حج والعمرة ومعرفة الحرمین الشریفین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حج والعمرة ومعرفة الحرمین الشریفین - نسخه متنی

علی الافتخاری الگلبایگانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دعاء الانبياء (عليه السلام)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام): ألا أعلمك دعاء يوم عرفة، وهو دعاء من كان قبلي من الأنبياء(عليهم السلام) فقال علي (عليه السلام): بلى يا رسول الله! فقال: تقول: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. اللّهم لك الحمد كالذي تقول وخيراً ممّا نقول، وفوق ما يقول القائلون.

اللّهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، ولك براءتي وبك حولي ومنك قوّتي. اللّهم انّي أعوذ بك من الفقر، ومن وساوس الصدور، ومن شتات الأمر، ومن عذاب القبر. اللّهم إني أسألك خير الرياح، واعوذ بك من شر ما تجيء به الرياح، وأسألك خير الليل والنهار. اللّهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي وبصري نوراً، وفي لحمي ودمي وعظامي وعروقي، ومقعدي ومقامي، ومدخلي ومخرجي نوراً، واعظم لي نوراًـ يا ربّ ـ يوم القاك انّك على كل شيء قدير(325).

اقول: قال الصدوق ـ رضوان الله تعالى عليه ـ بعد نقل هذا الدعاء: (هذا الدعاء تامّ كاف لموقف عرفة).

دعاء رسول الله قبل الغروب

الامام الصادق (عليه السلام) قال: إن رسول الله وقف بعرفات فلمّا همت الشمس أن تغيب قبل ان تندفع، قال: اللّهم انّي اعوذ بك من الفقر، ومن تشتت الأمر، ومن شر ما يحدث بالليل والنهار، أمسى ظلمي مستجيراً بعفوك، وأمسى خوفي مستجيراً بأمانك، وأمسى ذلّي مستجيراً بعزك، وأمسى وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي، ياخير من سئل ويا أجود من اعطى، جلّلني برحمتك، وألبسني عافيتك واصرف عني شر جميع خلقك(326).

الدعاء اذا غربت الشمس

اللّهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف، وارزقنيه من قابل ابدا ما ابقيتني، واقلبني اليوم مفلحاً منجحاً مستجاباً لي مرحوماً لي بافضل ما ينقلب به اليوم احد من وفدك عليك، واعطني افضل ما اعطيت أحداً منهم من الخير والبركة والرحمة والرضوان والمغفرة، وبارك لي فيما ارجع اليه من اهل او مال او قليل او كثير وبارك لهم فيّ(327).

دعاء ابي بصير

أسألك يا الله يا رحمان بكلّ اسم هو لك، وأسألك بقوتك وقدرتك وعزّتك وبجميع ما احاط به علمك، وبجمعك واركانك كلّها، وبحق رسولك، وباسمك الاكبر، الاكبر وباسمك العظيم الذي من دعاك به كان حقّاً عليك ان لا تردّه، وان تعطيه ما سأل ان تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك فيّ(328).

من دعاء المفيد ـ عطر الله مرقده ـ في الموقف

في المقنعة ـ الطبعة الجديدة ـ ص411 قال: ثم يدعو دعاء الموقف الذي منه: اللّهم انّك تجيب المضطر اذا دعاك وتكشف السوء، وتغيث المكروب، وتشفي السقيم وتغني الفقير، وتجبر الكسير، وترحم الصغير وتعين الكبير، وليس فوقك امير، انت العليّ الكبير يا مطلق المكبّل الاسير، ويا رازق الطفل الصغير، يا عصمة الخائف المستجير، يا من لا شريك له ولا وزير. اللّهم انّك اقرب من دعي واسرع من اجاب، واكرم من عفا، وخير من اعطى، واوسع من سئل يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما. ليس كمثلك شيء، مسؤول ولا معط، دعوتك فاجبتني، وسألتك فاعطيتني، وفزعت اليك فرحمتني، وأسلمت لك نفسي فاغفر لي ولوالدي ولاهلي وولدي، ولكلّ سبب ونسب في الإسلام لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

