هویة التشیع نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
«بعد ذكر الرواد من الشيعة ـ والتشيعبالنسبة للشيعة المتأخرين مثل الزهد فيعصر الرسول والخلفاء الراشدين والفرقبينه وبين التصوف الذي شابته عناصر غنوصيةوتأثر بتيارات فكرية متباينة كما عرف لدىمحيي الدين ابن عربي والسهروردي مثلاً»(1).وبعد أن استعرضنا هذه الأمثلة من أقولالكتاب التي فرقوا بها بين التشيع فيالصدر الأول وما تلا ذلك من عصور أود أنأعقب على ذلك بما يلي:1 ـ أنّ كمية الأفكار والمعتقدات فيالمضمون الشيعي تتسع في الأزمنة المتأخرةعما كانت عليه في الصدر الأول دون شك فيذلك ولكنّ هذه الزيادة ليست أكثر منالمضمون الأصلي للتشيع وإنّما هي تفصيلوبيان لمجمله، إنّها ليست بإضافة أجزاءوإنّما هي ظهور جزئيات انطبق عليهاالمفهوم الكلي للتشيع وقد ظهرت هذهالجزيئات بفعل تطور الزمن. وكمثال لذلك:موضوع النصوص التي وردت على لسان النبيعليه الصلاة والسلام هل هي مجرد إشارةلفضل الإِمام عليٍّ أم أنها على شكل يلزمالمسلمين بالقول بإمامته وعلى نحو الوصيةله بالخلافة وتبعاً لذلك هل أنّ هذهالإِمامة تقف عند حد المؤهلات أم أنّالإِمام يجب أن يكون النموذج المثاليفيكون أشجع الناس وأعلم الناس وأعدل الناسوهكذا تبرعم موضوع العصمة وغيره. وكل هذهالاُمور داخلة في صلب موضوع الإِمامةوليست هي باُمور زائدة على الموضوع بلاشتقاقات أولدها التطور الفكري وزيادةأعداد وأنواع معتنقي المذهب.2 ـ إنّ مثل هذا التطور كمثل كل تطور حدث،ومن ذلك تطور الإِسلام بصفته مقسماًللمذاهب. فالمسلمون منذ وجدوا كان منعقيدتهم الإِعتراف بالله عز وجل ووجودهووحدانيته واتصافه بصفات الكمال وتنزههعن صفات النقص وكل ذلك على نحو الإِجمال.وعندما اتسعت مجالات التفكير وانفتحالعالم الإِسلامي على اُمم وثقافاتمتنوعة. تبرعمت أسئلة وجدت أفكار فرجع