إبليس يتخفَّى: - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إبليس يتخفَّى:

وتذكر بعض الروايات: أن إبليس لعنه الله قد جاء لآدم عليه السلام متخفياً بين لحيي مخلوق آخر، قالت الرواية: إنه حية..

ولا عجب في ذلك، فقد كان إبليس من الجن، ولعله لم يكن ممنوعاً من الوصول إلى أمكنة قريبة من تلك الجنة، بل ربما لم يكن ممنوعاً من دخولها أيضاً، ما دام أنها جنة دنيوية، فإن هبوطه السابق، حين امتنع من السجود للنبي آدم عليه السلام، إنما كان من المقام الذي كان فيه مع الملائكة المقربين، وهو مقام كريم، لا يحق لأمثال هذا الموجود الخبيث المستكبر أن يكون فيه..

كما أن من المحتمل أن يكون الطرد الأول من نفس الجنة، والطرد الثاني تمثل بالمنع من الإقتراب منها وإن كنا نرجح المعنى الأول..

وعلى كل حال، فإن إبليس لعنه الله قد جاء إلى آدم عليه السلام وكلّمه، فسمع آدم عليه السلام صوته، ولكنه لم يعرف أنه هو ذلك الذي أخبره الله بعداوته له ولزوجه.

ولا دلالة في الآيات على أن آدم عليه السلام كان قد سمع صوت هذا العدو قبل هذا الوقت، أو اطلع على سائر خصوصياته، ومنها قدرته على التشكل بأشكال مختلفة.

الله يريد إظهار عظمة آدم عليه السلام:

ولربما يكون السبب في أنه تعالى لم يرد أن يعرّف آدم عليه السلام بأكثر من ذلك، هو أنه يريد أن يظهر حقيقته وفضله، واستحقاقه لمقام النبوة الكريم والعظيم. فلم يطلعه على غيبه، بل تركه يواجه الأمور بقدراته الذاتية ـ تماماً كما كان الحال بالنسبة لموسى والخضر عليهما السلام، حيث لم يعرف الله تعالى موسىعليه السلام بالكنز الذي تحت الجدار، ولا بالملِك الذي يأخذ كل سفينة غصباً، ولا بمعاملة ذلك الغلام المجرم لأبويه.. إنه تعالى لم يعرّف موسى عليه السلام بذلك، تمهيداً لإظهار حقيقته واستحقاقه لمقام النبوة وأن يكون من أولي العزم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

هذا بالإضافة إلى ما قدمناه من أن السنة الإلهية قد قضت وجرت بأن يفسح المجال لوسائل الهداية الأخرى، لتؤدي دورها، لكي لا ينتهي الأمر بنوع من الظلم والجبر، حتى لأعدى أعداء الله من الفراعنة والجبارين، والمجرمين..

/ 115