هبوط إبليس: - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ناداهما.. تلكما:

ويلاحظ أيضاً: أنه سبحانه حين حدث لآدم عليه السلام ما حدث لم يقل: «قال لهما ربهما»، بل قال: {نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا}.

ولعل ذلك يشير إلى أن ثمة حالة من البعد قد حصلت لآدم عليه السلام، لأن النداء إنما يكون من بعيد، والخطاب يكون للقريب.

ولعل سبب ذلك هو أن نفس الأكل من الشجرة قد جعله في موقع آخر، ليس هو الموقع الذي يفترض أن يكون فيه، ولأجل ذلك فقد أصبح بعيداً عن الشجرة أيضاً، وتبدل الخطاب منه تعالى من: {لاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}.. وكلمة {هَذِهِ}.. تستعمل للقريب، إلى قوله: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَة}.. و {تِلْكُمَا}.. تستعمل للبعيد، منسوباً إليه وإلى زوجه..

فهذا البعد قد كان هو الأثر الطبيعي التكويني لذلك الأكل. وقد حصل ذلك قبل أن تصدر عن الله سبحانه أية إشارة تحكي حالة الرضا على النبي آدم، أو حالة الغضب، أو تشير إلى الأسف لما أصابه، أو تلومه على ما صدر منه.

فلما حصل الاصطفاء، والاجتباء، عاد النبي آدم ليحتل أقرب مواقع الرضا، واللطف الإلهي، كما أشرنا إليه أكثر من مرة..

هبوط إبليس:

وقد أهبط الله إبليس لعنه الله حتى من تلك الجنة التي في هذه الدنيا، عقوبة، وخزياً، وطرداً له من رحمة الله، وكان قد سبق ذلك هبوط آخر لإبليس من المقام الذي كان فيه مع الملائكة، سواء أكان ذلك الهبوط الأول، من جنة الخلد أو من مواقع القرب والزلفى في السماء حيث كان في مواقع الشرف مع الملائكة.. وهو ما عبر عنه بالخروج، المفيد للطرد المهين له في قول الله تعالى له:

{فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}..[62].

وحتى لو كان النبي آدم في جنة الخلد، فإن هبوط إبليس معناه: أنه وإن كان قد طرد من الجنة ـ أولاً حين لم يسجد لآدم عليه السلام ـ لكنه ـ ربما ـ كان قادراً على الدنو منها، بحيث يسمع صوت من بداخلها..

فيكون هبوطه هذا بسبب هذا الجرم الحادث الذي ارتكبه في حق آدم وزوجه عليهما السلام هو بمعنى حرمانه حتى من الدنو والاقتراب منها.

ومن الواضح: أن بشرية النبي آدم عليه السلام، قد فرضت بروز تلك الحالات الكامنة فيه، كالجوع والعطش والانفعال بالحر والبرد، والتعرض للآلام والأمراض، وما إلى ذلك. لمجرد أنه ذاق الشجرة..

/ 115