وبما أن النسيان للميثاق مرتبط بالكلمات التي أنقذت آدم عليه السلام من محنته كما سنرى. ولكي لا يخلو مقامنا هذا ولو من إشارة موجزة إلى هذا الأمر، فإننا نضع أمام القارىء الأمور التالية:ألف ـ إن هناك روايات تحدثت عن عالم الذر، وأخذ الميثاق على الخلق، وهي كثيرة، فلتراجع في مظانها[20].ب ـ إن في بعض هذه الروايات عن أبي عبد الله عليه السلام: أن الله أخذ على العباد ميثاقهم، وهم أظلة قبل الميلاد. وثمة روايات أخرى تشير أيضاً إلى عالم الظلال، فراجع[21].قال العلامة الطباطبائي رحمه الله:إن المراد به ـ كما هو ظاهر الرواية ـ وصف هذا العالم، الذي هو بوجه عين العالم الدنيوي، وله أحكام غير أحكام الدنيا بوجه، وعينها بوجه[22].ج ـ إن ثمة روايات تحدثت عن أن رسول الله [صلى الله عليه وآله] قد قال لعلي عليه السلام:«أنت الذي احتج الله بك في ابتداء الخلق، حيث أقامهم أشباحاً، فقال لهم: ألست بربكم؟قالوا: بلى.قال: ومحمد رسولي؟قالوا: بلى.قال: وعلي أمير المؤمنين؟فأبى الخلق جميعاً إلا استكباراً عن ولايتك إلا نفر قليل، وهم أقل القليل، وهم أصحاب اليمين»[23].وعن جابر بن يزيد، قال: قال لي أبو جعفر:«يا جابر، إن الله أول ما خلق خلق محمداً وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي الله.قلت: وما الأشباح؟قال: ظل النور. أبدان نورية بلا أرواح إلخ»[24].د ـ قد دلت بعض تلك الروايات الصحيحة سنداً أيضاً على أن الناس ينسون ما أخذه الله عليهم.