طموحات النبي آدم عليه السلام: - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إن إبليس حتى وهو أبعد مخلوقات الله، عن رحمة الله، لا بد أن يعامله الله بعدله، القاضي بإفساح المجال له ليختار، وليفعل ما يختار، فلا مجال لإجراء الأمور عليه بالقهر والجبر، بل حاله حال أي مكلف آخر..

ولأجل ذلك لم يكن ليتعامل معه بطريقة الغيب، التي تؤدي إلى عجزه عن التصرف، وتأخذ عليه السبيل، ولأجل ذلك كان مقتضى العدل هو الاقتصار على دلالة النبي آدم عليه، وإعلامه بعدوانيته، وبنواياه..

وأما سائر الأمور فإنه أوكلها إلى سائر الهدايات، لأن التحرك من موقع الغيب فيها معناه إخراجها عن دائرة الاختيار، وهو على خلاف السنة الإلهية الجارية في المخلوقات برهم وفاجرهم..

ولأجل ذلك لم يكن يحق للأنبياء والأوصياء أن يتعاملوا مع الناس، إلا بالعلوم العادية المتيسرة لكل أحد، فلا يحق لهم أن يعاملوهم بعلم الشاهدية على الأعمال، أو بعلم الغيب الذي يظهرهم الله عليه، لأن في ذلك نوعاً من الظلم والقهر للناس، لأنه يتوسل بأمور ليس لهم سبيل إليها، وهي خارجة عن دائرة اختيارهم..

طموحات النبي آدم عليه السلام:

وبعد، فإن آدم عليه السلام هو ذلك الإنسان الإلهي، الذي خلقه الله تعالى من تراب ـ وفي التراب المزيد من الخير والعطاء والزيادة ـ وقد أراد تعالى لآدم عليه السلام أن يكون ذلك الإنسان الكامل، الخالص، والصفوة، والرضي في صفاته وحالاته. والعاقل المدرك، والحكيم، والمتوازن، والمدبر، الذي يستحق أن يكون أبا للبشر كلهم، ونموذجاً للكمال الإنساني، بحيث يرتفع إلى درجة نبي، له طموحات، وتطلعات الأنبياء، لا يعيش لنفسه، ولا تحركه شهواته ولا غرائزه بل يعيش لله تعالى، ولا يفكر إلا في نيل رضاه، والحصول على درجات القرب والزلفى منه..

والحلول في منازل الكرامة لديه..

وقد جعله الله في الجنة تعزيزاً له وتكريماً، وليظهر فضله وكرامته، وعظمته، لكل مخلوقاته، وخوَّله أن يمارس حياته فيها وفق ما يحب ويختار..

رغداً:

ولذلك قال تعالى له ولزوجه: {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا}..

فالرغد موجود في أي زمان أو مكان حصل فيه الأكل، وقوله: «رَغَداً»، أي كثيراً واسعاً طيباً، رفيهاً، لا يتعب فيه ولا يعيا.

وهذا الوصف كان هو المناسب لمحيط تلك الجنة وحالاتها، وطبيعة الحياة فيها، ومن حيث كون الجسد يمتلك الخصائص التي تتناسب مع هذا المحيط، وتحقق الرغد بمعناه الواقعي.

تعهدات حول مستقبل النبي آدم عليه السلام في الجنة:

وحين أسكن الله سبحانه آدم عليه السلام الجنة، قال له: {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}..

/ 115