إحتياطات ضرورية: - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لو لم يأكل من الشجرة لاستحق الطرد الإلهي:

وبعد هذا الذي قدمناه، فإنه لا يمكن للنبي آدم عليه السلام أن يقف من هذا الأمر موقف اللامبالاة، فضلاً عن أن يرفضه وينأى بنفسه عنه، ما دام أن ذلك يدخل في سياق أهدافه، ويجسد له طموحاته النبيلة والصالحة، كأفضل وأتم وأعلى ما يكون التجسيد. فقد أصبح ملزماً بملاحقة حتى الاحتمال مهما كان ضعيفاً وموهوناً.. لأنه كان على استعداد للتضحية بكل غال ونفيس من أجل الوصول إلى تلك الأهداف السامية..

ولو أنه قصر في طلب هذا الأمر، وفي التحقق منه، لزال استحقاقه لمقام النبوة، ولم يعد أهلاً لمواقع القرب والرضا والزلفى.. بل كان مستحقاً للطرد والإبعاد عن رحمة الله سبحانه، ومن الجنة بصورة قاسية ومهينة، لأن ذلك معناه أنه يؤثر الخلود إلى الأرض، والاستجابة إلى شهواته وغرائزه على رضا الله تعالى، وعلى مواقع الكرامة والزلفى منه جلّ وعلا..

إحتياطات ضرورية:

ولكن كان على النبي آدم أن يحتاط لنفسه، فيختار الأكل من سنخ الشجرة، لا من شخص المنهي عنه، ليكون بذلك قد امتثل النهي الإلهي تأدباً مع الله سبحانه، ثم احتاط لنفسه بمقاسمة إبليس على صحة ما يدعيه..

المقاسمة تفرض الأكل من الشجرة فقد كان من الطبيعي: أن يلاحق النبي آدم عليه السلام هذه الاحتمالات، ويسعى لتأكيدها، ولو عن طريق فرض القسم على إبليس لعنه الله. وإخراج الأمر من يده ليصبح في عهدة الله تعالى، ليكون هو الكافل والضامن..

هذا وقد أشارت كلمة «قاسمهما» التي هي مثل ضارب في الدلالة على صدور الفعل من الطرفين، إلى وجود قسَمين: أحدهما، من آدم عليه السلام وزوجه. والآخر، من إبليس لعنه الله.

لقد كان على آدم عليه السلام الإنسان الكامل أن يسعى للتأكد من صحة الاحتمال الذي ذكره له مخاطبه، لأنه مهم جداً ومصيري بالنسبة إليه، لانسجامه مع حبه لله تعالى، ومع سعيه لنيل مقامات القرب والكرامة منه عز وجل. وإن أي تقصير في هذا الأمر سوف يلحق به أعظم الضرر، ويوقعه في أشد خطر..

وكان طريقه الوحيد لضمان الصدق, ولتحصيل الرجحان، هو أن يسوق من يخاطبه بهذه الأمور إلى القسم. ففعل ذلك، متشدداً معه غاية التشدد، حيث لم يكتف بطلب القسم منه، بل أقسم هو عليه أن يصدقه القول أيضاً، وكان المفروض بالطرف الآخر، أن يبرّ بقسمه؛ فكيف إذا زاد على ذلك بأن أكد قوله بقسم جديد على أنه ناصح وصادق؟![49].

/ 115