خلق الملائكة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 10

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أشياء.

فقال سلّ تفقّهاً ولا تسأل تعنّتاً. فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أوّل ما خلق اللَّه تعالى؟ فقال عليه السلام: خلق النور.

قال: فمّم خلقت السموات؟ قال عليه السلام: من بخار الماء.

قال: فمّم خلقت الأرض؟ قال عليه السلام: من زبد الماء.

قال: فمّم خلقت الجبال؟ قال: من الأمواج

[ عيون أخبار الرضا: 1:241:1 عن أحمد بن عامر الطائي، علل الشرائع: 44:593 عن عبداللَّه بن أحمد بن عامر الطائي.]


5353- كنز العمّال عن حبّة العرني: سمعت عليّاً عليه السلام يحلف ذات يوم: والذي خلق السماء من دخان وماء

[ كنز العمّال: 15235:170:6 نقلاً عن ابن أبي حاتم، الدرّ المنثور: 110:1 عن حبّة العوفي؛ بحارالأنوار: 35:104:58.]


5354- الإمام عليّ عليه السلام- في جواب رجل من أهل الشام فيما سأله عن السماء الدنيا ممّا هي؟ قال-: من موج مكفوف

[ علل الشرائع: 44:593 عن عبداللَّه بن أحمد بن عامر الطائي، عيون أخبار الرضا: 1:241:1 عن أحمد بن عامر الطائي وكلاهما عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، بحارالأنوار: 1: 76:10.]


خلق الملائكة


5355- الإمام عليّ عليه السلام- في صفة الملائكة عليهم السلام-: ثمّ خلق سبحانه لإسكان سماواته، وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته خلقاً بديعاً من ملائكته، وملأ بهم فُروج فِجاجها، وحشى بهم فتوق أجوائها. وبين فجوات تلك الفروج زَجَلُ

[ زَجَلُ: صوت رفيع عال "النهاية: 297:2".]

المسبحين منهم في حظائر القدس وستُرات الحجب وسُرادقات

[ السُّرادِق: وهو كلّ ما أحاطَ بشي ء من حائطٍ أو مضرَبٍ أو خِبَاء "النهاية: 359:2".]

المجد. ووراء ذلك الرجيج

[ الرَّجّ: الحركةُ الشَّديدَةُ "النهاية: 197:2".]

الذي تستكّ منه الأسماع سبحاتُ نور تردع الأبصار عن بلوغها، فتقف خاسئة على حدودها، وأنشأهم على صور مختلفات وأقدار متفاوتات. 'أُوْلِى أَجْنِحَةٍ'

[ فاطر: 1.]

تُسبّح جلالَ عزّته لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صُنعه، ولا يدّعون أنّهم يخلقون شيئاً معه ممّا انفرد به. 'بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ و بِالْقَوْلِ

وَ هُم بِأَمْرِهِ ى يَعْمَلُونَ'

[ الأنبياء: 26 و27.]


جعلهم اللَّه فيما هنالك أهل الأمانة على وحيه، وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه، وعصمهم من ريب الشبهات، فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته. وأمدّهم بفوائد المعونة، وأشعر قلوبهم تواضع إخبات السكينة، وفتح لهم أبواباً ذُللاً إلى تماجيده. ونصب لهم مناراً واضحة على أعلام توحيده. لم تُثقلهم موصِراتُ

[ يقال للثقلِ إصر؛ لأنّه يَأصِرُ صاحِبه من الحرَكة لثقله "مجمع البحرين: 500:1".]

الآثام، ولم ترتحلهم عُقب الليالي والأيّام، ولم ترمِ الشكوك بنوازعها عزيمةَ إيمانهم، ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم، ولا قدحت قادحة الإحن

[ الإحْنَةُ: الحقد، وجمعها إحَن إحَنَاتٌ "النهاية: 27:1".]

فيما بينهم، ولا سلبتهم الحَيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم، وما سكن من عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم، ولم تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها على فكرهم، ومنهم من هو في خلق الغمام الدُّلَّح،

[ الدَّلح: أن يَمشي بالحمل وقد أثقلَه "النهاية: 129:2".]

وفي عظم الجبال الشمَّخ، وفي قترة

[ القترة: غَبرَة يعلوها سواد كالدخان "لسان العرب: 71:5".]

الظلام الأيهم،

[ الأيهم: البلد الذي لا عَلَمَ به. واليهمَاء: الفَلاةُ التي لا يُهتَدى لِطُرقِها، ولا ماء فيها ولا عَلَمَ بِها "النهاية: 304:5".]

ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى، فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء، وتحتها ريح هفافة

[ هفّافة: سريعة المرور في هُبُوبها "النهاية: 266:5".]

تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهيّة، قد استفرغتهم أشغال عبادته، ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين معرفته، وقطعهم الإيقان به إلى الوَلَه

إليه، ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره.

قد ذاقوا حلاوة معرفته، وشربوا بالكأس الروية من محبته، وتمكنت من سويداء قلوبهم وشيجة خيفته، فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم، ولم ينفد طول الرغبة إليه مادة تضرعهم، ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة ربق

[ الربقة: عروة في حَبل تجعل في عنق البهيمة أو يَدِها تُمسِكها، وتجمع الرِّبقة على رِبَق "النهاية : 190:2".]

خشوعهم، ولم يتولهم الإعجاب فيستكثروا ما سلف منهم، ولا تركت لهم استكانة الإجلال نصيبا في تعظيم حسناتهم. ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤوبهم، ولم تغض

[ غاضَ الماء يَغيض: نقَص أو غارَ فنهبَ "لسان العرب: 201:7".]

رغباتهم فيخالفوا عن رجاء ربهم، ولم تجف لطول المناجاة أسلات

[ جمع أسَلَة وهي طرف اللسان "النهاية: 49:1".]

ألسنتهم، ولا ملكتهم الأشغال فتنقطع بهمس الجؤار

[ الجؤار: رَفْع الصَّوت والاستِغاثة، جأر: يَجْأر "النهاية: 232:1".]

إليه أصواتهم، ولم تختلف في مقاوم الطاعة مناكبهم، ولم يثنوا إلى راحة التقصير في أمره رقابهم، ولا تعدو على عزيمة جدهم بلادة الغفلات، ولا تنتضل

[ نَضِلَ البصير والرجُل نَضلاً: هزُل وأعيى وأنضلَه هو "لسان العرب: 666:11".]

في هممهم خدائع الشهوات.

قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم، ويمموه عند انقطاع الخلق إلى المخلوقين برغبتهم، لا يقطعون أمد غاية عبادته، ولا يرجع بهم الاستهتار

[ مُستهتَر: أي مُولَع به لا يَتَحدث بغيره، ولا يَفعل غَيره "النهاية: 243:5".]

بلزوم طاعته، إلا إلى مواد من قلوبهم غير منقطعة من رجائه ومخافته، لم تنقطع أسباب الشفقة منهم، فينوا

[ أي يَفتُروا في عَزمِهم واجتهادِهِم "النهاية: 231:5".]

في جدّهم، ولم تأسرهم الأطماع فيؤثروا وشيك

السعي على اجتهادهم. لم يستعظموا ما مضى من أعمالهم، ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم، ولم يختلفوا في ربّهم باستحواذ الشيطان عليهم. ولم يفرّقهم سوء التقاطع، ولا تولّاهم غِلّ التحاسد، ولا تشعّبتهم مصارف الريب، ولا اقتسمتهم أخياف الهمم، فهم اُسراء إيمان لم يُفكّهم من ربقته زَيغ ولا عدول ولا ونًى ولا فتور. وليس في أطباق السماء موضع إهاب إلّا وعليه ملك ساجد، أو ساع حافد،

[ نَحفِد: أي نُسرع في العمل والخِدمة "النهاية: 406:1".]

يزدادون على طول الطاعة بربّهم علماً، وتزداد عزّة ربّهم في قلوبهم عِظماً

[ نهج البلاغة: الخطبة 91 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام، بحارالأنوار: 90:109:57.]


5356- عنه عليه السلام- في خَلق الملائكة-: ثمّ فتق ما بين السماوات العُلا، فملأهنّ أطواراً من ملائكته، منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافّون لا يتزايلون، ومسبِّحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان. ومنهم اُمناء على وحيه، وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره، ومنهم الحفظة لعباده، والسدنة لأبواب جنانه. ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم. ناكسةٌ دونه أبصارهم، مُتلفّعون تحته بأجنحتهم، مضروبة بينهم وبين مَن دونهم حجب العزّة، وأستار القدرة. لا يتوهّمون ربّهم بالتصوير، ولا يُجرون عليه صفات المصنوعين، ولا يَحدّونه بالأماكن، ولا يشيرون إليه بالنظائر

[ نهج البلاغة: الخطبة 1، بحارالأنوار: 136:177:57.]