اللهم إني اسألك بعظيم ما سألك به احد من خلقك من كريم أسمائك وجميل ثنائك وخاصّة آلائك، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تجعل عشيّتي هذه اعظم عشية مرّت عليّ منذ أنزلتني الى الدنيا بركة في عصمة ديني وخاصة نفسي وقضاء حاجتي، وتشفيعي في مسائلي واتمام النعمة عليّ، وصرف السوء عني، وإلباسِي العافية. وان تجعلني ممن نظرت اليه في هذه العشية برحمتك إنّك جواد كريم. اللّهم صل على محمد وال محمد، ولا تجعل هذه العشية آخر العهد مني حتى تُبلغنيها من قابل مع حجاج بيتك الحرام، والزوار لقبر نبيّك عليه وآله السلام، في اعفى عافيتك، واتم نعمتك، واوسع رحمتك، واجزل قسمك، واسبغ رزقك وافضل الرجاء إنّك سميع الدعاء.

اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي، وارحم تضرّعي وتذلّلي واستكانتي وتوكلي عليك فأنا لك سلم لاارجو نجاحاً ولا معافاة ولا تشريفاً الاّ بك ومنك، فامنن عليّ بتبليغي هذه العشية من قابل وأنا معافى من كل مكروه ومحذور من جميع البوائق، وأعنّي على طاعتك وطاعة اوليائك الذين اصطفيتهم من خلقك لخلقك.

اللهم صل على محمد وآل محمد وسلّمني في ديني وامدد لي فى اجلي، واصحّ لي جسمي، يامن رحمني واعطاني سؤلي فاغفر لي ذنبي انكّ على كل شيء قدير. اللهم صلّ على محمد، وآل محمد، وتمّم عليّ نعمتك فيما بقي من اجلي حتى تتوفاني وانت عنّي راض. اللهم صل على محمد وآل محمد وعلّمني ما ينفعني، واملأ قلبي علماً وخوفاً من سطوتك ونقمتك. اللهم إني اسألك مسألة المضطر اليك المشفق من عذابك الخائف من عقوبتك ان تغفر لي وتعيذني بعفوك، وتحنن عليّ برحمتك وتجود عليّ بمغفرتك، وتؤدي عنّي فريضتك، وتغنيني بفضلك عن سؤال احد من خلقك، وان تجيرني من النار برحمتك..

اللهم صل على محمد وآل محمد، واظهر حجّته بوليك وأحي سنته بظهوره حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك، ولا يستخفي احد بشيء من الحق مخافة احد من الخلق، اللهم انّي ارغب اليك في دولته الشريفة الكريمة التي تعزّ بها الاسلام واهله. وتذل بها الشرك واهله.

اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والعابرين في سبيلك وارزقنا فيها كرامة الدنيا والاخرة، اللهم ما انكرنا من الحق فعرّفناه وما قصرنا عنه فبلّغناه. اللهم صل على محمد وآل محمد واستجب لنا جميع ما دعوناك وسألناك، واجعلنا ممن يتذكر فتنفعه الذكرى، واعطني اللّهم سؤلي في الدنيا والآخرة انك على كل شيء قدير.

الدعاء للاخوان

ابن ابي عمير قال: كان عيسى بن اعين اذا حج فصار الى الموقف، اقبل على الدعاء لاخوانه حتى يفيض الناس، قال: فقلت له: تنفق مالك وتتعب بدنك حتى اذا صرت الى الموقف الذي تبث فيه الحوائج الى الله عزّ وجلّ، اقبلت على الدعاء لاخوانك وتركت نفسك؟ قال: انّي على ثقة من دعوة الملك لي، وفي شك من الدعاء لنفسي(329).

دعاء الصادق (عليه السلام) حين الإفاضة

هارون بن خارجة قال: سمعت اباعبد الله (عليه السلام) يقول في آخر كلامه حين أفاض: اللهم انّي اعوذ بك ان اظلم او اُظلم او اقطع رحماً او أوُذي جاراً(330).

