براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ولتوضيح ما يرتبط بهذا الأمر، نقول:

أ ـ إن هذه الأمور الأربعة هي أدنى ما يحتاج إليه الإنسان في استمرار حياته وبقائها.

ب ـ إن هذه الأمور التي أشار الله تعالى إليها ليست هي من الأمور العارضة، أو فقل:

الطارئة في حياة الإنسان، بحيث يمكن الاستغناء عنها في حين من الدهر. بل الحاجة إليها لا تتوقف. كما أن طبيعة وجودها تفرض دوام التعرض لتحصيلها، وإستمرار الطلب لها، والتعاطي معها، ولا يكفي لإنجازها بذل الجهد مرة واحدة ـ مثلاً ـ ثم ينتهي الأمر..

فإذا حصلت هذه الأمور للنبي آدم عليه السلام، كفاه ذلك، ولا يحتاج في استمرار حياته كإنسان إلى سواها..

غير أن من الواضح: أن هذا ليس هو نهاية طموح النبي آدم عليه السلام، وليس هو رمز سعادته، وسر وصوله إلى الجنة؟! كما أن حصول النبي آدم على هذه الأمور الأساسية، قد جعل إبليس عاجزاً عن إطماعه عليه السلام بمثل هذه الأمور الأساسية والحساسة..

كما لا يمكن أن يغري النبي آدم بما يرتبط بلذة الجنس، فقد انسد باب التوسل بها لإغوائه، لوجود زوجته حواء معه.. وكذلك سائر الملذات التي في الجنة..

ولذلك فإنه حين عرض إبليس على النبي آدم الأكل من الشجرة لم يذكر له شيئاً عن مثل هذه الأمور لحمله على ذلك، بل اتجه إلى ما هو أسمى من ذلك، وجعله هو الخيار أمام النبي آدم عليه السلام..

ج ـ إنه تعالى حين أسكن آدم عليه السلام في الجنة قد أعطاه ما ينسجم مع طموحاته، ويتلاءم مع طبيعة ما يفكر فيه. حيث طمأنه إلى أنه سيرتاح من عناء التفكير، والعمل من أجل الحصول على ما يسد به الرمق، ويروي من الظمأ، ويستر العورة، ويقي من الحر والبرد، كما أشار إليه قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}، أي تدخل في وقت الضحى، وهو الوقت الذي يبدأ الإنسان فيه بالتضايق من الحر..

/ 115