2 ـ السبب الثاني في رمي التشيع بالفارسية
هو ما ألمحت إليه سابقاً من أنّ الفارسيةما كانت سبة يوم كان الفرس سنة وإنّما عادتسبة يوم تشيع قسم من الفرس ودليل ذلك أنّكترى الطبقة الأولى والثانية من الذينتهجموا على الشيعة وكالوا لهم التهم لميضعوا في قائمتهم تهمة الفارسية وبوسعكالرجوع إلى ما كتبه ابن عبد ربه الأندلسيفي العقد الفريد بالفصل الخاص بالشيعةوارتجل لهم المثالب والمطاعن فيه فإنّك لاتجد هذه التهمة ضمن التهم(1). وكذلك لوراجعت ما كتبه الشهرستاني في ملله ونحلهوما ذكره عن الشيعة فسوف لا تجد تهمةالفارسية من التهم التي ساقها(2).وأما شيخ أهل السباب وصاحب اللسان الذي ماعرف الورع فإنّه برغم ما صال به وجال وبرغمما أملاه عليه الهوى فإنّه لم يذكر للشيعةهذه التهمة(3).نعم ذكر ابن حزم أنّ هناك أفراداً منالفرس شيعة في بعض استطراداته حتى جاءالمقريزي في القرن التاسع فرام أن يصوِّرأنّ التشيع فارسي فالمسألة جاءت متأخرة(4)وهكذا المتأخرون عن هذه الطبقة لم ترد فيقوائمهم هذه التهمة وإنّما جاءت من بعدالقرن التاسع وبدء القرن العاشر، والغريبأن يكون بعض فرسان هذه الحملة من الفرسأنفسهم أرادوا أن يظهروا أنفسهم بأنّهمأحرص(1) العقد الفريد 2/404 فصاعداً.(2) الملل والنحل هامش الفصل 1/195.(3) الفصل في الملل والنحل 4/179.(4) دراسات في الفرق والعقائد ص25.