براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

براءة آدم حقیقیة قرآنیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أما مجرد التجاء المحتاج والمنكوب إلى الله سبحانه، والاعتراف أمامه بالقصور، وبالتقصير، وطلب العون، والستر، والمغفرة منه، كما تضمنته فقرات هذا الدعاء، فلا يحتاج إلى التعليم الإلهي، إذ إن ذلك هو ما تسوق إليه طبيعة الإنسان العارف بالله، الواقف أمام جلاله وعظمته، المدرك لمدى عجزه في مقابل قدرته تعالى، وضعفه مقابل قوته تعالى، وفقره وحاجته أمام غناه وكرمه سبحانه..

فليس هذا الدعاء إلا ذلك الخطاب المألوف، والواقعي، والطبيعي جداً، ولا يحتاج إلى تعليم. وليس هو بالأمر المغفول عنه، بل ينساق إليه المحتاج إلى الله في مواقع الشدة، خصوصاً من هو مثل النبي آدم عليه السلام، في معرفته بالله سبحانه، بفطرته وسجيته..

وذلك كله يجعلنا لا نقتنع بقول من يقول: إن الكلمات هي خصوص هذا الدعاء، بل لا بد أن يكون معه أيضاً ـ أو بالاستقلال عنه، ما هو أعظم وأهم وهي ـ أسماء أهل البيت عليهم السلام، وهم محمد، وعلي، وفاطمة، والحسنان صلوات الله عليهم أجمعين، ليكونوا شفعاءه ووسيلته، كما دلت عليه الروايات الشريفة، فراجع[56].

وهذه الأسماء هي التي كان الله قد علمه إياها، في وقت سابق وذلك حينما أمر الملائكة بالسجود له، وأراد تعالى أن يظهر لهم عظمة آدم، وأنه لابد أن يوصل الكون إلى كماله من خلال معرفة خاصة تتناسب مع حقيقة تلك الموجودات العالية..

وليس للملائكة مثل هذه القدرات ـ نعم لقد علمه الله هذه الأسماء ـ ثم عرضهم على الملائكة، ورأى أنوارهم وشاهد مقاماتهم، وعرف أنهم هم الشفعاء الكرماء، الذين لا بد أن ينتظر مساعدتهم، فتهيأ واستعد لاستقبال الكلمات الدالة على عظيم شأنهم من ربه تبارك وتعالى..

4 ـ العلامة الطباطبائي رحمه الله، يؤيد ويؤكد:

هذا.. وقد ذكر العلامة الطباطبائي [قده] هنا، ما يؤيد ويؤكد على ما نقول. وهو أن الملائكة قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا}..[57].

فهذا يعني: أنه تعالى قد أقام الحجة على الملائكة بتعليمه لآدم عليه السلام هذه الأسماء، مما يعني أنها أسماء من شأنها حل كل المشكلات، وإزالة كل آثار الظلم والمعاصي، ودواء كل داء، وإصلاح كل فاسد، فأسكتهم بذلك، وأقام الحجة عليهم.

وذلك معناه: أنها أسماء موجودات عالية، لا يتم كمال المستكمل إلا ببركاتها، وهي كما دلت عليه الأخبار أسماء أهل البيت [عليهم السلام].

أما قول بعضهم إن الكلمات هي قول آدم عليه السلام:

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}..

/ 115