يكون مريدا للقبائح لانه صفة نقص و ارادة القبيح قبيحة فلا يجوز ان يفعله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .قال تعالى في سورة البقرة : ( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ) و قال : ( إن الله يحب المعتدين ، و الله لا يحب الفساد ) و قوله : ( ان الله يحب التوابين ، و يحب المتطهرين ) و قال في سورة آل عمران : ( و ما الله يريد ظلما للعالمين ) و فى سورة النساء : ( يريد الله ليبين لكم و يهديكم سنن الذين من قبلكم و يتوب عليكم و الله عليم حكيم و الله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما ) و يريد الله ان يخفف عنكم ، و خلق الانسان ضعيفا دلالة على إنه يريد ما يكون من باب الطاعة و لا يريد ما يكون من باب المعصية .و قال تعالى في سورة الانعام : ( سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا و لا آباؤنا ، و لا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم ، حتى ذاقوا بأسنا قل : هل عندكم من علم ، فتخرجوه لنا ان تتبعون إلا الظن و ان أنتم إلا تخرصون ) و فى سورة النحل : ( و قال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن و لا آباؤنا و لا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) و قال تعالى في سورة بني إسرائيل بعد ذكر ما عده من المعاصي و القبائح : ( كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ) و فى سورة الزمر : ( و لا يرضى لعباده الكفر ) و قوله تعالى : ( و ما خلقنا الجن و الانس إلا ليعبدون ) فإذا ثبت ذلك فكل ما يفعله الله تعالى من الآلام و التكاليف و خلق المؤذيات و الحشرات و السباع حسن لانه ثبت انه لا يفعل القبيح و ان لم نعلم وجه حسنها على وجه التفصيل و كلام الله تعالى محدث لانه لو كان قديما لكان معه قديم آخر و لا يجوز عليه الزوال لو كان قديما .و قال تعالى في سورة البقرة : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) و قال : ( و ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) فبين ان له مثلا لا يصح منهم .