مجلس فى ذكر اسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع "
مجلس في ذكر اسلام أمير المؤمنين عليه السلام ( إعلم ) : ان أول من اسلم علي بن أبى طالب " ع " و قد طعن قوم في هذا و قالوا إن علي بن أبى طالب كان صغيرا في بدو الامر ، فهذا المحال و الخطأ الكبير و لا خلاف إنه أول من صلى من الرجال مع رسول الله صلى الله عليه و آله و لم يشكو أن الدعوة لزمته ، و لم تقع الدعوة إلا على مستحق مع ما ثبت من الخبر ، عن الرجال الثقات في عقدة عقله من حين ولدته أمه قبل ان يسلم إلى أن أسلم و روى عن مجاهد عن أبى عمر : و أبى سعيد الخدرى قالا : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و آله إذ دخل سلمان الفارسي ، و أبو ذر الغفاري ، و المقداد بن الاسود و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان ، و أبو الهيثم بن التيهان ، و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و أبو الطفيل بن عامر بن واثلة فجثوا بين يديه ، و الحزن ظاهر في وجوههم فقالوا : فديناك بالآباء و الامهات يا رسول الله إنا نسمع من قوم في اخيك و ابن عمك مايحزننا ، و إنا نستأذنك في الرد عليهم ، ققال رسول الله صلى الله عليه و آله : و ما عساهم يقولون في أخى و ابن عمي علي ابن أبى طالب ؟ فقالوا : يقولون أى فضل لعلي في سبقه إلى الاسلام و إنما أدركه الاسلام طفلا ، و نحو هذا القول : فقال : صلى الله عليه و آله أ فهذا يحزنكم ؟ قالوا ، إى و الله ، فقال : و بالله أسالكم هل علمتم من الكتب السالفة إن إبراهيم " ع " هرب به أبوه من الملك الطاغي فوضعت به أمه بين أثلاث بشاطئ نهر يتدفق بين غروب الشمس و إقبال الليل ، فلما وضعته استقر على وجه الارض قام من تحتها يمسح وجهه و رأسه و يكثر من شهادة أن لا إله الله ، ثم أخذ ثوبا فامتسح به و امه تراه ، فذعرت منه ذعرا شديدا ، ثم مضى يهرول بين يديها مادا عينيه إلى السماء فكان منه ما قال الله عز و جل ( و كذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات و الارض و ليكون من الموقنين ، فلما جن عليه الليل رأى كوكبا ، قال : هذا ربي إلى قوله : انى بري مما يشركون ) و علمتم إن موسى ابن عمران " ع " كان فرعون في طلبه ينقر بطون النساء الحوامل ، و يذبح الاطفال ليقتل موسى ، فلما ولدته امه أمرت أن تأخذه من تحتها و تقذفه في التابوت ، و تلقى بالتابوت