وحين واجه هؤلاء العلماء الأبرار، ما ينسبه أهل الزيغ والهوى إلى الأنبياء من أمور تنافي عصمتهم الشاملة، فإنهم واجهوا ذلك بالموقف الحازم والحاسم، وبالرفض القاطع لكل هذه المقولات، لمنافاتها للأدلة القطعية التي تثبت طهارتهم وعصمتهم [عليهم السلام].. ثم عكفوا على تفسير الآيات الشريفة بما ينسجم مع هذا الاتجاه، ويتناغم مع تلكم المعايير.وحتى لو فرض أن بعضهم قد وقع في الخلل والزلل، والمخالفة للقاعدة وللمنهج الأصيل، فلا ريب في أنهم لا يصرّون على رأيهم ذاك إذا ظهر لهم خطله وفساده، بل هم سيشكرون من يدلهم عليه، أو يشير إليه.
الرؤية الصحيحة:
وإن مما لا ريب فيه: أن المعروف بين الخاص والعام من مذهب شيعة أهل البيت [عليهم السلام] هو عصمة الأنبياء والأئمة [صلوات الله وسلامه عليهم] عن الخطأ، والسهو، والنسيان، في التبليغ، وفي غيره. كما أنهم معصومون ومطهرون عن الذنوب صغيرها وكبيرها..غير أن هناك ـ من غير الشيعة الإمامية ـ من حاول أن يستفيد من بعض الآيات الكريمة، أنها تنسب للأنبياء خلاف ذلك.الأمر الذي دعا العلماء الأبرار إلى بسط القول في هذه الآيات لبيان خطأ هذا الفهم، حفاظاً منهم على صفاء الاعتقاد لدى الناس الطيبين الذين يأخذون الأمور بعفوية وصدق، الأمر الذي يجعلهم أقل سعياً لتحصين أنفسهم من الوقوع في الشك والشبهة التي يحاول أصحاب الأهواء أن يوقعوهم بها.