بشارة رسول الله حين الإفاضة

عن السجاد (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبلال حين همت الشمس ان تغرب: يا بلال قل: للناس فلينصتوا، فلما انصتوا، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ ربكم تطوّل عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم، وشفّع محسنكم في مسيئكم، فافيضوا مغفوراً لكم.

وفي نقل آخر بعد هذا الكلام (إلاّ أهل التبعات) يعني حقوق الناس(331). فإنّ الله عدل يأخذ للضعيف من القوي.

بشارة أخرى

الامام امير المؤمنين (عليه السلام) قال: لمّا وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعرفة اقبل على الناس بوجهه، وقال: مرحباً بوفد الله ثلاث مرات الذين إن سألوا اعطوا وتخلف نفقاتهم، ويجعل لهم في الآخرة لكلّ درهم الفاً من الحسنات(332).

عرفات موقف الغفران

الامام الصادق (عليه السلام) قال: ما من رجل اهل كورة (البلد) وقف بعرفة من المؤمنين، الاّ غفر الله لأهل تلك الكورة من المؤمنين، وما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين الاّ غفر الله لأهل ذلك البيت من المؤمنين(333).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اعظم اهل عرفات جرماً من انصرف وهو يظنّ انّه لم يغفر له(334).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): من الذنوب لا تغفر الاّ بعرفات(335).

عن القطب الراوندي، في لب الألباب عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اذا كان عشية عرفة، يقول الله لملائكته: انظروا الى عبادي وإمائي شعثاً غبراً جاؤوني من كل فج عميق، لم يروا رحمتي ولا عذابي ـ يعني الجنة والنار ـ اشهدكم ملائكتي انّي قد غفرت لهم الحاج وغير الحاج، فلم ير يوماً اكثر عتاقاً من النار من يوم عرفة وليلتها(336).

وعنه قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث: والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إنّ لله بابا في السماء يقال له باب الرحمة وباب التوبة وباب الحاجات وباب التفضّل وباب الاحسان وباب الجود وباب الكرم وباب العفو ولا تجمع بعرفات احد الاّ استاهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال(337).

عرفات موقف الإجابة

عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: كان ابو جعفر (عليه السلام) يقول: ما من برّ ولا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله الاّ استجاب الله، له امّا البرّ ففي حوائج الدنيا والآخرة. وامّا الفاجر ففي الدنيا(338).

لا تسأل يوم عرفة إلاّ من الله تعالى

الامام الباقر (عليه السلام) قال: لقد نظر علي بن الحسين (عليه السلام) يوم عرفة الى قوم يسألون الناس، فقال ويحكم اغير الله تسألون في مثل هذا اليوم، انّه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى ان يكون سعيداً؟(339).

وكان ابو الحسن (عليه السلام) اذا كان يوم عرفة لم يردّ سائلا(340).

نداء الامام الصادق (عليه السلام) في عرفات

الكافي عن عمر بن ابي المقدام، قال: رأيت ابا عبد الله (عليه السلام)يوم عرفة بالموقف، وهو ينادي بأعلى صوته: أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان الامام، ثم كان علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين،ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي، ثم (هَه) فينادي ثلاث مّرات لمن بين يديه وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه اثنا عشر صوتاً، وقال عمر: فلمّا اتيت مني سألت اصحاب العربية عن تفسير (هه) فقالوا: هه لغة بني فلان (انا فاسألوني) قال: ثم سألت غيرهم أيضا من اصحاب العربية فقالوا: مثل ذلك(341).

اقول: اعمال يوم عرفة اكثر من هذا فلتطلب من المطوّلات.

ومن ادعية يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن علي (عليهما السلام) واوّله: الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع. ومن الأدعية دعاء علي بن الحسين (عليهما السلام)للموقف، وأوله قوله: اللهم انت الله ربّ العالمين وهو السابع والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية. ومنها دعاء الامام الصادق (عليه السلام) وقد اشرنا الى بعضه.

