الامام الصادق (عليه السلام): اذا دخلت المدينة فاغتسل قبل ان تدخلها او حين تدخلها ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تقدّم فتسلّم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)دخول المسجدالامام الصادق (عليه السلام): اذا دخلت المسجد النبويّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، واذا خرجت فاصنع مثل ذلك، واكثر من الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)(491).الصلاة في مسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)الامام الصادق (عليه السلام): صلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تعدل بعشرة آلاف صلاة(492).
حدّ المسجد النبويّ
(صلى الله عليه وآله وسلم)محمد بن مسلم قال: سألته عن حدّ مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: الاسطوانة التي عند رأس القبر الى الاسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة(493).وعن مولى آل سام، قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): كم كان مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: كان ثلاثة آلاف وستمائة ذراع مكسراً(494).الروضة الشريفةعن مرازم، سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عمّا يقول الناس في الروضة؟ فقال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة، فقلت له: جعلت فداك فما حدّ الروضة، فقال: بعد أربع اساطين من المنبر الى الظلال(495).مقام جبرئيل (عليه السلام)الامام الصادق (عليه السلام)، قال: ائت مقام جبرئيل وهو تحت الميزاب، فإنّه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقل: أي جواد أي كريم أي قريب أي بعيد! اسألك أن تصلّي على محمد وأهل بيته واسألك أن تردّ عليّ نعمتك(496).تحريم المدينةعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): انّ مكّة حرم الله حرّمها ابراهيم (عليه السلام)، وانّ المدينة حرمي ما بين لابتيها حرم، لايعضد شجرها وهو ما بين ظل عائر الى ظل وعير، وليس صيدها كصيد مكّة يؤكل هذا ولا يؤكل ذلك وهو بريد(497).وعن علي امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: مكّة حرم الله والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)والكوفة حرمي، لايريدها جبّار بحادثة الاّ قصمه الله(498).رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: مَن احدث بالمدينة حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله. قلت (الراوي): وما الحدث؟ قال: القتل(499).وعن صحيح مسلم، من حديث جابر في تحريم المدينة، ولا يريد احد اهل المدينة بسوء إلاّ اذابه الله في النار ذوب الرصاص او ذوب الملح في الماء(500).وعن الصحيحين، ان ابراهيم (عليه السلام) حرّم مكّة ودعا لاهلها، وانّي حرمت المدينة كما حرّم ابراهيم (عليه السلام)مكّة.وعن صحيح مسلم، انّ ابراهيم حرّم مكّة وانّي حرمت المدينة مابين لا بتيها لاتقطع عضاهها ولا يصاد صيدها. قال السمهودي في توضيح الحديث: (مابين لابيتها) اي حرّتيها الشرقية والغربية والمدينة بينهما(501).اقول: وتفصيل الأحكام موكول الى محلّه.
الفصل الرابع
في جملة من خصائص المدينة
1 ـ خلقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من تربة المدينة المنورة.2 ـ اشتمالها على البقعة التي انعقد الإجماع على تفضيلها على سائر البقاع وهي بقعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).3 ـ انّها محفوفة بأفضل الشهداء الذين بذلوا نفوسهم في ذات الله بين يدي نبيّه صلوات الله عليه(502).اقول: أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب وأئمة البقيع صلوات الله عليهم اجمعين.4 ـ انّ سائر البلاد فتحت بالسيف، وافتتحت هي بالقرآن كما هو مروي عن مالك.5 ـ اضافتها الى الله تعالى في قوله: (الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها)(503).6 ـ أقسم الله تعالى بها في قوله: (لا اقسم بهذا البلد) على قول.7 ـ تحريمها على لسان أفضل الأنبياء صلوات الله عليه إكراماً له.8 ـ تأسيس مسجدها الشريف على يده (صلى الله عليه وآله وسلم) وعمله فيه بنفسه، ومعه خير الأمّة المهاجرون والانصار.9 ـ اختصاصها بالمسجد الذي أنزل الله فيه (لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم أحقّ أن تقوم فيه)(504).10 ـ كون ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنّة.11 ـ كون منبره الشريف على ترعة من ترع الجنّة.12 ـ ان اتيان مسجد قبا تعدل عمرة.13 ـ اختصاصه بمزيد الادب وخفض الصوت; لكونه بحضرة سيد المرسلين، يشير الى ذلك قوله تعالى: (لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)(505).14 ـ انّه لا يجتهد في محرابه لأنّه صواب قطعاً، فلا مجال للاجتهاد فيه حتى باليمنة واليسرة، بخلاف محاريب المسلمين والمراد مكان مصلاّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (قال الرافعي): وفي معناه سائر البقاع التي صلّى فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ضبط المحراب.15 ـ وجوب شفاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) لمن زاره بها.16 ـ استجابة الدعاء بها عند القبر الشريف.17 ـ الاستشفاء بترابها وثمارها.18 ـ كثرة بركاتها، ولهذا قيل لمالك: ايّما أحب اليك المقام هنا يعني المدينة أو بمكّة؟ فقال: ههنا، وكيف لا اختار المدينة وما بها طريق إلاّ سلك عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وجبرئيل (عليه السلام) ينزل عليه من عند ربّ العالمين في أقل من ساعة.19 ـ تخصيص اهلها بأبعد المواقيت وافضلها وهو مسجد الشجرة.20 ـ تحريم نقل احجار حرمها وترابه(506).