الأول: في حرمة المدينةالإمام الصادق (عليه السلام) قال: مكة حرم الله والمدينة حرم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) والكوفة حرم علي بن أبي طالب(عليه السلام)(583).عوالي اللئالي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اللّهمّ انّهم أخرجوني من أحبّ البقاع إليّ، فاسكنّي أحبّ البقاع اليك فأسكنه المدينة(584).وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الايمان لنازل على المدينة كما تنزل الحيّة على حجرها(585).الثاني: في فضل المقام بالمدينة المنورةمرازم، قال: دخلت أنا وعمّار وجماعة على أبي عبد الله بالمدينة، فقال: ما مقامكم؟ فقال عمّار: قد سرّحنا ظهرنا، وأمرنا أن نؤتي به الى خمسة عشر يوماً، فقال: أصبتم المقام في بلد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصلاة في مسجده، واعملوا لآخرتكم وأكثروا لأنفسكم إنّ الرجل قد يكون كيّساً في الدنيا فيقال ما أكيس فلاناً! وإنّما الكيّس كيّس الآخرة(586).محمد بن عمرو الزيّات عن الصادق (عليه السلام): مَن مات في المدينة بعثه الله في الآمنين يوم القيمة(587).الثالث: في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)الامام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَن أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة(588).الحسين بن علي (عليه السلام): قلت لجدّي رسول الله: يا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني مَن زارني حيّاً أو ميّتاً، أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيمة وأخلّصه من ذنوبه(589).أبو جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إنّما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثمّ يأتونا فيخبرونا بولايتهم، ويعرضوا علينا نصرهم(590) وقد سبق ذكر هذا الخبر في القسم الأول من الكتاب.الرابع: في وداع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)الامام الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل، ثمّ ائت قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدما تفرغ من حوائجك، واصنع مثل ما صنعت عند دخولك، وقل: اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيّك، فإن توفّيتني قبل ذلك فإنّي أشهد في مماتي على ما شهدت في حياتي أن لا إله إلاّ أنت، وأنّ محمداً عبدك ورسولك وفي خبر آخر: تقول صلّى الله عليك ـ السلام عليك، لا جعله الله آخر تسليمي عليك(591).الخامس: في زيارة الأئمة (عليهم السلام)أبو الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إنّ لكلّ امام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وانّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعاءَهم يوم القيامة(592).السادس: زيارة الصديقة الطاهرة (عليها السلام) عند قبرهاوأمّا موضع قبرها، فقد قال الصدوق (رحمه الله) في الفقيه: اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين فمنهم من روى أنّها دفنت في البقيع، ومنهم من روى أنّها دفنت بين القبر والمنبر، وانّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة، لأنّ قبرها بين القبر والمنبر، ومنهم من روى أنّها دفنت في بيتها، فلمّا زادت بنو اميّة في المسجد صارت في المسجد، وهذا هو الصحيح عندي.وقال الشيخ في التهذيب بعد أن نقل عن الشيخ المفيد الأمر بزيارتها في الروضة لأنّها مقبورة هناك: الأفضل أن يزورها الانسان في الموضعين البيت والروضة فانّه يحوز به أجراً عظيماً، فأمّا من قال انّها دفنت بالبقيع فبعيد عن الصواب أقول: قد تقدّم الكلام في مدفنها في طرق العامة(593).
السابع: في استحباب اتيان المشاهد كلّها
الامام الصادق (عليه السلام) قال: ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى اليها، ويشاهد ويصلّى فيها ويتعاهد: مسجد قبا وهو المسجد الذي أسّس على التقوى، ومسجد الفتح، ومشربة أمّ ابراهيم، وقبر حمزة وقبور الشهداء(594).الثامن: ابلاغ سلام الاخوانعن أبي الحسن (عليه السلام): فإذا أتيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقضيت ما يجب عليك فصلّ ركعتين، ثمّ قف عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ قل: السّلام عليك يا نبيّ الله من أبي وأمّي وولدي وخاصّتي، وجميع أهل بلدي حرّهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم، فلا تشاء أن تقول للرجل: قد أقرأت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنك السّلام إلاّ كنت صادقاً(595).التاسع: استحباب زيارة قبور المؤمنينصفوان بن يحيى قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): بلغني أنّ المؤمن اذا أتاه الزائر آنس به، فاذا انصرف عنه استوحش فقال (عليه السلام): لا يستوحش(596).وعن أبي المقدام: مررت على أبي جعفر بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة، قال: فوقف عليه ثمّ قال: اللّهمّ ارحم غربته، وآنس وحشته واسكن اليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك، وألحقه بمن كان يتولاّه، ثمّ قرأ: (انّا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرّات(597).وعن علي (عليه السلام): انّ من دخل المقابر وزارها أعطاه الله ثواب عبادة خمسين سنة(598).
العاشر: استحباب الهدية
الامام الصادق (عليه السلام): إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسّر ولو بحجر(599).في المحجّة، عن أبي حامد: وكأنّ هذا مبالغة في الاستحثاث على هذه المكرمة; لأنّ الأعين تمتدّ الى القادم من السفر، والقلوب تفرح به فيتأكّد الاستحباب في تأكيد فرحهم، وإظهار التفات القلب في السفر الى ذكرهم بما يستصحبه في الطريق لهم(600).الحادي عشر: استحباب الوليمةعن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): لا وليمة إلاّ في الخمس في عرس أو خرس أو عذار أو ركاز أو وكار، فأمّا العرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار الرجل يشتري الدار، والركاز الذي يقدم من مكّة(601).الثاني عشر: حفظ نور الحجبحار الانوار: لا يزال على الحاج نور الحج ما لم يذنب. أقول: قد سبق ذكر هذا الحديث في ختام الحج.وختاماً أسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يُلبس هذا الجهدَ ثوبَ الرضا والقبول، وأن ينفع به، ويمنّ علينا جميعاً بالأجر والثواب، والحمد لله ربّ العالمين.علي الافتخاري الگلپايگاني20 ج2 / 1417 ميلاد الزهراء (عليها السلام)