هویة التشیع نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أساس أنّهم عبيد له، أخاف المدينة وروعالناس وأحال أرض المدينة المنورة إلى بركمن الدماء وتلول من الأشلاء.وفي سنة ثالثة سلط المنجنيقات على الكعبةوهدمها وأحرقها وزعزع أركانها وجعلالقتال داخل المسجد الحرام وسال الدم حتىفي قاع الكعبة وقد استعرض ذلك مفصلاً كل منتاريخ الخميس للديار بكري والطبري وابنالأثير والمسعودي في مروج الذهب وغيرهم منالمؤرخين في أحداث سنة ستين حتى ثلاثوستين من الهجرة. ومع ذلك كله تجد كثيراًمن أعلام السنة يخطئون من يخرج لقتال يزيدوأنّ الخارج عليه يحدث فتنة ووصل الأمرإلى حد تخطئه الحسين عليه السلام سيّدشباب أهل الجنة فكأنّ النبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم عندما قال: «الحسنوالحسين سيدا شباب أهل الجنة» ما كان يعلمبأنه يقاتل يزيد وحينما يقول النبي صلّىالله عليه وآله وسلّم: «إنّ الحسينوأصحابه يدخلون الجنة بغير حساب»(1) لميأخذ في حسابه أنّهم خارجون على يزيداللهم اهد قومنا، وكأنّ ابن العربيالمالكي أعرف بمصائر الأمور من النبي نفسهالذي يرسم للحسين مصيره ويأمره بتنفيذذلك، أرأيت معي إلى أي مستوى من المهازلتصل الدنيا؟وهذا الإِمام الغزالي الذي سنقف قريباًمعه وقفة قصيرة يقول وأمام عينيه عشرات منكتب السير والتاريخ التي تؤكد بالطرقالموثوقة بشاعة الأحداث التي تمت بأمريزيد وبفعله المباشر لبعضها. يقول في باباللعن من كتابه إحياء العلوم:فإن قيل: هل يجوز لعن يزيد لأنّه قاتلالحسين، أو أمر به، قلنا هذا لم يثبت أصلاًفلا يجوز أن يقال إنّه قتله أو أمر به مالميثبت، فضلاً عن لعنه، لأنّه لا يجوز نسبةمسلم إلى كبيرة من غير تحقيق، إلى أن قال:فإن قيل: أن يقال «قاتل الحسين لعنه الله،أو الآمر بقتله لعنه الله» قلنا: الصواب أنيقال قاتل الحسين إن مات قبل التوبة لعنهالله(2).