التغيير - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 10

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


التغيير


5327- الإمام عليّ عليه السلام: الواحد الأحد الصمد الذي لا يغيّره صروف الأزمان

[ الكافي: 1:135:1 عن محمّد بن أبي عبداللَّه ومحمّد بن يحيى جميعاً رفعاه إلى الإمام الصادق عليه السلام، التوحيد: 3:42 عن الحصين بن عبدالرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام؛ المعيار والموازنة: 256 وفيه 'صدوف سوالف الأزمان'.]


5328- عنه عليه السلام: لا يشغله شأن، ولا يغيّره زمان، ولا يحويه مكان

[ نهج البلاغة: الخطبة 178، بحارالأنوار: 12:307:77.]


5329- عنه عليه السلام: لا يتغيّر بحال، ولا يتبدّل في الأحوال، ولا تُبليه الليالي والأيّام، ولا يُغيّره الضياء والظلام

[ نهج البلاغة: الخطبة 186، الاحتجاج: 116:477:1، بحارالأنوار: 8:254:4.]


الحركة والسكون


5330- الإمام عليّ عليه السلام: لا يجري عليه السكون والحركة، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، ويعود فيه ما هو أبداه، ويحدث فيه ما هو أحدثه؟ إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزّأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، ولكان له وراء إذ وجد له أمام، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان! وإذاً لقامت آية المصنوع فيه، ولتحوّل دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثّر فيه ما يؤثّر في غيره؟!

[ نهج البلاغة: الخطبة 186، الاحتجاج: 116:476:1، بحارالأنوار: 6:30:57.]


5331- عنه عليه السلام: إنّ ربّي لا يوصف بالبُعد، ولا بالحركة ولا بالسكون، ولا بالقيام

قيامِ انتصاب، ولا بجيئة ولا بذهاب

[ التوحيد: 1:305، الأمالي للصدوق: 560:423، الاختصاص: 236 كلّها عن الأصبغ بن نباتة، روضة الواعظين: 40، بحارالأنوار: 2:27:4.]


5332- عنه عليه السلام: المُشاهِد لجميع الأماكن بلا انتقال إليها

[ الكافي: 7:142:1، التوحيد: 1:33 كلاهما عن الحارث الأعور، بحارالأنوار: 14:266:4.]


الوالد والولد


5333- الإمام عليّ عليه السلام: لم يلد فيكون مولوداً، ولم يولد فيصير محدوداً، جلّ عن اتّخاذ الأبناء، وطهر عن ملامسة النساء

[ نهج البلاغة: الخطبة 186، الاحتجاج: 116:476:1، بحارالأنوار: 8:254:4.]


5334- عنه عليه السلام: لم يولد سبحانه فيكون في العزّ مشاركاً، ولم يلد فيكون موروثاً هالكاً

[ نهج البلاغة: الخطبة 182 عن نوف البكالي، التوحيد: 1:31 عن الحارث الأعور، بحارالأنوار: 40:314:4. وجاء في الكافي "7:141:1": 'الذي لم يلد فيكون في العزّ مشاركاً، ولم يولد فيكون موروثاً هالكاً'، كما جاء نظيرها في روضة الواعظين: 24. ولمّا كان الراوي لهاتين الروايتين هو الحارث الأعور مع تضادّ معانيهما فالصحيح هو إحدى الروايتين. ومع ملاحظة معناهما، وأنّ الوارد في نهج البلاغة والتوحيد يوافق مضموناً لما ورد في الأحاديث الثلاثة التالية والتي هي عن الإمام عليّ عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام مع ورودها في مصادر مختلفة يظهر أنّ هذا الحديث هو المنقول صحيحاً، وإن كان النقل الآخر- الوارد في الكافي- قابلاً للتوجيه "راجع مرآة العقول: 104:2 و105".]


5335- عنه عليه السلام: علا عن اتّخاذ الأبناء، وتطهّر وتقدّس عن ملامسة النساء وعزّ وجلّ عن مجاورة الشركاء

[ الكافي: 1:136:1 عن محمّد بن أبي عبداللَّه ومحمّد بن يحيى جميعاًرفعاه إلى الإمام الصادق عليه السلام، التوحيد: 3:43 عن الحصين بن عبدالرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام.]


جوامع الأسماء والصفات


5336- الإمام عليّ عليه السلام: الحمد للَّه الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادّون، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون، الذي لا يدركه بُعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حدّ محدود، ولا نعت موجود، ولا وقت معدود، ولا أجل ممدود. فطر الخلائق بقدرته، ونشر الرياح برحمته، ووتّد بالصخور ميدان أرضه.

أوّل الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة.

فمن وصف اللَّه سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه.

