هویة التشیع نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
6 ـ ولما كانت مواضيع الكتاب ومسائلهمختلفة فسوف لا يجد القارئ وحدة فيالموضوع واتبعاً لذلك فسيختلف أسلوبالمعالجة ونمط التناول والمزاج الذييمليه الموقف. مع إدراكنا أنّ هذه المسائليجمعها عنوان العقائد ولكنّ أجزاء هذاالعنوان متنوعة. ونحن ندرك أنّ تسمية كثيرمما يحمله الإِنسان المسلم وينتحله عقيدةفيه كثير من التجوز، فقد لا يعتقد ولا يدينبما يحمله من أفكار أحياناً وإنما هو مجردشعار تمليه مصلحة أو تحتمه عصبية أو تفرضهتقاليد درج عليها الإِنسان. وهذا هو سرتمسك بعض الناس بأفكار يعلم بطلانها سلفاًولكنّه التمذهب الإيديولوجي الناتج منمختلف الأسباب والذي هو من مصائبنا التينرجو أن يعافينا الله منها.7 ـ وكل الذي أرجوه من القارئ أن لايسميبعض معالجات هذا الكتاب دعوة للطائفية عنطريق الدعوة إلى ترك الطائفية مما هو منقبيل المصادرة على المطلوب. وذلك لأنّمنطق المقارعة أحياناً من طرق تصحيحالمسار فإنّ مبضع الجراح لا يريد الإنتقاموإن سبب ألماً. وإنّ وضع السيف أمام السيفقد لا يكون دعوة إلى القتال بل دعوة إلىتركه وإنّ الحمل على باب شرب الدواء ليس عنبغض وإن كان الدواء مرّاً. وستبقى الأهدافدائماً وراء الأعمال تحدد هوياتها وتشكلمبرراً لما قد يكون في وسائلها من قسوةشريطة أن لا تنزل الوسائل إلى المستوياتالملوثة وما دام الهدف كبيراً فسوف تستساغبعض الوسائل في حالات كثيرة كما يمليهاالعقل ويقرها الواقع.ـ وبعد ذلك كله فإنّي ومن منطلق كونيإمامياً أدعو كل قارئ أن يتلبس الأدوارالتي مرت بالشيعة والظروف والملابساتالتي اكتنفتهم وجوداً واستمراراً ثميتصوّر ما تفرزه تلك الحالات من مظاهرسلوكية حتى تكون معياراً بين يديه يفسرخلال أجوائها المعاشة كثيراً من مظاهرالسلوك الفكري والإجتماعي عند الشيعةوبذلك يبتعد عن الشطط في الحكم عليهم. فإذارآهم يشددون على فكرة التقية فليعلم أنهملم يخرجوا بها عن نطاق واقع مرّ.