أن يكون الكتاب الذي يؤخذ مصدراً من الكتبذات الإِختصاص بموضوعه فلا يمكن أخذ رأيفقهيّ لبعض الفرق من كتاب أدب أو قصص ولاتؤخذ عقيدة فئة من ديوان شعر كما رأيناالبعض يفعله فإنّ لكل فرع من فروع المعرفةكتباً تختص به فينبغي الرجوع إليها إذاكنا نتوخى الدقة فيما نكتب وإلا فإنّ مانكتبه سوف لا يوصف بالعملية.إنّ الملاحظ أنّ كتب الأدب عندنا تحفلبالآراء العقائدية والفقهية ويتخذها كثيرمن الكتاب مصدراً عما يكتبه من عقائدوأحكام الفرق، ولست اُريد أن أقول إن جميعكتب الأدب عندنا لا يعتمد عليها كلا،وإنّما المقصود أنّ الكتب ذات الإِختصاصتكون ألصق بموضوعها وأكثر إحاطة وبذلكتوفر مصدراً موثوقاً.
5 ـ النقطة الخامسة
إنّ معالجات كتاب الفرق فيما يقومون به منتقييم للفرق هي معالجات غير علمية وذلكلأن المفروض أن تكون العقائد والأحكام عندالفرق مصدرها واحداً من مصادر التشريعالمعترف بها والتي تقرها الشريعة كالكتابوالسنة والإِجماع وغيرها. فإذا ذهب الشيعةمثلاً إلى نظرية التعيين في الخلافةوأوردوا دليلاً من الكتاب أو السنة فينبغيالنظر إلى دليلهم فإذا كان الدليلمستوفياً لشروط الصحة فيها وإلا نوقشالدليل علمياً. لا أن يقال: إنّ الفرس يرونلملوكهم حقاً إلهياً بالحكم وبما أنّالشيعة يقولون بالنص لا الشورى فهم قدأخذوا ذلك من الفرس إنّ مثل هذا المنطق لايصدر عن عقلية ناضجة فمتى كان مجردالإِلتقاء مع الآخرين بنظرية معناه الأخذمنهم. إنّ الإِسلام مثلاً يذهب إلىالتأميم في حالات معينة إذا توقفت المصلحةالعامة على ذلك والشوعية تذهب إلى التأميمفهل معنى ذلك أنّ الإِسلام شيوعي أوالشيوعية إسلام لأنّها التفت مع الإِسلامفي موضوع معين. إنّي أطلب من قارئ الكتابأن يعود إلى كتب الفرق فإذا وجد