ومن قال 'فيم؟' فقد ضمّنه، ومن قال 'علام؟' فقد أخلى منه. كائن لا عن

حدث، موجود لا عن عدم مع كلّ شي ء لا بمقارنة، وغير كلّ شي ء لا بمُزايلة. فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحّد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده

[ نهج البلاغة: الخطبة 1، الاحتجاج: 113:473:1، بحارالأنوار: 7:300:77 و ج 5:247:4 وراجع نهج الحقّ: 65.]


5337- عنه عليه السلام- في الحثّ على معرفته تعالى والتوحيد له-: أوّل عبادة اللَّه معرفته، وأصل معرفته توحيده، ونظام توحيده نفي التشبيه عنه، جلّ عن أن تحلّه الصفات لشهادة العقول: أنّ كل من حلّته الصفات مصنوع، وشهادة العقول: أنّه جلّ جلاله صانع ليس بمصنوع، بصنع اللَّه يستدلّ عليه، وبالعقول تُعتَقد معرفته، وبالنظر تثبت حجّته، جعل الخلق دليلاً عليه، فكشف به عن ربوبيّته، هو الواحد الفرد في أزليّته، لا شريك له في إلهيّته، ولا ندّ له في ربوبيّته، بمضادّته بين الأشياء المتضادّة علم أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الاُمور المقترنة علم أن لا قرين له

[ الإرشاد: 223:1 عن صالح بن كيسان، الاحتجاج: 114:475:1 وفيه 'نفي الصفات' بدل 'نفي التشبيه' و 'بالفكر' بدل 'بالنظر'، بحارالأنوار: 6:253:4.]


5338- عنه عليه السلام: ما وحّده من كيّفه، ولا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إيّاه عنى من شبّهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه. كلّ معروف بنفسه مصنوع، وكلّ قائم في سواه معلول. فاعل لا باضطراب آلة، مقدِّر لا بجَول فكرة، غنيّ لا باستفادة. لا تصحبه الأوقات، ولا ترفده الأدوات.

سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله. بتشعيره المشاعر عُرف أن لا مشعر له، وبمضادّته بين الاُمور عُرف أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأشياء

عُرف أن لا قرين له.

ضادّ النور بالظلمة، والوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل، والحَرور بالصرْد

[ الحرور: الريح الحارّة بالليل، وقد تكون بالنهار. والصرَد: البَرد وقيل: شِدّته "لسان العرب: 177:4 و ج 248:3".]


مؤلّفٌ بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مُقرِّب بين متباعداتها، مفرّق بين متدانياتها. لا يُشمَل بحدّ، ولا يُحسَب بعدٍّ، وإنّما تَحُدّ الأدوات أنفسها، وتُشير الآلات إلى نظائرها.

منعتها 'منذ' القِدْمةَ، وحمتها 'قد' الأزليّةَ، وجنّبتها 'لولا' التكملةَ!

[ قال ابن أبي الحديد ما خلاصته: تقدير الكلام- على القول بنصب القدمة والأزليّة والتكملة-: أنّ إطلاق لفظة 'منذ' على الآلات والأدوات يمنعها عن كونها قديمة؛ لأنّ لفظة 'منذ' وضعت لابتداء الزمان، والقديم لا ابتداء له....

وتقديره- على القول برفعها- أنّ قِدم الباري وأزليّته وكماله منعت الأدوات والآلات من إطلاق لفظة 'منذ' و'قد' و'لولا' عليه سبحانه؛ لأنّ اللَّه تعالى قديم كامل، ولفظتا 'منذ' و'قد' لا يطلقان إلّا على محدَث، ولفظة 'لولا' لا تُطلَق إلّا على ناقص... "شرح نهج البلاغة: 76:13 و 77".]

بها تجلّى صانعها للعقول، وبها امتنع عن نظر العيون، ولا يجري عليه السكون والحركة، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، ويعود فيه ما هو أبداه، ويحدث فيه ما هو أحدثه! إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزّأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، ولكان له وراء إذ وجد له أمام، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان. وإذاً لقامت آيةٌ المصنوع فيه، ولتحوّل دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثّر فيه ما يؤثّر في غيره.

الذي لا يحول ولا يزول، ولا يجوز عليه الأُفول. لم يلد فيكون مولوداً، ولم يولد فيصير محدوداً. جلّ عن اتّخاذ الأبناء، وطهر عن ملامسة النساء.

لا تناله الأوهام فتقدّره، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره، ولا تدركه الحواسّ فتُحسّه، ولا تلمسه الأيدي فتَمَسّه. ولا يتغيّر بحال، ولا يتبدّل في الأحوال. ولا تُبليه الليالي والأيّام، ولا يُغيّره الضياء والظلام. ولا يوصف بشي ء من الأجزاء، ولا بالجوارح والأعضاء، ولا بعرض من الأعراض، ولا بالغيريّة والأبعاض.

