مجلس فى ذكر مولد سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام
الجنة فهي روح و ريحان وجنة نعيم ، و قبرها روضة من رياض الجنة ، و قد ذكرنا في باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و مبعثه ما يدلان على إيمان أبى طالب فمن أراد فليلتمس منه ان شاء الله .مجلس في ذكر مولد سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها أعلم ان فاطمة الزهراء ولدت بعد النبوة بخمس سنين ، و بعد الاسراء بثلاث سنين و أقامت مع رسول الله صلى الله عليه و آله بمكة ثمان سنين ، ثم هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه و آله إلى المدينة فزوجها من علي بن أبى طالب " ع " بعد مقدمهم المدينة بسنة ، و الاصح ستة أشهر و قبض النبي و لفاطمة عليها السلام يومئذ ثماني عشرة سنة ، و عاشت بعد أبيها اثنين و سبعين يوما .قال المفضل بن عمر : قلت لابى عبد الله الصادق " ع " كيف كان ولادة فاطمة " ع " قال نعم ان خديجة لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه و آله هجرها نسوة مكة و كن لا يدخلن إليها و لا يسلمن عليها و يمنعن إمرأة أرادت ان تدخل إليها فاستوحشت خديجة لذلك و كان جزعها و غمها حذرا عليه ، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها و تصبرها و كانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة ، فقال لها يا خديجة من تحدثين ؟ قالت الجنين الذي في بطني يحدثني و يونسنى قال : يا خديجة هذا جبرئيل " ع " يبشرني انها إبنتي ، و انها النسلة الطاهرة الميمونة و ان الله تعالى سيجعل نسلى منها و سيجعل من نسلها أئمة ، و يجعلهم خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه فلم تزل خديجة على ذلك إلى ان حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش و بني هاشم ان تعالين لتلين منى ما تلى النساء من النساء فارسلن إليها عصيتنا و لم تقبلى قولنا و تزوجت محمدا يتيم أبى طالب فقيرا لامال له فلسنا نجئ ، و لا نلى من أمرك شيئا فاغتنمت خديجة لذلك فبينا هى كذلك إذ دخل عليها اربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن ، فقالت احديهن لا تحزنى يا خديجة فانا رسل