ومما اُلصق بالشيعة وأصبح لا يتخلف عنهمعندما يخطرون في الذهن وكأنّه عضو منهمخاصة دون باقي المسلمين: التقية، والذيساعد على ذلك أنّ التشيع انفرد على مدىتاريخه بالتعرض إلى ضغط يفوق الوصف لأنّهيشكل جبهة المعارضة في وقت لا معنىللمعارضة إلا العداء وليس كما تعطيه لفظةالمعارضة من مدلول في الوقت الحاضر، وكاناعتيادياً أن يتعرضوا إلى مطاردة وتنكيل،وكان لا بد من المحافظة على أنفسهم منالإِبادة التامة فلجئوا إلى التقيةباعتبارها وسيلة يقرها الدِّين للإِحتماءبها عند الضرورة ورووا لها سندها منالكتاب والسنة وكان من الأولى أن يمدحواعلى ذلك لأنّهم استعملوا ما أمر به الشارعلحفظ النفس عند الخطر، ولئلا يعرضوا إلىأحد أمرين اما الإِبادة، أو الإِنهيار،والإِرتماء في أحضان الظالمين كما فعلغيرهم ممن آوى إلى فراش الحكم والحكاميرتع في موائدهم ويعيش في حمايتهم ويتكلفالأدلة لتصبح آراؤهم منسجمة مع الشرع، كماقال ابن خلكان في ترجمة أبي يوسف القاضي:قال: إنّ زبيدة زوجة الرشيد كتبت إلى أبييوسف القاضي ما ترى في كذا، وأحب الأشياءإلي أن يكون الحق فيه كذا فأفتاها بما أحبتفبعثت إليه بحُقٍّ فضّة فيه حقاق فضة