ولا يقال له حدٌّ ولا نهاية، ولا انقطاع ولا غاية؛ ولا أنّ الاشياء تحويه فتُقِلّه أو تهويه، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدّله. ليس في الأشياء بوالج، ولا عنها بخارج. يُخبِر لا بلسان ولَهَوات، ويسمع لا بخروق وأدوات. يقول ولا يلفظ، ويحفظ ولا يتحفّظ، ويريد ولا يضمر.

يحبّ ويرضى من غير رقّة، ويبغض ويغضب من غير مشقّة. يقول لمن أراد كونه: 'كن فيكون'، لا بصوت يقرع، ولا بنداءٍ يسمع ؛ وإنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثّله، لم يكن من قبل ذلك كائناً، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً.

لا يقال: كان بعد أن لم يكن؛ فتجري عليه الصفات المحدثات، ولا يكون بينها وبينه فصل، ولا له عليها فضل؛ فيستوي الصانع والمصنوع، ويتكافأ المبتدع والبديع. خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره، ولم يستعِن على خلقها بأحد من خلقه. وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال، وأرساها على غير قرار، وأقامها بغير قوائم، ورفعها بغير دعائم، وحصّنها من الأوَد والاعوجاج، ومنعها من التهافت والانفراج. أرسى أوتادها، وضرب أسدادها، واستفاض عيونها، وخدّ أوديتها، فلم يَهِن ما بناه، ولا ضَعُف ما قوّاه.

هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته، والعالي على كلّ شي ء منها بجلاله وعزّته. لا يُعجزه شي ء منها طَلَبَه، ولا يمتنع عليه فيغلبه، ولا يفوته السريع منها فيسبقه، ولا يحتاج إلى ذي مالٍ فيرزقه. خضعت

الأشياء له، وذلّت مستكينة لعظمته، لا تسطيع الهرب من سلطانه إلى غيره فتمتنع من نفعه وضرّه، ولا كف ء له فيكافئه، ولا نظير له فيساويه. هو المفني لها بعد وجودها، حتى يصير موجودها كمفقودها.

وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها. وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها، وما كان من مراحها وسائمها، وأصناف أسناخها وأجناسها، ومتبلِّدة اُممها وأكياسها، على إحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها، ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها، ولتحيّرت عقولها في علم ذلك وتاهت، وعجزت قواها وتناهت، ورجعت خاسئة حسيرة، عارفة بأنّها مقهورة، مقرّة بالعجز عن إنشائها، مذعنة بالضعف عن إفنائها!

وإنّ اللَّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شي ء معه. كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها، بلا وقت ولا مكان، ولا حين ولا زمان. عدمت عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات، فلا شي ء إلّا اللَّه الواحد القهّار الذي إليه مصير جميع الاُمور. بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناع منها كان فناؤها، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها.

لم يتكاءدهُ

[ يتكاءدهُ: أي يَصعب عليه ويَشقّ "النهاية: 137:4".]

صنع شي ء منها إذ صنعه، ولم يَؤُدْهُ منها خلق ما خلقه وبرأه، ولم يكوّنها لتشديد سلطان، ولا لخوف من زوال ونقصان، ولا للاستعانة بها على ندٍّ مكاثر، ولا للاحتراز بها من ضدٍّ مثاور، ولا للازدياد بها في ملكه، ولا لمكاثرة شريك في شركه، ولا لوحشة كانت منه؛ فأراد أن يستأنس إليها.

ثمّ هو يُفنيها بعد تكوينها، لا لسأَم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها، ولا

لراحة واصلة إليه، ولا لثِقَل شي ء منها عليه. لا يُمِلّه طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها، ولكنّه سبحانه دبّرها بلطفه، وأمسكها بأمره، وأتقنها بقدرته، ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها، ولا استعانة بشي ء منها عليها، ولا لانصراف من حال وحشة إلى حال استئناس، ولا من حال جهل وعمىً إلى حال علم والتماس، ولا من فقر وحاجة إلى غنىً وكثرة، ولا من ذلّ وضَعَة إلى عزٍّ وقدرة

[ نهج البلاغة: الخطبة 186، بحارالأنوار: 14:310:77.]


5339- عنه عليه السلام- عندما استنهض الناس في حرب معاوية في المرّة الثانية، فلمّا اجتمع الناس قام خطيباً-: الحمد للَّه الواحد الأحد الصمد المتفرّد الذي لا من شي ء كان، ولا من شي ء خلق ما كان، قدرة بان بها من الأشياء وبانت الأشياء منه، فليست له صفة تُنال ولا حدٌّ تُضرَب له فيه الأمثال، كَلَّ دون صفاته تحبير اللغات، وضلّ هناك تصاريف الصفات، وحار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحالَ دون غيبه المكنون حجب من الغيوب، تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول في لطيفات الاُمور.

