براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فإنها كما قد يقال: لكن قوله: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ}.. إشارة إلى أن الله لا يريد لكما ذلك، فكيف يطلب النبي آدم عليه السلام ويسعى وراء أمر لا يريده الله له؟! وقد يجاب: أن عدم إرادة الله له ذلك، ليس لحرمته عليه، بل لأنه لا يريد له ذلك. لما فيه من الشقاء والتعب، والعيش الضنك، ولكن إذا اختار هو تحمل ذلك، فسيكون من المفلحين..

الترديد في عروض إبليس، لماذا؟.

أما الترديد الذي ظهر في كلام إبليس، حين قال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}..

فإنه لم يرد في سياق التشكيك فيما سيحصل عليه، بل جاء على سبيل منع الخلو، ليكون المعنى: أنه إذا أكل من الشجرة فسيحصل على شيء هام جداً، بحيث لا يخلو من أحد هذين الأمرين على أقل تقدير، هذا إن لم يحصل عليهما معاً.

أي أن يكون الترديد هو في متعلق النهي، بمعنى أن الشجرة جامعة للوصفين معاً، لكن إبليس يزعم أنه لا يدري أي الوصفين كان سبب نهي الله له عنها، هل هو هذا الوصف؟ أو ذاك الوصف؟.

أو أنه لا يدري: هل الوصفان معاً موجودان في الشجرة؟!، أو الموجود هو أحدهما؟!..

اندفاع آدم عليه السلام طبيعي:

وقد عبر الله سبحانه عن هذه الطريقة الالتفافية، وهذا التمويه للأمور، بأنه تدلية تارة. أي تقريب وإيصال، وبأنه وسوسة أخرى. وهي إلقاء الكلام من طرف خفي.. وكلا الأمرين حاصل في المورد..

وقد حاول إبليس أن يخبر آدم عليه السلام بأمور تفرض عليه أن يندفع للأكل من الشجرة، وكأنه لا يشعر بأن أحداً يطلب منه ذلك أو يدفعه إليه، خصوصاً إذا لاحظنا الرواية التي تحدثت عن تخفي إبليس بين لحيي حية، وما أخبره به من عدم منع الملائكة له، فيما لو اقترب إليها، كما تقدم.

/ 115