5357- عنه عليه السلام- أيضاً، مخاطباً اللَّه عزّ وجلّ-: وملائكة خلقتهم وأسكنتهم

سماواتك فليس فيهم فترة ولا عندهم غفلة ولا فيهم معصية، هم أعلم خلقك بك، وأخوف خلقك منك، وأقرب خلقك إليك وأعلمهم بطاعتك، ولا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول ولا فترة الأبدان، لم يسكنوا الأصلاب ولم تتضمّنهم الأرحام ولم تخلقهم من ماء مهين، انشأتهم إنشاءً فأسكنتهم سماواتك وأكرمتهم بجوارك وائتمنتهم على وحيك، وجنّبتهم الآفات ووقيتهم البليّات وطهّرتهم من الذنوب، ولولا قوّتك لم يقووا، ولولا تثبيتك لم يثبتوا، ولولا رحمتك لم يطيعوا

[ تفسير القمّي: 207:2، بحارالأنوار: 6:175:59.]


5358- عنه عليه السلام- أيضاً-: من ملائكة أسكنتَهم سماواتِك، ورفعتهم عن أرضك، هم أعلم خلقك بك، وأخوفهم لك، وأقربهم منك. لم يسكنوا الأصلاب، ولم يُضمَّنوا الأرحام، ولم يُخلقوا من 'مَّآءٍ مَّهِينٍ'، ولم يتشعّبهم 'رَيْبَ الْمَنُونِ'. وإنّهم على مكانهم منك، ومنزلتهم عندك، واستجماع أهوائهم فيك، وكثرة طاعتهم لك، وقلّة غفلتهم عن أمرك، لو عاينوا كُنه ما خفي عليهم منك لحقّروا أعمالهم، ولَزَرَوا

[ الازدِرَاء: الاحتِقارُ والانتِقاصُ والعيبُ "النهاية: 302:2".]

على أنفسهم، ولعرفوا أنّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك، ولم يُطيعوك حقّ طاعتك. سبحانك خالقاً ومعبوداً!

[ نهج البلاغة: الخطبة 109.]


خلق الأرض وتأهيلها للمعيشة


5359- الإمام عليّ عليه السلام: أنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال. وأرساها على غير قرار، وأقامها بغير قوائم، ورفعها بغير دعائم، وحصَّنها من الأود

[ الأوَدُ: العِوَج "النهاية: 79:1".]

والاعوجاج، ومنعها من التهافت والانفراج. أرسى أوتادها، وضرب أسدادها،

[ السُّد بالفتح والضم: الجبل والرَّدم "النهاية: 353:2".]

واستفاض عيونها، وخدَّ أوديتها، فلم يهن ما بناه، ولا ضعف ما قوّاه. هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته، والعالي على كلّ شي ء منها بجلاله وعزّته. لا يُعجزه شي ء منها طلبه، ولا يمتنع عليه فيغلبه، ولا يفوته السريع منها فيسبقه، ولا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه. خضعت الأشياء له، وذلّت مستكينة لعظمته، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره فتمتنع من نفعه وضرّه، ولا كُف ءَ له فيكافئه، ولا نظير له فيساويه. هو المفني لها

بعد وجودها، حتى يصير موجودها كمفقودها. وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها

[ نهج البلاغة: الخطبة 186، الاحتجاج: 116:477:1، بحارالأنوار: 8:255:4.]


5360- عنه عليه السلام- في صفة الأرض ودحوها على الماء-: كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة. ولُجج بحارزاخرة. تلتطم أواذيُّ أمواجها وتصطفق متقاذفات أثباجها،

[ الثَّبَج: ما بين الكاهل إلى الظهر "النهاية: 206:1".]

وترغو زبداً كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هَيج ارتمائه إذ وطِئته بكلكلها، وذلّ مُستخذياً إذ تمعّكت

[ تمعَّك: أي تَمرّغ في ترابِه "النهاية: 343:4".]

عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجياً مقهوراً، وفي حكمة الذلِّ منقاداً أسيراً، وسكنت الأرض مدحُوّة في لُجّة تيّاره، وردّت من نخوة بَأوِهِ

[ البأو: الكِبر والتعظيم "النهاية: 91:1".]

واعتلائه، وشموخ أنفه وسمّو غُلوائه، وكعمته

[ كَعم: أن يَلثَم الرجلُ صاحِبه، ويَضع فَمه على فَمِه كالتقبيل، اُخِذ من كَعم البعير؛ وهو أن يُشَدّ فَمُه إذا هاج "النهاية: 180:4".]

على كظّة جريته، فهمد بعد نزقاته، ولبد

[ لبَد بالمكان: أقام به ولَزِق فهو مُلبِدٌ به "لسان العرب: 385:3".]

بعد زيفان

[ الزَّيَفان: التَّبختُر في المَشي، من زافَ البعير يَزيف إذا تَبَختر "النهاية: 325:2".]

وثباته.

فلمّا سكن هَيجُ الماء من تحت أكنافها، وحمل شواهق الجبال الشمّخ البذَّخ على أكتافها، فجّر ينابيع العيون من عرانين

[ العِرنين: الأنف. وقيل: رَأسه، وجمعه عَرانَين "النهاية: 223:3".]

