هویة التشیع نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
3 ـ القاضي عياضفرق القاضي عياض في كتابه ترتيب المداركفي أعلام مذهب مالك بين الشيعة والرافضةوذلك حينما قارن مذهب الإِمام مالك بغيرهفقال:فلم نر مذهباً من المذاهب غيره أسلم منهفإنّ فيهم الجهمية والرافضة والخوارجوالمرجئة والشيعة إلا مذهب مالك فإنا ماسمعنا أحداً من نقله مذهبه قال بشيء من هذهالبدع(1).ومن الواضح من هذه الجملة أنّ الرافضة غيرالشعية لمكان التغاير الناتج من العطف.ومن هذا ومن غيره مما نقله أصحاب المقالاتمما لا يخرج عن نفس المضمون يتضح أنّاصطلاح الروافض مأخوذ بمعناه اللغوي فيانّه لكل جند رفضوا قائدهم، وتطبيقه علىأصحاب زيد من باب تطبيق الكلي على أحدمصاديقه وإلى هنا فإنّ المسألة طبيعية.ولكن الذي يلفت النظر أن يكون أصحاب زيدطلبوا منه البراءة من الشيخين فإنّ ذلكمحل تأمل طويل للأسباب التالية:1 ـ إنّ هؤلاء الذين طلبوا البراءة لوكانوا شيعة فلا بد أنّهمم حريصون على نصرزيد وكسب المعركة ضرورة أنّ مصيرهم مرتبطبمصير زيد فإذا هزم فمعنى ذلك القضاءعليهم قضاءً تاماً خصوصاً وأنّ خصومهمالاُمويون الذين يقتلون على الظنةوالتهمة كل من يميل إلى آل أبي طالب، فماالذي دفعهم إلى خلق هذه البلبلة التي أدتإلى انفضاض جند زيد عنه وبالتالي إلىخسارته للمعركة فموته شهيداً على أيديالاُمويين فلا بد أن يكون هؤلاء ليسوا منالشيعة وإنّما هم جماعة مندسة أرادت إحداثالبلبلة للقضاء على زيد واحتمال كسبهللمعركة.2 ـ وعلى فرض التنزل والقول بوجود فرقةخاصة من رأيها رفض الشيخين فما معنى سحبهذا اللقب على كل شيعي يوالي أهل البيت حتىأصبح هذا الأمر من المسلمات فوجدناالإِمام الشافعي يقول في أبياته الشهيرة: