2 ـ الأمر الثاني
التقارب في الآراء بين الشيعة والفرس. وأنكلاً منهما يقول بنظرية الحق الإِلهي،ويقول بالوراثة ولا يعرف الإِنتخاب، وفيهذا الأمر شيئان الأول الإِتحاد في الآراءالذي يسبب الدخول للتشيع وهذا الأمر لايقول به من يحترم عقله فمتى كان مجردالإِشتراك في رأي دافعاً للإِتحادبالعقيدة، إنّ كل باحث يعلم أنّ كل اُمة أوجماعة لا تخلو من الإِتحاد مع بعض الاُممالاُخرى، في رأي من الآراء أو مسألة منالمسائل ومع ذلك فلا يقوم ذلك سبباًللإندماج ولنعد لأحمد أمين نفسه ونلزمهبنتائج رأيه إذا وجد السبب فإنه يقول عندبحثه لمسألة الجبر والإِختيار:إنّ مسألة الجبر والإِختيار تكلم فيهاقبل المسلمين فلاسفة اليونان ونقلهاالسريانيون عنهم وتكلم فيها الزرادشتيونكما بحث فيها النصارى ثم المسلمون(2).وقد توزع هؤلاء بين القول بالجبر والقولبالاختيار، وبناءاً على منطق أحمد أمينفإن المسلمين نصارى لأنّهم اتحدوا معالنصارى في شق من الرأي، وإلا فما هو مبررأحمد أمين في اعتباره الشيعة فرساً لأنّهماتحدوا مع الفرس بالقول ينظرية الحقالإِلهي.؟(1) تاريخ الخميس للدياربكري 2/321 و322.(2) فجر الإِسلام ص 284.