ب ـ ياقوت الحموي في معجمه
مادة شهرستان قال: ولولا تخبطه أيالشهرستاني في الإِعتقاد وميله إلى هذاالإِلحاد لكان الإِمام، وكثيراً ما كنانتعجب من فور فضله وكمال عقله كيف مال إلىشيءٍ لا أصل له واختار أمراً لا دليل عليهلا معقولاً ولا منقولاً ونعمذ بالله منالخذلان والحرمان من نور الإِيمان وليسذلك إلا لإِعراضه عن نور الشريعة واشتغالهبظلمات الفلسفة وقد حضرت عدة مجالس منوعظه فلم يكن فيها قال الله ولا قال رسولالله ولا جواب من المسائل الشرعية واللهأعلم بحاله(1).وبعد تقييم الشهرستاني من قبل قومه أذكرلك شيئاً مما كتبه عن الشيعة لتعرف مدىصدقه ووثاقته يقول عن الإِمامية إنّهم لميَثبتوا في تعيين الأئمة بعد الحسنوالحسين وعليّ بن الحسين على رأي واحد بلاختلافاتهم أكثر من اختلافات الفرق كلهاإلى أن قال: إنّ الإِمام الصادق برئ منخصائص مذاهب الرافضة وحماقاتهم من القولبالغيبة، والرجعة، والبداء، والتناسخ،والحلول، والتشببيه، لكنّ الشيعة بعده أيبعد الصادق عليه السلام افترقوا وانتحل كلواحد منهم مذهباً(2).إنّ كل من له إلمام بتاريخ الإِمامية منالشيعة يعلم أنّهم لم يختلفوا في تسلسلالأئمة ابتداءً من الإِمام عليٍّ عليهالسلام حتى الإِمام الثاني عشر محمد بنالحسن عليه السلام والإِمامية على ذلك منذوجدوا، أما ماذكره من أنّ الإِمام الصادقعليه السلام تبرأ من حماقات الشيعة فهومحض افتراء ولم يحدث قط فإنّ أهل البيتأدرى بما فيه، ولو كان هنالك شيء من هذاالقبيل لذكره غير الشهرستاني أما ما تفضلبه على(1) المناظرات للرازي ص25 بتوسط الإِمامالصادق 5/48.(2) الملل واللنحل هامش الفصل 1/193، وحتى 2/3.