ومن الأعمال التي لا ينبغي تركها زيارة مولانا أبي عبدالله الحسين عليه الصلاة والسلام، فقد روينا أن الله تعالى ينظر برحمته الى زوار الحسين (عليه السلام) اولا، ثم الى من وقف بعرفة. جعلنا الله واياكم من زوّاره وشيعته ومحبيه إن شاء الله تعالى. وله عليه الصلوة والسّلام زيارة مخصوصة ليوم عرفة. وزيارات مشتركة مثل زيارة امين الله والزيارة الجامعة فلتطلب من كتب الزيارات.

الحكمة في خروج عرفات من الحرم

سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الوقوف بالجبل لِمَ لم يكن في الحرم؟ فقال: لأنّ الكعبة بيته والحرم بابه فلمّا قصدوه وافدين، وقّفهم بالباب يتضرّعون. قيل له: فالمشعر الحرام لِمَ صار في الحرم؟ قال: لأنّه لما اذن لهم بالدّخول وقّفهم بالحجاب الثاني، فلمّا طال تضرّعهم بها اذن لهم لتقريب قربانهم فلمّا قضوا تفثهم (أي وسخهم من قص شارب وتقليم ظفر) تطهّروا من الذنوب التي كانت حجاباً بينهم وبينه، أذن لهم بالزيارة على الطهارة، قيل له: فَلِمَ حرّم الصيام ايام التشريق؟ قال لأن القوم زوّار الله وهم في ضيافته ولا??يجمل بمضيف ان يصوّم اضيافه، قيل: فالتعلق باستار الكعبة لأي معنى هو؟ قال: مثل رجل له عند آخر جناية وذنب فهو يتعلّق بثوبه يتضرّع اليه ويخضع له ان يتجافى عن ذنبه(342).

(3) الوقوف بالمشعر الحرام

قال تعالى: (فإذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين)

(ثم أفيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله انّ الله غفور رحيم)

في المجمع: الافاضة مأخوذة من فيض الاناء عن امتلائه، فمعنى افضتم دفعتم من عرفات الى المزدلفة عن اجتماع وكثرة.

والمشعر الحرام هو المزدلفة سمّيت مشعراً لأنّه مَعلَمٌ للحج، والصلاة والمقام والمبيت به والدعاء عنده من اعمال الحجّ، وانّما سمي المشعر الحرام مزدلفة; لأن جبرئيل قال لإبراهيم بعرفات: ازدلف الى المشعر الحرام فسمّي مزدلفة.

وسمّي جمعاً لأنّه يجمع به بين المغرب والعشاء الآخرة باذان وأحد وإقامتين(345).

وقال في الشرائع: الواجب في المشعر النّية والوقوف، وحدّه ما بين المأزمين الى الحياض الى وادي محسر. ووقت الوقوف بالمشعر ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس، وللمضطرّ الى زوال الشمس.

وفي الدروس ص123 طبعة جديدة: الوقوف بالمشعر ركن اعظم من عرفة، فلو تعمّد تركه بطل حجه.

وفي الجواهر: الظاهر المراد بالمشعر الحرام هو المسجد الموجود الآن، فيمكن أن يكون من المشترك بين الكلّ والبعض، أو من باب تسمية الكل باسم الجزء.

جواز الصعود على الجبال

سماعة قال: قلت لأبي عبد الله: اذا كثر الناس بجمع، وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ قال: يرتفعون الى المأزمين(346).

وفي المرآة بعد نقل الخبر; قال: الحديث موثق ويدلّ على جواز الصعود الى الجبال عند الضرورة.

وقال في المدارك: جواز الارتفاع الى الجبل مع الاضطرار مقطوع به في كلام الاصحاب. وجوّز الشهيدان وجماعة ذلك اختياراً وهو مشكل. وقال في الدروس: والظاهر أنّ ما اقبل من الجبال من المشعر دون ما ادبر(347).

ترك الوقوف جهلا

في المرآة: عن ابي بصير قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك انّ صاحبي هذين جهلا ان يقفا بالمزدلفة، فقال: يرجعان مكانهما فيقفان بالمشعر ساعة، قلت: فإنه لم يخبرهما احد حتى كان اليوم، وقد نفر الناس، قال: فنكس رأسه ساعة، ثم قال: أليس صليّا الغداة بالمزدلفة؟ قلت: بلى، فقال: أليس قد قنتا في صلاتهما؟ قلت: بلى، فقال: تمّ حجهما، ثم قال: المشعر من المزدلفة، والمزدلفة من المشعر وإنّما يكفيهما اليسر من الدعاء(348).

