براءة آدم حقیقیة قرآنیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقال عليه السلام: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل، ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من بغض الدنيا.وإن لذلك لشعباً كثيرة. وللمعاصي شعباً.فأول ما عصي الله به الكبر. وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر، وكان من الكافرين.ثم الحرص، وهي معصية آدم وحواء حين قال الله عز وجل لهما: {كُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}.. الخ..[72].وقفات مع الروايات:ويواجهنا في الروايات المتقدمة مشكلتان، لا بد من حلهما ليمكن الالتزام بمضمونها، وهاتان المشكلتان هما:1ـ آدم من الظالمين.2ـ كون آدم حاسداً.فلا بد لنا من النظر في هذين الأمرين، لأن ذلك يفيد في فهم ما ترمي إليه الآيات الكريمة التي تحدثت عن قضية آدم، فنقول:آدم عليه السلام من الظالمين:لقدوصف آدم عليه السلام في الرواية الثانية بأنه من الظالمين..ومن الواضح: أن الله سبحانه وتعالى قد قال في آية أخرى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}..[73].فالآية تفيد أن أي عهد إلهي، سواء أكان عهد نبوة أو عهد إمامة لا يناله الظالمون..ولأجل ذلك قال: لا ينال عهدي، ولم يقل: لا ينال الإمامة، فإذا كان آدم ظالماً كما ورد في الرواية، فكيف نال عهد النبوة؟وكان عنده خمسة وعشرون حرفاً من اسم الله الأعظم؟!..إن ذلك يدل على أن المراد بالظلم هو ظلم النفس، بمعنى محاولة حمل أمور كبيرة عليها، يصعب حملها في العادة.وقد تقدم: أن هذا الأمر العظيم الذي يدعوه لتحمل المشاق هو أمر يتناسب مع أهدافه كنبي يسعى إلى نيل رضا الله سبحانه، والحصول على درجات القرب منه تعالى.فالمراد بالظلم إذن هو هذا المعنى، وهو أن يحمّل نفسه المشاق، وليس المراد الظلم للآخرين، المتضمن للتعدي على حرمات الله سبحانه..