جنس الشجرة أم شخصها؟ - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثالثاً: إن قوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}.. إنما هو إعلام لهما بحقيقة ما جرى لهما، وأن سببه هو الأكل من تلك الشجرة، إذ ليس ثمة ما يدل النبي آدم على أن الأكل من الشجرة كان هو السبب فيما عرض لهما من حالات الجوع، والعري، والحر، والبرد، وغير ذلك مما يعرض لأهل الدنيا..

ولعل الحيرة أخذتهما بعد أن كان لديهما وعد إلهي يقول: {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}.. كما أنه قد قال للنبي آدم: {اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}.. فلماذا يخرجهما منها؟.. ولماذا يحصل لهما جوع، وعري؟! و..

و..؟! فأراد الله تعالى أن يعرِّفهما: أن الأكل من الشجرة هو الذي جعلهما غير قادرين على البقاء في الجنة تكويناً، وأن ما يجري عليهما من جوع، وعري، وحر، وبرد.. إنما هو نتيجة أكلهما منها.

فكلام الله تعالى لهما: ليس عتاباً، بل هو تطمين إلى أن الله لا يزال معهما يرعاهما، ويلطف بهما، وأن ما جرى لهما لم يوجب بعدهما عنه، بل هو قد أوجب قربهما منه، ولذلك اجتباهما، وجمعهما إليه على سبيل الاصطفاء..

جنس الشجرة أم شخصها؟

وقد يقال: إنه لو كان النبي آدم عليه السلام لا يعرف: هل أن متعلق النهي هو شخص الشجرة؟ أم جنسها؟!، فكيف صح احتجاج الله عليه وعتابه له بقوله: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}؟!.. فإن هذا يدل على أن الشجرة كانت معروفة ومشخصة لهما بجميع صفاتها وخصوصياتها..

ونقول:

إن الجواب قد اتضح مما ذكرناه آنفاً، وهو:

أن هذا ليس احتجاجاً ولا عتاباً، ولا لوماً، بل هو بيان لأمر قد أبهم على النبي آدم وحواء عليهما السلام، يراد به تعريفهما بحقيقة ما جرى لهما وبأسبابه، وأن ماجرى لا يعني أن الله قد تخلى عن وعوده لهما، أو أنه عاتب عليهما، أو أنهما قد أبعدا عن مقامهما، وأهبطا إلى الأرض على سبيل العقوبة، بل إن ما جرى إنما هو نتيجة طبيعية للسعي الذي بذله النبي آدم للحصول على مرضاة الله، وقد كان يجب عليه أن يسعى، ليكون مستحقاً لمقام النبوة والخلافة في أرض الله تعالى، ولكن هناك آثار لا بد له من مواجهتها، وتحملها، والصبر عليها..

لماذا لا يحتاط النبي آدم عليه السلام:

ويبقى سؤال، وهو: أنه إذا كان النبي آدم أمام احتمالين:

أحدهما: أن يكون المنهي عنه هو شخص الشجرة..

الثاني: أن يكون المنهي عنه هو سنخها.

فقد كان عليه أن يحتاط، ويتحفظ، لا أن يبادر إلى مخالفة النهي الإلهي..

/ 115