فتبارك اللَّه الذي لا يبلغه بُعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، وتعالى الذي ليس له وقتٌ معدود، ولا أجل ممدودٌ، ولا نعتٌ محدودٌ، سبحان الذي ليس له أوّل مبتدأ، ولا غاية منتهى، ولا آخر يفنى.

سبحانه هو كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، وحدّ الأشياء كلّها عند خلقه، إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها، لم يحلل فيها فيقال: هو فيها

كائن، ولم ينأ عنها فيقال: هو منها بائن، ولم يخلُ منها فيقال له: أين، لكنّه سبحانه أحاط بها علمه، وأتقنها صنعه، وأحصاها حفظه، لم يعزب عنه خفيّات غيوب الهواء، ولا غوامض مكنون ظلم الدجى، ولا ما في السماوات العُلى إلى الأرضين السُّفلى، لكلّ شي ء منها حافظ ورقيب، وكلّ شي ء منها بشي ء محيط، والمحيط بما أحاط منها.

الواحد الأحد الصمد، الذي لا يغيّره صروف الأزمان، ولا يتكأّده صنع شي ء كان، إنّما قال لما شاء: كن فكان. ابتدع ما خلق بلا مثال سبق، ولا تعب ولا نصب، وكلّ صانع شي ء فمن شي ء صنع، واللَّه لا من شي ء صنع ما خلق، وكلّ عالم فمِن بعد جهل تعلّم، واللَّهُ لم يجهل ولم يتعلّم. أحاط بالأشياء علماً قبل كونها، فلم يزدد بكونها علماً، علمه بها قبل أن يكوّنها كعلمه بعد تكوينها، لم يكوّنها لتشديد سلطان، ولا خوف من زوال ولا نقصان، ولا استعانة على ضدّ مناوٍ، ولا ندّ مكاثر، ولا شريك مكابر، لكن خلائق مربوبون وعبادٌ داخرون.

فسبحان الذي لا يؤوده خلق ما ابتدأ، ولا تدبير ما برأ، ولا من عجز ولا من فترة بما خلق اكتفى، علم ما خلق وخلق ما علم، لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلق، ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق، لكن قضاء مبرم، وعلم محكم، وأمر متقَن. توحّد بالربوبيّة، وخصّ نفسه بالوحدانيّة، واستخلص بالمجد والثناء، وتفرّد بالتوحيد والمجد والسناء، وتوحّد بالتحميد، وتمجّد بالتمجيد، وعلا عن اتّخاذ الأبناء، وتطهّر وتقدّس عن ملامسة النساء، وعزّ وجلّ عن مجاورة الشركاء.

فليس له فيما خلق ضدّ، ولا له فيما ملك ندّ، ولم يشركه في ملكه أحد، الواحد الأحد الصمد، المبيد للأبد والوارث للأمد، الذي لم يزل ولم يزال

وحدانيّاً أزليّاً، قبل بدء الدهور وبعد صروف الاُمور، الذي لا يبيد ولا ينفد، بذلك أصف ربّي فلا إله إلّا اللَّه، من عظيم ما أعظمه؟! ومن جليل ما أجلّه؟! ومن عزيز ما أعزّه؟! وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً

[ الكافي: 1:134:1 عن محمّد بن أبي عبداللَّه ومحمّد بن يحيى جميعاً رفعاه إلى الإمام الصادق عليه السلام، التوحيد: 3:41 عن الحصين بن عبدالرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام، بحارالأنوار: 15:269:4.]


5340- عنه عليه السلام- في خطبته في مسجد الكوفة-: الحمد للَّه الذي لا من شي ء كان، ولا من شي ء كوّن ما قد كان، المستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته، وبما وسمها به من العجز على قدرته، وبما اضطرّها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينيّته، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفيّته، ولم يغِب عن شي ء فيعلم بحيثيّته.

مباين لجميع ما أحدث في الصفات، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرّف الحالات، محرَّم على بوارع ناقبات الفطن تجديدها، وعلى غوامض ثاقبات الفكر تكييفه وعلى غوائص سابحات النظر تصويره.

لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تدركه المقادير لجلاله، ولا تقطعه المقائيس لكبريائه، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه، وعن الأفهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تمثّله، وقد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول، ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم، ورجعت بالصغر عن السموّ إلى وصف قدرته لطائف الخصوم.

واحد لا من عدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد، ليس بجنس فتعادِلَه

/ 33