اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
انا لا نسلم أن ( من ) للعموم ، ولو سلم فلا نسلم أن اتباع
غير سبيل المؤمنين محظور مطلقا ، بل بشرط الاقتران بمشاقة الرسول . ولو سلم ، فغير سبيل المؤمنين هو
سبيل الكافرين وهو الكفر . ولو سلم ، فالمؤمنين عام لكل مؤمن ، ولو خص في كل عصر ، فهو عام في العالم
والجاهل ، ولو خص بأهل الحل والعقد ، فلفظ السبيل مفرد لا عموم له .
ولو سلم فيحتمل وجوها من التخصيص
، لجواز أن يريد سبيلهم في متابعة الرسول ، أو في مناصرته ( 1 ) ، أو في الاقتداء به فيما صاروا مؤمنين
وهو الايمان به ، وإذا قام الاحتمال كان غايته الظهور ، والتمسك بالظاهر انما يثبت بالاجماع ،
ولولاه لوجب العمل بالدلائل المانعة من اتباع الظن ، فيكون اثباتا للاجماع بما لا يثبتحجيته الا به
، فيصير دورا انتهى . أقول : ويمكن الجواب عن الاية بوجه آخر : بأن المراد بالسبيل الدليل ، لمشاركته
الطريق في الايصال ، فالتجوز فيها أولى من الاتفاق على الحكم ، إذ لا مناسبة بينه وبين الطريق ، ونقل
عن السيد المرتضى أنها تدل على وجوب اتباع من علم ايمانه ، لا من يكون باطنه بخلاف ظاهره ، وانما
يتحقق ذلك في المعصوم . واستدلوا أيضا بقوله تعالى اتبع سبيل من أناب الي ( 2 ) وقوله تعالى وكذلك
جعناكم امة وسطا ( 3 ) وقوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ( 4 ) .