في صدر هذا العنوان لا بد من سؤال عن معنىمضمون العروبة الذي يميزها عما عداها وأولما يتبادر للذهن أن العربي هو الذي يولد منأبوين عربيين وبعبارة اُخرى هو المتحدر مندم عربي، وهذا الفرض غير متحقق لأننا لايمكننا الحصول على دم خالص مائة بالمائةمن الشوائب والإِختلاط ولأنّ الدماءإنسانية الإِنتماء كلها تعود لمصدر واحدوهي مختلطة اختلاطاً يصعب معه فرزها عنغيرها، ثم بعد ذلك لأنّه ليس من المتصورأنّ الدماء تتأثر بالعقيدة والفكروالمشاعر، فأي معنى للعروبة مع هذه الفرض،وانطلاقاً من هذا فإنّ كل رأي يقوم على فرضوجود دم عربي خالص هو فرض غير علمي ولايمكن الركون إليه.ومع التنزل والتسليم بصحة هذه المقولةوهذا الفرض فقد ذكرنا فيما مر أنّ الشيعةالذين بدأ بهم التشيع وقام على أيديهم هممن القبائل العربية وذكرنا الطبقةالاُولى منهم ولا نريد أن نثقل على القارئفنذكر له الطبقتين الثانية والثالثةفبوسع كل قارئ الرجوع إلى كتب التراجمليرى أنّهم في جمهورهم من العرب.وإذا كان افتراض أن هناك دماً خالصاً غيرمتأثر بغيره أمراً خيالياً نعود الىالسؤال عن معنى العروبة، وسنجد الجواب إنّالعروبة هي المزيج المتكوّن من الفكروالمشاعر واللغة والتربة، وانتزاعالعروبة من هذه المصادر هو المسلك الصحيحفهي التي تحدد الهوية ومعظم من كتب فيتحديد هوية الإِنسان أكدوا على