من الثابت أنّ الشريعة الإِسلامية تفرضالوصية على المسلم حتى بعض الميراث البسيطوفي تلك يقول القرآن الكريم في سورةالبقرة ـ الآية/180: (كتب عليكم إذا حضرأحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدينوالأقربين بالمعروف حقاً على المتقين)فكيف يترك هذا الأمر المهم بدون أن يوصي بهوالحال أنّ استقرار الاُمة متوقف على ذلكوبدون ذلك يؤول الأمر إلى التنازع.
ثالثاً
تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة على أنّالإِمامة بجعل من الله ومن ذلك قوله تعالى:(وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) سورةالأنبياء/73.وقوله تعالى: (ونريد أن نمنّ على الذيناستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة) القصص/5.وقوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنالما صبروا) السجدة/24.هذه بعض الآيات التي يستدل منها على أنّالإِمامة بجعل من الله تعالى.بالإِضافة إلى نصوص النبي على الإِمام منبعده ومن ذلك موقفه يوم الغدير عندما نزلعليه قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ مناُنزل إليك من ربّك) المائدة/70، فجمع النبيالناس وخطب خطبته المعروفة وقال في آخرخطبته: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا:بلى، قال: اللهم فاشهد وأنت يا جبرئيلفاشهد وكررها ثلاثاً، ثم أخذ بيد علىِّ بنأبي طالب ورفعه حتى بان بياض إبطيهماللناس وقال: من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاهاللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر مننصره واخذل من خذله والعن من نصب لهالعداوة والبغضاء» إلى آخر الواقعة.وقد روى هذا الموضوع مائة وعشرون صحابياًوأربعة وثمانون تابعياً وكان عدد طبقاترواته من أئمة الحديث يتجاوز ثلثمائةوستين راوياً وقد ألف في هذا