وأمّا فضل هذه البقعة

في الحدائق: وممّا روي في فضل هذا المكان ما رواه ابن بابويه في الصحيح عن معاوية بن عمّار قال: قال ابوعبدالله(عليه السلام): ما لله عزّ وجلّ منسك أحب الى الله ـ?تعالى?ـ من موضع المشعر، وذلك انّه يذلّ فيه كلّ جبار عنيد(349).

الإمام الصادق (عليه السلام) سأله رجل في مسجد الحرام: مَن أعظم الناس وزراً؟ فقال: من يقف بهذين الموقفين عرفة ومزدلفة، وسعي بين هذين الجبلين، ثم طاف بهذا البيت، وصلى خلف مقام ابراهيم، ثم قال: و ظن في نفسه انّ الله لم يغفر له فهو من اعظم الناس وزراً(350).

الدعاء في المشعر الحرام

الامام الصادق (عليه السلام) قال في حديث: إذا وقفت فاحمد الله واثن عليه، واذكر من آلائه وبلائه ما قدرت،وصلّ على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وليكن من قولك:

(اللهم ربّ المشعر الحرام، فكّ رقبتي من النار، واوسع عليّ من رزقك الحلال،??وادرأ عنّي شرّ فسقة الجن والانس. اللهم انت خير مطلوب اليه، وخير مدعو، وخير مسؤول ولكلّ وافد جائزة، فاجعل جائزتي في موطني هذا، أن تقيلني عثرتي وتقبل معذرتي، وان تجاوز عن خطيئتي، ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي)(351).

الدعاء في طريق المشعر الحرام

فإذا انتهيت الى الكثيب الاحمر (التلّ) عن يمين الطريق فقل: اللهم ارحم موقفي، وزكّ عملي، وسلّم لي ديني وتقبّل مناسكي(352).

استحباب الوقوف على المشعر الحرام

في الجواهر: يستحبّ ايضاً أن يطأ الصرورة المشعر برجليه. وقد سمعت منّا سابقاً: من كون الظاهر اشتراكه (المشعر) بين المكان المخصوص المحدود بالحدود التي عرفتها، الداخل فيها قزح، وبين الجبل المخصوص الذي قد فسّر به المشعر الحرام في محكي المبسوط والوسيلة والكشّاف وغيرها، بل لعلّه ظاهر (عند) في الآية الشريفة (عند المشعر الحرام) بل وقول الصادق (عليه السلام)في حسن الحلبي: وانزل ببطن الوادي عن يمين الطريق قريباً من المشعر(353).

وفي الحدائق: بعد نقل قول المدارك في اختلاف الأصحاب في تفسير المشعر، قال: لا ريب ان المشعر يطلق على مجموع هذا المحدود باعتبار كونه احد المشاعر التي هي عبارة عن مواضع العبادة مجازاً، وأمّا التسمية الحقيقية، فهي مخصوصة للجبل أو المكان الذي عليه المسجد الان، والظاهر هو الأول لما عرفت. وايضاً فإنّ الأخبار الدالّة على استحباب وطء الصرورة المشعر لا تلائم هذا القول الذي توهّمه من الوادي المتّسع، ونحوها رواية الحلبي التي اشار اليها(354).

الدعاء بعد صلاة الفجر حين الوقوف


اللهم اهدني من الضلالة، وانقذني من الجهالة، واجمع لي خير الدنيا والاخرة، وخذ بناصيتي الى هداك، وانقلني الى رضاك. فقد ترى مقامي بهذا المشعر الذي انخفض لك فرفعته، وذلّ لك فأكرمته، وجعلته علماً للناس، فبلّغني فيه مناي، نيل رجائي. اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام ان تحرّم شعري وبشري على النار، وان ترزقني حياة في طاعتك، وبصيرة في دينك، وعملا بفرائضك واتباعاً لاوامرك، وخير الدارين جامعاً، وان تحفظني في نفسي ووالدي وولدي واهلي واخواني وجيراني برحمتك(355).

