فصل في ذكر فضائل الاذان قال الله تعالى في سورة المائدة : ( و إذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا و لعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) قال المفسرون : كان الكفار يجتمعون في وقت صلاة المؤمنون ، و يقولون صلوا لا صلوا ركعوا لا ركعوا سجدوا لا سجدوا على طريق الاستهزاء فانزل الله تعالى الآية .أعلم ان النداء على خمسة أوجه : نداء الله ، و نداء رسوله و نداء اسرافيل و نداء إبراهيم و نداء المؤذن .فأما نداء الله فقوله تعالى في سورة التحريم : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) و اما نداء رسول الله صلى الله عليه و آله قوله في سورة الاحقاف : ( يا قومنا أجيبوا داعي الله و اما نداء إبراهيم " ع " قوله في سورة الحج : و اذن في الناس بالحج يأتوك رجالا .و اما نداء اسرافيل " ع " قوله في سورة ( ق ) : فاسمتع يوم ينادى المناد من مكان قريب ، و اما نداء المؤمنين قوله : و إذا ناديتم إلى الصلاة .قال الله تعالى في سورة حم السجدة : ( و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال انني من المسلمين ) قال أبو جعفر " ع " : من أذن عشر سنين محتسبا يغفر الله له مد بصره و مد صوته في السماء و يصدقه كل رطب و يابس و له بكل من يصلى معه في مسجده سهم و له بكل من يصلى بصوته حسنة .و قال رسول الله صلى الله عليه و آله : يحشر المؤذن مع النبيين و الصديقين و الصالحين .قال أبو عبد الله " ع " : من سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فقال مصدقا محتسبا : و أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا عبده و رسوله اكفى بها عن كل من أبى و جحد ، و أغنى بها من أقر و شهد ، كان له من الاجر عدد من أنكر و جحد ، و عدد من أقر و شهد .