وقد أشارت الآيات الشريفة إلى وجود هدايتين تختلف كل واحدة منهما عن الأخرى..أولاهما: هداية الله تعالى للنبي آدم عليه السلام قبل هبوطه، وقد أشير إليها بقوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}..الثانية: هدايته له تعالى بعد هبوطه، قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}..فالهداية الأولى: تتمثل بمعارف، وآفاق يفتحها الله أمام أوليائه، وأنبيائه، على حد قوله: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}..[65].أو {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}..[66]. أو: «علمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح لي من كل باب ألف باب»..ومنها تلقى النبي آدم عليه السلام، الكلمات من ربه، ومعرفته بحقائقها، ومقاماتها..والهداية الثانية: هي الهداية التكوينية، والفطرية، والإلهامية، والتشريعية، والعقلية، التي يحتاج إليها الإنسان في مسيرته في الحياة الدنيا.. كما أشرنا إليه في كتاب «تفسير سورة هل أتى» في أكثر من موضع..