54 ـ باب العلّة التي من أجلها كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يمرّ في كلّ حجّة من حججه بالمأزمين فينزل فيبول، وعلّة كون الدخول إلى المسجد الحرام من باب بني شيبة ، وعلّة كون التكبير يُذهب بالضغاط80 ، وعلّة كون الصرورة
يستحبّ له دخول الكعبة ، وعلّة كون الحلق على الصرورة واجباً ، وعلّة
الاستحباب للصرورة أن يطأ المشعر برجله
1 ـ عن سليمان بن
مهران، قال: قلت لجعفر بن محمّد(عليه السلام): كم حجّ رسول الله(صلى الله
عليه وآله)؟
فقال : عشرين
مستتراً81 في حجّه يمرّ
بالمأزمين82 فينزل
فيبول83 .
فقلت : يابن رسول
الله ، ولم كان ينزل هناك فيبول؟
قال : لأنّه أوّل
موضع عبد فيه الأصنام ، ومنه اُخذ الحجر الّذي نُحت منه هبل الّذي رمى به عليّ
من ظهر الكعبة ، لمّا علا ظهر رسول الله فأمر بدفنه عند باب بني شيبة ،
فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنّة لأجل ذلك .
قال سليمان :
فقلت : فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك؟
قال: لأنّ قول
العبد: الله أكبر معناه الله أكبر من أن يكون مثل الأصنام المنحوتة
والآلهة المعبودة دونه ، وأنّ إبليس في شياطينه يضيق على الحاجّ مسلكهم في ذلك
الموضع ، فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه وتبعهم الملائكة حتّى يقعوا في
اللجّة الخضراء، فقلت: فكيف صارالصرورة يستحبّ له دخول الكعبة دون من قد
حجّ؟
فقال : لأنّ
الصرورة قاضي فرض مدعوّ إلى حجّ بيت الله ، فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه
ليكرم فيه .
قلت : فكيف صار
الحلق عليه واجباً دون من قد حجّ؟
فقال : ليصير
بذلك موسماً بسمة الآمنين ، ألا تسمع الله تعالى يقول : {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ
آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ}84؟
قلت : فكيف صار
وطء المشعر85 عليه
واجباً؟
قال : ليستوجب
بذلك وطىء بحبوحة الجنّة86 .