هویة التشیع نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المسلمون إلى ما آمنوا به إجمالاً يبينونمجمله ويفصلون مختصره، فنشأ من إيمانهمبأنّ الله خالق كل شيء: النزاع بإعطاءالسبب الطبيعي صفة الخلق وذلك يؤدي إلىتعدد الخالق كما تصوروا، أم أنّ ذلك لايقدح بانفراد الله تعالى بصفة الخالق: إذأنّ الله تعالى جهة تأثير ليست من مقدوراتالمخلوقين وكل ما للمخلوقين إنّما هو منجهة اُخرى ولا يقدح ذلك في كون الله تعالىأحسن الخالقين. وتبرعمت عن هذه المسألةخلق أفعال العباد وربط ذلك كله بالجبروالإِختيار وهكذا.ومثل آخر هو إيمان المسلمين منذ وجدوابحجية ظواهر القرآن الكريم فنشأ من ذلكالنزاع حول حجية ظواهر بعض الآيات لأنّلاّزم ذلك نسبة ما لا يصح إلى الله تعالىوذلك مثل قوله تعالى: (وجوه يؤمئذ ناضرةإلى ربها ناظرة) 22/سورة القيامة. حيث ذهبأهل السنة إلى جواز رؤية الله تعالى يومالقيامة استناداً إلى ظاهر الآية، بينماذهب الإِمامية إلى استحالة رؤيته تعالىلاستلزام الرؤية الجسمية وبالتاليالتركيب فالحاجة فالحدوث وانتهاء كل ذلكإلى نفي الاُلوهية وقد أولوا النظر هنابأنّه انتظار الرحمة كما يقول شخص لآخرينتظر منه الرحمة أنا أنظر إليك وإلى عطفكوذلك شائع في لغة العرب وحضارتهم والقرآننزل بلغة العرب وسلك منهجهم في المحاورات.هذا بالإِضافة إلى أنّ الله تعالى نسب هناالنظر إلى الوجوه وهي ليست من أعضاء النظرمن قبيل قوله تعالى: (ما ينظرون إلا صحيةواحدة تأخذهم وهم يخصمون) 49/يس. مثال آخرأذكره للتدليل على اتساع المضمونالإِسلامي عما كان عليه في الصدر الاأولفقد آمن المسلمون منذ وجدوا بأنّ اللهتعالى لا يفعل العبث وجاءت ظواهر الآياتتؤيد ذلك فقد جاء في قوله تعالى: (الذي خلقالموت والحياة ليبلوكم) 2/سورة الملك. وجاءبقوله: (وما خلقنا السموات والأرض ومابينهما لاعبين) 38/الدخان. فتنازع المسلمونبعد ذلك في أنّ أفعال الله تعالى هل هيمعللة ولازم ذلك نسبة النقص إلى الله لأنّكل فاعل للعلة إنما يحتاج لتلك العلة، أمأنّ أفعاله تعالى غير معللة ولازم ذلك أنّفعله