه الأمة. وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

ولم يترك الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لا كبيرة ولا صغيرة إلا ووضحها وبينها وفصلها. حتى أن هناك الأحاديث العديدة والتي تدل على انه لم يترك حتى أدق التفاصيل، إلا وبينها قال الله تعالى في النحل:89]: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" [وقال تعالى في النحل: 44] "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" [ وقال سبحانه وتعالى في الحشر: 7]،: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وورد في الحديث،عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قالَ: "قِيلَ لِسَلْمَانَ: قَدْ عَلمَكمْ نَبيّكُمْ (صلى الله عليه وسلم) كُلّ شَيْءٍ، حَتّى الْخِرَاءَةَ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: أجل، نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بغاَئِطٍ أو بَوْلٍ، وَأَنْ نَسْتَنْجِيَ بالْيَمِينِ، أو (أَنْ) يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِأقَلّ مِن ثَلاَثَة أحْجَارٍ، أو (أَن) نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أو بِعَظْمٍ". وهنالك الأحاديث بالمئات والتي تبدأ بكان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يعلمنا......


ومن أكثر الأمور دقة وأشدها توضيحا موضوع الوصية، فقد حث القرآن الكريم في العديد من الآيات على الوصية وعلى كتابتها سورة البقرة. الآية: 180 {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين(

وكذلك هناك كم هائل من الأحاديث النبوية والتي توجب الوصية على المسلمين، وانه لا يجوز للمسلم أن ينام إلا ووصيته تحت وسادته.

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الزهري قال: جعل الله الوصية حقا مما قل منه أو كثر. وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"ما حق امرئ مسلم تمر عليه ثلاث ليال إلا وصيته عنده.

ومن الأمور المسلم بها عقلا وطبعا وعادة أن أي شخص في هذا العالم حتى ولو كان غير مسلم، فإنه إذا أراد سفرا فإنه لا يمكن أن يترك مصالحه العملية الدنيوية دون أن يرتب لشخص يخلفه في تلك المصالح أثناء فترة غيابه. وهذا الأمر متعارف عليه إنسانيا وفطريا، ولا يوجد من يخالف هذه الفطرة لا سابقا ولا حاليا. وكثيرا ما ننزل إلى الأسواق قاصدين محلا من المحلات، فنجد شخصا آخر في المحل غير صاحبه ونسأله من أنت؟ فيجيب أنا اعمل مكان صاحب المحل لأن صاحبه قد سافر إلى أداء فريضة الحج أو إلى الصين للتجارة وأنا أقوم مكانه بإدارة شؤون محل عمله.

هذه حقيقة مسلم بها نشاهدها مئات المرات في حياتنا. حتى أن صاحب المحل لو أنه أغلق محله ومصالحه دون أن يوكل الأمر لأحد فإنه سوف يتعرض للوم والعتاب من قبل الآخرين حيث انه ترك أموره ومصالحه دون رعاية.فإذا كان هذا الأمر الطبيعي الفطري يقوم به حتى اقل الناس معرفة في الحياة وشؤونها ولا ينساه. فكيف برسول الله الأكرم محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سيد الكونين وصاحب الرسالة الخاتمة والذي علمنا الوصية وحث عليها، فهل من المعقول أن يترك هذا الدين العظيم وهذه الأمة دون وصاية ورعاية ودون أن ينصب على أمته وصيا يرعى شؤونها بعده؟ هل هناك من يقبل أن يترك النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أمته هملا هكذا دون رعاية؟.

في الحقيقة أن أولئك الناس الذين يلومون ذاك الرجل الذي يسافر دون أن يوكل رعاية مصالحه لأحد، هؤلاء أنفسهم لو عرضت عليهم أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد أوصى بالولاية والخلافة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام، فأنهم سوف تنتفخ أوداجهم وتشرئب أعناقهم وينظرون إليك نظرة استهجان واستغراب! ما هذا الذي تقول إنه أمر غير معقول، إن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لم يوصي لأحد وترك الأمة هي التي تختار الشخص الذي يخلف مكانه. يا سبحان الله.......... صاحب المحل يلام على تركه محله دون رعاية بينما الأمر طبيعي بالنسبة لهذا الدين العظيم خاتم الأديان.


روي في صحيح مسلم - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أبي أَوْفَى هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه,وسلم فَقَالَ لاَ . قُلْتُ فلم كُتِبَ على المسلمين الْوَصِيَّةُ أَوْفلم أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ قَالَ أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

لاحظوا كيف أن السائل استنكر على الراوي أن يكون رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أمر بالوصية ولم يوصي هو لأحد، ونتيجة لإلحاح السائل عاد الراوي فأقر بأن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد أوصى. انظر إلى أحاديثهم كيف ينكرون فيها أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد أوصى وخالف أحكام ربه بينما أبو بكر أوصى لعمر

روي في كنز العمال:عن إبراهيم النخعي ذكر أن زبيرا وطلحة كانا يشددان في الوصية على الرجال، فقال: وما كان عليهما أن لا يفعلا، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أوصى، وأوصى أبو بكر.

