إنّه لا خصوصية لهذه التهمة بالفارسية،وإنما هي صورة من صور رمي التشيع بكل ما هومكروه، ولما كانت العلاقات بين الفرسوالعرب قد ساءت بعد أن امتد نفوذ الفرس فيدولة الإِسلام كما أشرنا إليه سابقاً شاءأعداء الشيعة أن يرموهم بالفارسيةليضيفوا إلى قوائم التهريج قائمة اُخرىهذا من جانب ومن جانب آخر لما كان الشيعةمنذ فترة تكوينهم من المعارضين للحكملأنّهم يرون أنّ الخلافة بالنص وليستبالشورى وأنّها لعليٍّ عليه السلام وولدهوإنما تنازل عنها وسكت حرصاً على مصحلةالمسلمين وتضحية بالمهم في سبيل الأهم وقدحفظ ذلك بيضة الإِسلام، وأنّ عقيدتهم هذهجرّت عليهم الملاحقة خصوصاً أيام معاويةوما تلاها إلى العصور المتأخرة،وللإِمعان بالتنكيل بهم وإبعادهم عنالساحة حشدت لهم السلطات كل ما تملك منوسائل التحطيم المادي منها والمعنويفاعتبرتهم خوارج عن جسم الاُمة، ونسبتإليهم من الآراء ما هو بيعد عن روحالإِسلام وصوّرتهم بأنّهم دعاة فوضىولاحقتهم بكل صنوف الملاحقة وكان من ذلكأنّها استغلت الشعور الملتهب ضد الفرس منذأيام الإِحتكاك بين العرب والفرس فرمتهمبأنّهم ورثة الفرس وحملة عقائدهمفأضافتها إلى قائمة التهم التي أصبحت لاتعد ولا تحصى وأخذ كل خلف يضيف إلى القائمةالتي وضعها السلف بدون تحرج ولا رادع منمسؤولية أو ضمير وأين المسؤولية والسيف