65 ـ باب علّة كون الحجّ أفضل من الصلاة والصيام
1 ـ عن سيف
التمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : كان أبي يقول :
الحجّ أفضل من الصلاة والصيام ، إنّما المصلّي يشتغل عن أهله ساعة ، وأنّ
الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم ، وأنّ الحاجّ يتعب بدنه ويضجر105 نفسه ، وينفق
ماله ، ويطيل الغيبة عن أهله ، لا في مال يرجوه ، ولا إلى
تجارة .
وكان أبي يقول :
وما أفضل من رجل يجيء يقود بأهله والناس وقوف بعرفات يميناً وشمالاً يأتي بهم الحجّ
فيسأل بهم الله تعالى106 .
2 ـ عن
الكاهليّ ، قال : سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يذكر الحجّ ،
فقال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : هو أحد الجهادين ،
هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، أما إنّه ليس شيء أفضل من الحجّ إلاّ الصلاة
في الحجّ ، هاهنا صلاة وليس في الصلاة حجّ ، لا تدع الحجّ وأنت تقدر
عليه ، أما ترى أنّه يشعث فيه رأسك ، ويقشف107 فيه جلدك ، وتمتنع فيه من النظر إلى
النساء؟ وإنّا نحن ها هنا ، ونحن قريب ولنا مياه متّصلة ما نبلغ الحجّ حتّى
يشقّ علينا فكيف أنت في بعد البلاد وما من ملك ولا سوقة يصل إلى الحجّ إلاّ بمشقّة
في تغيّر مطعم ومشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردّها وذلك لقوله تعالى : {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا
بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الاَْنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}108؟
109