هذا الإدعاء للأسف الشديد موجود عند جميع طوائف ومذاهب المسلمين المختلفة، وهو أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لم يوصي لأحد بعده، ما عدا ما عند الفرقة الناجية أتباع مذهب الإمامية مذهب أهل البيت سلام الله عليهم، والذين يؤكدون على أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أوصى لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب سلام الله عليه.

ومن العجيب جدا أن الدليل على الوصاية لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب سلام الله عليه له عشرات الأدلة الصحيحة، ومنها المتواترة القطعية، ممتلئة بها صحاح وسنن أهل السنة والجماعة، ويكفيك منها حديث الطير، وحديث الدار، وحديث الغدير، وحديث الثقلين، وحديث المنزلة، وحديث الولاية، بالإضافة إلى الآيات العديدة، كآية الولاية، وآية المباهلة، وآية التطهير، وآية المودة، والتي سوف نقوم بسردها وتفصيلها في الأبحاث القادمة من خلال هذا البحث، وكل هذه الآيات والأحاديث تشير بصريح العبارة وبشكل واضح جلي على أمر الوصاية والإمامة لأمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من العترة الطاهرة سلام الله عليهم من بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

في البداية أود التطرق لبعض الآيات ومعانيها وأسباب نزولها حسب روايات وكتب أهل السنة ثم نتطرق إلى جملة من الأحاديث أيضا من كتبهم، وإلا فإن الشيعة الإمامية وأتباع أهل البيت سلام الله عليهم أغلب مذهبهم قائم على الاعتقاد بهذا الأمر. ولكن نحاول في هذا البحث أن نستدل على كل شيء من أدلة وكتب الخصوم. لأن مذهبا يثبت نفسه من كتب وأدلة الخصوم أحق أن يتبع، وإن مذهبا يحتج عليه بما عنده من أدلة وبما في كتبه فيلجأ أتباعه للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه.


آية البلاغ

آية البلاغ وآية الولاية وآية كمال الدين وتمام النعمة وحديث الغدير والولاية

قال سبحانه وتعالى في سورة المائدة. الآية: 67 {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين}.

روى السيوطي الدر المنثور في التفسير بالمأثور:.أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب.

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إن عليا مولى المؤمنين {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.

وفي القراءات المتواترة:عن أبي الحسن المضاي قال: قرأ أمير المؤمنين: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (من خلافة علي) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، فقلت: تنزيل؟ فقال: نعم

وروى في الملل والنحل لأبي الفتح الشهرستاني ومثل ما جرى في كمال الإسلام، وانتظام الحال، حين نزل قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فلما وصل غدير خم أمر بالدرجات فقممن، ونادوا الصلاة جامعة، ثم قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهو على الرحال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره،

وعـن جابر بن عبد اللّه وعبد اللّه بن العباس الصحابيين قالا: أمر اللّه محمدا أن ينصب عليا للناس ويخبرهم بولايته , فتخوف رسول اللّه أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه , فأوحى اللّه إليه: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك. فقام رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بولايته يوم غدير خم

وروى الـسـيوطي في الدر المنثور عن الحافظ ابن مردويه وابن عساكر بسنديهما عن أبي سعيد الـخدري قال: لما نصب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية: اليوم أكملت لكم دينكم.

ورواه أيضا بأسانيد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل ورواه أيضا ابـن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق

وقد روى الخطيب والحافظ الحسكاني وابن عساكر وابن كثير والخوارزمي وابن المغازلي بأسانيد عـن أبي هـريرة قال: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا , وهو يوم غـديـر خم لما اخذ النبي صلى اللّه عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب , فقال: الست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه , فقال عمر بن الخطاب:


بخ بخ لك يا ابن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مسلم , فانزل اللّه عز وجل: اليوم أكملت لكم دينكم.

ومن أراد المزيد فعليه بما ألفه علماء المسلمين في هذا الحديث قرنا بعد قرن مثل رسالة الحافظ ابن عـقـدة , وحـديث الغدير للطبري المفسر والمؤرخ الشهير , وحديث الغدير للحافظ الدار قطني , والـذهـبي , وعبيد اللّه الحسكاني , ومسعود السجستاني وغيرهم وعليك بكتاب الغدير , وحديث الغدير من كتاب عبقات الأنوار , فإن فيهما ما تشتهيه الأنفس انتهى.

وفي تفسير الثعلبي قال قال جعفر بن محمد: معنى قوله: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك , في فضل علي , فلما نزلت هذه اخذ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بيد علي فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه.

