3 ـ المردود الثالث
في وجود المهدي لطف يقرب العباد إلى اللهتعالى لشعورهم بأنّ الله تعالى يهيّئلإِقامة العدل ورفع الظلم، فإن قيل إنّرفع الظلم يجب أن يحدث بالأسباب الطبيعيةمن قبل الناس: قيل إنّ ذلك صحيح ولكن إذاتهاونوا بذلك فلا بد أن يدافع الله تعالىعن الذين آمنوا، فإن قيل إنّ ذلك يحصلبالآخرة، قيل إنّ مثل ذلك كمثل إقامةالحدود في الدنيا مع أنّ المجرم لا يتركبالآخرة. هذه بعض الفوائد في موضوعالإِمام المهدي وليست هي علة تامة بل حكمةونحن نتعبد بما ورد في النصوص، وهناكفوائد اُخرى ذكرتها المطولات وغطت أبعادالمسألة يمكن الرجوع إليها.المردود السلبي في عقيدة المهدي
1 ـ المردود الأول
إنّ أول المردودات السلبية أنّ هذهالفكرة تشل الإِنسان وتمنعه عن القيامبواجباته وتخدر الإِنسان وتتركه خائفاًذليلاً بانتظار ظهور الإِمام ليأخذ لهبحقه، وقد صوّر بعضهم شدة لهفة الشيعةلانتظار ظهور الإِمام بأنّ قسماً منالشيعة لا يصلّون مخافة أن يخرج الإِماموهم مشغولون بالصلاة فلا يستطيعون اللحاقبه(1) وهذ التصور مردود جملة وتفصيلاً فلاأحتاج إلى إكثار القول فيه بل اُلفت النظرإلى كتب فقه الإِمامية فإنّ الجهاد والأمربالمعروف والنّهي عن المنكر ووجوب الدفاععن النفس قائم بالفعل ولا يرتبط بالمهديمن قريب أو بعيد ومن ادعى خلاف ذلك فليدلناعلى المصدر، وأما الدعاوى الفارغة والقولالبذيء فمردود على القائل وهو به أولى،ومن قفا مؤمناً بما ليس فيه حسبه اللهتعالى في ردغة الخبال، كما يقول الحديثالنبوي الشريف(2).(1) منهاج السنة لابن تيمية 1/29.(2) تفسير الفخر الرازي عند قوله تعالى (ولاتقف ما ليس لك به علم) الخ.