اُنوفها، وفرّقها في سهوب

[ السَّهْب: وهي الأرضُ الواسعةُ "النهاية: 428:2".]

بِيدها

وأخاديدها، وعدّل حركاتها بالراسيات من جلاميدها وذوات الشناخيب

[ رُؤوس الجِبال العاليةِ، واحِدها شُنخوب "النهاية: 504:2".]

الشمّ من صياخيدها،

[ جمع صَيخود، وهي الصخرة الشديدة "النهاية: 14:3".]

فسكنت من الميدان لرسوب الجبال في قطع أديمها، وتغلغلها متسرّبة في جَوبات

[ الجَوْبَة: هي الحفرة المستَديرة الواسعة "النهاية: 310:1".]

خياشيمها، وركوبها أعناق سهول الأرضين وجراثيمها،

[ الجراثيم: أماكن مرتفِعة عن الأرض مجتَمِعة من تراب أو طين "النهاية: 254:1".]

وفسح بين الجوِّ وبينها، وأعدّ الهواء متنسَّماً لساكنها، وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها، ثمّ لم يدع جُرُز الأرض التي تقصر مياه العيون عن روابيها، ولا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها، حتى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها وتستخرج نباتها.

ألّف غمامها بعد افتراق لُمعه وتباين قَزَعِه،

[ قزع: أي قِطعة من الغَيم وجَمعها: قَزَعٌ "النهاية: 59:4".]

حتى إذا تمخّضت لُجّة المزن فيه، والتمع برقه في كُفَفه، ولم ينم وميضه في كنهور

[ الكَنهور: العَظيم من السحاب "النهاية: 206:4".]

ربابه

[ الرَّباب: الأبيض منه "النهاية: 206:4" أي من السحاب.]

ومتراكم سحابه، أرسله سحّاً مُتداركاً، قد أسفّ هيدبُه،

[ الهَيدَب: سَحابٌ يَقْرُبُ من الأرض، كأنّه مُتَدَلٍّ "لسان العرب: 780:1".]

تمريه

[ تمريه: من مَرَي الضرعَ يَمرِيه "النهاية: 322:4".]

الجنوب درر أهاضيبه ودفع شآبيبه. فلمّا ألقت السحاب بَركَ بوانيها،

[ بواينها: ما فيها من المطر "النهاية: 164:1".]

وبعاع

[ البَعاع: شِدّة المطَر "النهاية: 140:1".]

ما استقلّت به من العب ء

المحمول عليها، أخرج به من هوامد الأرض النبات، ومن زُعر

[ الزعر: قليلة النبات "النهاية: 303:2".]

الجبال الأعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها، وتزدهي بما اُلبسته من رَيط

[ رَيط: جمع رَيطة: كلّ ثوبٍ رقيق لَيّن "النهاية: 289:2".]

أزاهيرها، وحلية ما سُمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغاً للأنام ورزقاً للأنعام وخرق الفجاج في آفاقها، وأقام المنار للسالكين على جوادِّ طرقها.

فلمّا مهّد أرضه وأنفذ أمره، اختار آدم عليه السلام خِيرةً من خلقه، وجعله أوّل جبلّته، وأسكنه جنّته وأرغد فيها أكله، وأوعز إليه فيما نهاه عنه، وأعلمه أنّ في الإقدام عليه التعرّض لمعصيته والمخاطرة بمنزلته، فأقدم على ما نهاه عنه- موافاةً لسابق علمه- فأهبطه بعد التوبة ليعمُر أرضه بنسله، وليُقيم الحجّة به على عباده، ولم يخُلهم بعد أن قبضه، ممّا يؤكّد عليهم حجّة رُبوبيّته، ويصل بينهم وبين معرفته، بل تعاهدهم بالحُجج على ألسُن الخِيرة من أنبيائه، ومتحمِّلي ودائع رسالاته، قرناً فقرناً حتى تمّت بنبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله حجّته، وبلغ المقطعَ عُذرُه ونذرُه.

وقدّر الأرزاق فكثّرها وقلّلها. وقسّمها على الضيق والسعة فعدل فيها ليبتلِيَ من أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيّها وفقيرها. ثمّ قرن بسعتها عقابيل

[ العقابيل: بقايا المرض وغيره، واحدها عُقبُول "النهاية: 269:3".]

فاقتها، وبسلامتها طوارق آفاتها، وبفُرج أفراحها غُصص أتراحها.

وخلق الآجال فأطالها وقصّرها، وقدّمها وأخّرها، ووصل بالموت أسبابها،

/ 33