وعنه بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب , أمر اللّه النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أن يبلغ فيه فاخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه.

نـزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجة ن سنة حجة الوداع (10 هجرية) لما بلغ النبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم غدير خم , فأتاه جبرائيل بها على خمس ساعات مضت من النهار فقال: يا محمد إن اللّه يـقرؤك السلام ويقول لك: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ـ في علي ـ وان لم تفعل فما بلغت رسالته , الآية وكان أوائل. الـقوم وهم مائة ألف أو يزيدون قريبا من المجحفة فأمر أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم فـي ذلـك الـمكان , وان يقيم عليا (ع) علما للناس , ويبلغهم ما نزل اللّه فيه , واخبره بان اللّه عز وجل قد عصمه من الناس.

وقـد ذكـر الأمـيني قدس الله سره في كتاب الغدير ثلاثين مؤلفا من السنيين رووا أن الآية نزلت في ولاية علي (ع) نذكر عددا منهم باختصار:.

1 ـ الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 , أخرج بإسناده في كتاب (الولاية) فـي طـرق حديث الغدير , عن زيد بن أرقم قال: لما نزل النبي صلى اللّه عليه وسلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع , وكان في وقت الضحى وحر شديد , أمر بالدوحات فقمت , ونادى الصلاة جامعة , فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال: أن اللّه تعال نزل إلي بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه يعصمك من الناس.

2 ـ الحافظ ابن أبي حاتم أبو محمد الحنظلي الرازي المتوفى 327.

3 ـ الحافظ أبو عبد اللّه المحاملي المتوفى 330, أخرج في أماليه بإسناده عن ابن عباس.


4 ـ الـحـافـظ أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفى 407 , روى في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين , بالإسناد عن ابن عباس.

5 ـ الحافظ ابن مردويه المولود 323 والمتوفى 416 , أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب , وبإسناد آخر عن ابن مسعود انه قال: كنا نقرا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ـ إن عليا مولى المؤمنين.

6 ـ أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفى 427 , روى في تفسيره الكشف والبيان.

7 ـ الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 , روى في تأليفه: ما نزل من القرآن في علي.

8 ـ أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى 468 , روى في أسباب النزول / 150.

9 ـ الـحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفى 477 , في كتاب الولاية بإسناده من عدة طرق عن ابن عباس.

10 ـ الـحـافـظ الـحاكم الحسكاني أبو القاسم روى في شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل, بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس, وجابر.

11 ـ الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الشافعي المتوفى 571 , أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري.

12 ـ أبو الـفـتح النطنزي أخرج في الخصائص العلوية , بإسناده عن الإمامين محمدين علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق.

13 ـ أبو عبد اللّه فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى 606, قال في تفسيره الكبير 3/ 636: العاشر: نزلت الآية في فضل علي , ولما نزلت هذه الآية اخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

14 ـ أبو سالم ألنصيبي الشافعي المتوفى 652 , في مطالب السؤل / 16.

15 ـ الحافظ عز الدين الرسعني الموصلي الحنبلي المولود 589.

16 ـ شـيـخ الإسلام أبو إسحاق الحموني المتوفى 722 , أخرج في فرائد المسمطين عن مشايخه الثلاثة: السيد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني , والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن مـحـمـود الموصلي , وبدر الدين محمد بن محمد بن اسعد البخاري , بإسناد هم عن أبي هريرة: أن الآية نزلت في علي.


17 ـ الـسيد علي الهمداني المتوفى 786 , قال في مودة القربى: عن البراء بن عازب قال: أقبلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع , فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعة , فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تحت شجرة واخذ بيد علي , وقال: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟.

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

فقال: ألا من أنا مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه فلقيه عمر (رض) فقال: هنيئا لك يا علي بن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة وفيه نزلت: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك الآية.

18 ـ بدر الدين بن العيني الحنفي المولود 762 والمتوفى 855 , ذكره في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 8 / 584 في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما انزل عن الحافظ الواحدي

وهذا ما نجده في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي حيث يروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال: فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يد علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم غدير خم ثم رفعها وقال: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله.

آية اكمال الدين وإتمام النعمة

آية إكمال الدين وإتمام النعمة

قال الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" [المائدة: 3].

روى السيوطي في الدر المنثور أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال "لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم} ".

وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة قال: لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه. فأنزل الله {اليوم أكملت لكم دينكم} ".


عن أبي هريرة قال: لما أخذ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيد علي قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فأنزل الله عز وجل ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي)).

