اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وكيف يجوز على سيد الأنبياء وزبدة الأصفياء وهادي العقلاء أن ينص على خلافة علي عليه السلام
وامامته ووصايته ، من غير أن يشرك معه غيره ويريد أنه الخليفة الرابع ، مع عدم المانع لذكر غيره ؟
ذلك ظن الذين لا يوقنون . على أن عليا عليه السلام لو كان اماما رابعا ، لما جاز له أن يتخلف عن بيعة
أبي بكر ، حتى يعود الأمر الى الاكراه والاجبار واحضار النار الى باب بيته ، وسيجئ ان شاء الله تعالى
بيانه وبيان تظلماته وشكاياته في كثير من مقاماته . وكيف يجوز أن يكون هذا مراد رسول الله صلى الله
عليه وآله ؟ ومع هذا ينازع علي سيد الزهاد والعباد صلوات الله عليه في الخلافة الخلفاء ، ويتمسك بنص
الغدير ، ويعتزل عنهم وعن بيعتهم ، ويظهر عدم الرضا بخلافتهم في خطبه .
ومما يدل أيضا على بطلان ما
زعموا ، أنه صلوات الله عليه وآله ولى اسامة على الثلاثة في مرضه الذي قضى نحبه ، وأمرهم بالخروج معه
، ولعن من تخلف عن جيش اسامة ، وترك عليا عليه السلام عنده في المدينة ، وليس هذا الا ليتم له أمر
الخلافة ، كما لا يخفى على أهل الحدس والفراسة . ومما يدل أيضا على بطلان هذا الاحتمال ، أن النبي صلى
الله عليه وآله عزل أبا بكر أمر اللهتعالى ، حين بعثه ليقرأ بعض آيات سورة البراءة في الموسم على
المشركين ، فبعث بأمر الله عليا عليه السلام ليأخذ السورة في أثناء الطريق منه ، ويقرأها في الموسم
على المشركين ، وقال عليه السلام : لا ينبغي أن يبلغ عني الا رجل من أهل بيتي ( 1 ) . وفي رواية اخرى :
ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني ( 2 ) . فكيف يجوز العاقل أن يعزل النبي صلى الله عليه وآله الخليفة
الأول وينصب مكانه الخليفة الرابع ؟