ينزع عنهما لباسهما: - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ينزع عنهما لباسهما:

وقد كانت تلك الأحوال الصعبة التي عبر الله عنها بالسوءات على درجة من الخفاء والكمون، إلى حد أن آدم وزوجه عليهما السلام لم يكونا يريانها، لأنها كانت مواراةً أي مستورة عنهما بساتر وحجاب.

وتمثلت مشكلة آدم وزوجه عليهما السلام في أوجها وعنفوانها في أن إبليس قد استطاع أن ينزع عنهما لباسهما، ليريهما سوءاتهما..

وكان زوال هذا الستر قد حصل بفعل أنهما قد ذاقا الشجرة. مما يعني أن التفاعل الجسدي الناشئ عن هذا الأكل.. هو الذي أسقط ذلك الساتر عن السوءات..

وقد حاولا أن يستفيدا من سواتر الجنة، فلم تنفعهما بشيء {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}.. ولم يكن يمكنهم الاكتفاء بها، فإن الأمر يحتاج إلى سواتر من سنخ آخر، فكان لا بد لهما ـ من الناحية التكوينية ـ من الخروج إلى عالم جديد، يجدان فيه ما يسد الخلل، ويواري السوءات.

نعم لقد كان على آدم عليه السلام أن يعيد سائر الأحوال التي ظهرت عليه إلى ما كانت عليه من الكمون والخفاء ـ وقد أشارت بعض الروايات إلى ذلك، وإلى أن لباس الجنة لم يعد صالحاً لهما، وإلى أنهما قد اضطرا إلى حرث الدنيا ومطعمها، حيث قالت:

«.. وسقط عنهما ما البسهما الله من الجنة، وأقبلا يستتران من ورق الجنة»[59].

وفي نص آخر:

«بدت لنا عوراتنا، واضطررنا إلى حرث الدنيا ومطعمها»[60]..

فالجوع يحتاج إلى ستره بالشبع، والعري باللباس، والمرض بالدواء، والخوف بما يوفر الأمن، وهكذا بالنسبة إلى سائر الأحوال التي لا بد من إعادتها إلى حالة الكمون والخفاء..

مناقشة كلام الطباطبائي [قده]:

نعم.. وهذا هو الأوفق بالسياق القرآني، ولأجل ذلك فنحن لا نرتضي ما ذكره العلامة الطباطبائي [قده] في تفسيره؛ حيث يقول:

«.. وآدم عليه السلام وزوجته، وإن كانا قد سواهما الله تعالى تسوية أرضية بشرية، ثم أدخلهما الجنة لم يمكثا بعد التسوية، ولم يمهلا كثيراً، ليتم في الدنيا إدراكهما لسوءاتهما، ولا لغيرها من لوازم الحياة الدنيا، واحتياجاتها حتى أدخلهما الله الجنة.

/ 115