قال أبو هريرة: وهو يوم غدير خم، من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهراً،

روى الخطيب البغدادي ثنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال، ثنا علي بن سعيد الرملي، ثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: " ألست ولي المؤمنين؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم. فأنزل الله عز وجل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

وروى عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا غدير خم فبعث مناديا ينادي، فلما اجتمعنا قال: " ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " ألست أولى بكم من أمهاتكم؟ ". قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " ألست أولى بكم من آبائكم؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " ألست، ألست، ألست؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". فقال عمر بن الخطاب هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن. وكذا رواه ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان. ورواه أبو يعلى عن هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السلمي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء به. وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق، عن البراء به.

روى احمد في مسنده: حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم، المعنى، قالا: ثنا فطر، عن أبي الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام. فقام ثلاثون من الناس - قال أبو نعيم: فقام ناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال: " من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". قال: فخرجت كأن في نفسي شيئا، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليا يقول كذا وكذا. قال: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له ورواه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عنه أتم من ذلك.


وروى أبو بكر الشافعي: ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم أن عليا انشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "؟ فقام ستة عشر رجلا، فشهدوا بذلك، وكنت فيهم

وروى أبو يعلي وعبد الله بن أحمد في مسند احمد: حدثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم " من كنت مولاه فعلى مولاه ". لما قام فشهد. قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا، كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ".

ثم رواه عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن عمر الوكيعي، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن عقبة بن نزار، عن سماك بن عبيد بن الوليد العبسي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره، قال فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حين أخذ بيده يقول: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله " وهكذا رواه أبو داود الطهوي، واسمه عيسى بن مسلم، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، كلاهما، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره بنحوه.

وروى الطبراني: ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان المديني سنة تسعين ومائتين، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما قال؟ فقام اثنا عشر رجلا، منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "

ورواه أبو العباس بن عقدة، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا عليا يقول في الرحبة. فذكر نحوه، فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله " قال أبو إسحاق حين فرغ من هذا الحديث: يا أبا بكر، أي أشياخ هم! وكذلك رواه عبد الله بن أحمد، عن علي بن حكيم الأودي، عن شريك، عن أبي إسحاق، فذكر نحوه.


وروى عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وعبد خير قالا سمعنا عليا برحبة الكوفة يقول: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". فقام عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

وروى أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت سعيد بن وهب قال نشد على الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".

وروى أحمد في مسنده: حدثنا يحيى بن آدم ثنا حنش بن الحارث بن لقيط الأشجعي، عن رياح بن الحارث قال جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليكم يا مولانا. فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: " من كنت مولاه فإن هذا مولاه ". قال: رياح: فلما مضوا اتبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيوب الأنصاري.

وروى بن أبي شيبة: حدثنا شريك، عن حنش، عن رياح بن الحارث قال بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي. فقال: من هذا؟ فقال: أبو أيوب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".

وروى أحمد في مسنده: ثنا محمد بن عبد الله، ثنا الربيع - يعني ابن أبي صالح الأسلمي - حدثني زياد بن أبي زياد الأسلمي، سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال: أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال. فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا.

وروى أحمد في مسنده: حدثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان أبي عمر قال سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "

وروى عبد الله بن أحمد: ثنا حجاج بن الشاعر، ثنا شبابة، ثنا نعيم بن حكيم، حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم " من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال: فزاد الناس بعد: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " وقد روى هذا من طرق متعددة عن علي، رضي الله عنه، وله طرق متعددة عن زيد بن أرقم.


روى الترمذي في سننه عن شعبة، عن سلمة بن كهيل سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعته قبل هذا من ابن عباس.

وروى أحمد في مسنده: حدثنا عفان، ثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبد الله قال قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له: وادي خم. فأمر بالصلاة فصلاها بهجير. قال: فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمر من الشمس، فقال: " ألستم تعلمون - أو: ألستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى. قال: " فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه " وكذا رواه أحمد، عن غندر، عن شعبة، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم. وقد رواه عن زيد بن أرقم جماعة، منهم؛ أبو إسحاق السبيعي، وحبيب الإسكاف، وعطية العوفي، وأبو عبد الله الشامي، وأبو الطفيل عامر بن واثلة

روى ابن عساكر عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث إليهن فصلى تحتهن، ثم قام فقال: " أيها الناس، قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيرا. قال: " ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ " قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: " اللهم اشهد ". ثم قال: " يا أيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". ثم قال: " أيها الناس، إني فرطكم وإنكم واردون على الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم، قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؛ الثقل الأكبر كتاب الله، سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي؛ فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض

آية الولاية

آية الولاية

قال تعالى سورة المائدة. الآية: 55 {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.

روى القرطبي في الجامع نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وقاله مجاهد والسدي، وحملهم على ذلك قوله تعالى: "الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" وذلك


/ 33