حجّ الجاهلية

منهاج الاحرام ص614: ان الناس في الجاهلية كانوا يحجّون الى الكعبة من جميع أنحاء بلاد العرب وغيرها، وكانوا يعتقدون انّها بيت الله، ويعتقدون انّ هذا الحجر منزل من السماء، وكان العرب يطوفون حول الكعبة حفاة عراة رجالا ونساء يصفرون ويصفقون، وكانوا يخلعون ثيابهم للتعري من الذنوب والاثام، وكانوا يطوفون بها كلما سافروا أو عادوا من السفر، وكانوا يحلفون بها ويتحالفون عندها، ويلجأون الى حماها، ويستشفعون بها، ومازال الحج عند العرب في الجاهلية على ملّة ابراهيم واسماعيل (عليهما السلام)ومشاعره كلّها محترمة عندهم حتى اذا عظمت قريش بعد وقعة الفيل، وقال الناس فيهم: انّهم اهل الله يدفع عنهم، شمخوا بأنوفهم على العرب، وقالوا:

نحن ولاة البيت، وليس لأحد من العرب مثل منزلتنا، فتركوا الوقوف بعرفة والافاضة منها; لأنّها في خارج الحرم مع علمهم أنّها من المشاعر الحرام، وانّها مكان الحج من زمن ابراهيم (عليه السلام)وقالوا: لا ينبغي لأحد ان يطوف بالبيت الاّ في ثياب الحُمس، وهم قريش وسمّوا بذلك لتحمّسهم في دينهم، فإن لم يجدوا طافوا بالبيت عراة. وقد كان السعي بين الصفا والمروة من لوازم الحج في الجاهلية، وكان لهم صنم على الصفا يسمى (اساف) وآخر على المروة يسمى (نائلة)

وكان للعرب فيهما اعتقاد سخيف كغيره من الاعتقادات السخيفة، ولمّا طلعت شمس الاسلام واشرقت، غيّرت الخرافات، وجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)الافاضة من عرفات، ونزل في ذلك قوله تعالى: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) وقال: الحجّ عرفة، ومنعهم عن الطواف عراة، ونزل قوله تعالى: (ما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصدية) ونزل قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمَن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يتطّوف بهما)الآية. مع التلخيص

تكملة حول الإفاضة من عرفات الى المشعر

قوله تعالى: (ثم أفيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)(356).

في المجمع: قيل فيه قولان: أحدهما ان المراد به الافاضة من عرفات، وانّه امر لقريش وحلفائهم وهم الحُمس، لأنهم كانوا لا يقفون بعرفة، ولا يفيضون منها، ويقولون: نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها فأمرهم بالوقوف بعرفة والافاضة منها. كما يفعل الناس، والمراد بالناس سائر العرب.

الحُمس على ما في مجمع البحرين ما ملخّصه، الحُمس بضم حاء وسكون ميم جمع احمس، وهم قريش لأنّهم تحمّسوا في دينهم أي تشددوا، وكانوا يقفون بمزدلفة لا بعرفة. ويقولون: نحن اهل الله فلا نخرج من الحرم، والتحميس التفاخر والاحمس الشديد الصلب في الدين.

أقول: فالظاهر من عنوان الحُمس، أنّهم كانوا اهل التفاخر والتعصّب والشدّة في عقيدتهم انهم اهل الله واهل حرم الله، والآية الشريفة أمرتهم بترك هذه الطريقة.

القول الثاني: ان المراد به، الافاضة من المزدلفة الى منى يوم النحر قبل طلوع الشمس للرمي والنحر، والآية تدلّ عليه; لانّه قال: (فاذا افضتم من عرفات) ثم قال: (ثم افيضوا) فوجب أن تكون افاضة ثانية. والمراد بالناس ابراهيم (عليه السلام) كما انّه في قوله: (الذين قال لهم الناس) عن نعيم بن مسعود بن الاشجعي وقيل: ان الناس ابراهيم واسماعيل واسحاق ومن بعدهم من الأنبياء (عليهم السلام).

/ 27