البيان المتجانس: - براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


البيان المتجانس:

وعلى كل حال: فإن الخطاب الإلهي للنبي آدم عليه السلام قد جاء في غاية الوضوح، وغاية في الإبهام، بالنسبة لإبليس، وبالنسبة للشجرة على حد سواء..

كما أنه قد أشار إلى الشجرة بكلمة هذه، وإلى إبليس بكلمة هذا، ولكنه بعد أن جرى ما جرى، قد جاء الخطاب معاكساً في منهجه للخطاب الأول، حيث قال: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}..[40] فأبعد الشجرة عن ساحة الحضور، وأشار إليها بكلمة تلك، كما أنه أبعد إبليس عن ساحة الحضور، وصار يتحدث عنه بصيفة الغائب، ووصفه بالشيطان، ليشير إلى صفاته الذميمة التي يوحي بها هذا الوصف، فقال: {وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}..[41].

لماذا الإبهام؟

ويبقى السؤال يلح بطلب الإجابة، وهو: أنه لماذا لا يكون البيان الإلهي للنبي آدم، واضحاً وصريحاً؟.. وما هي الحكمة في هذا الإبهام؟ سواء بالنسبة إلى الشجرة، أو بالنسبة لإبليس..

ونجيب باختصار: إن السياسة البيانية الإلهية ترتكز إلى أمر واقعي وهام، وهو أن الله تعالى قد زود النبي آدم بهدايات من شأنها أن تصونه من مكر إبليس، وهي هدايات عقلية، وفطرية، وشرعية، وإلهامية، وغيرها.. والنبي آدم هو خيرة الله تعالى وصفوته. فلا بد أن تكون هذه الهداية شديدة الحضور والتأثير في حياته عليه السلام..

ولكن من الواضح: أنه تعالى يريد أن يحفظ للفطرة دورها، وللعقل دوره، في الهداية، والرعاية، والتدبير، والحركة في الحياة، فلا يتدخل في شؤونها، ولا ينوب عنها فيما هو من وظائفها، إلا في المواضع التي لا يجد سبيلاً للاهتداء إليها.. كما هو الحال في الأمور الغيبية، فإن الله سبحانه يفتح باب الهداية إلى ذلك الغيب، ويكشفه له بالمقدار الذي لا يضر بدور الفطرة والعقل والإلهام، وغيرهما من وسائل الهداية..

وقد كشف سبحانه للنبي آدم عن الشجرة، وعن إبليس، وعن عداوته له، وبقيت جوانب أخرى غامضة لا بد أن يحيلها إلى الهدايات العقلية أو الفطرية لكي تكشفها له، ولتمارس دورها وفقاً للضابطة، وللناموس الطبيعي الذي أراد له أن يكون المهيمن على الحياة، وهكذا كان..

وقد أعطى الله تعالى لتلك الهدايات كل القوة، وكل الصلاحيات، وكل الاعتبار. وإن كانت لا تستطيع أن تنفذ إلى بواطن الأمور، بل تبقى في دائرة الظاهر..

/ 115