قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم
( 1 )
ووجه الدلالة : أن الله تعالى أمر المؤمنين باتباع اولي الأمر الذين يكونون من المؤمنين ، فيجب على المؤمنين أن لا يطعيوا الا من علموا كونه مؤمنا ، وقد اختلفت الامة في ايمان أئمة المخالفين ،
فلوجود الشك في ايمانهم لا يجوز اطاعتهم ، فثبت وجوب اطاعة أئمتنا المعصومين ، لعدم الخلاف بين
المسلمين في ايمانهم ، وما نعني بالامامة الا وجوب الاطاعة .
ويمكن الاستدلال بالاية على وجه آخر :
وهو أن صاحب الأمر هو الذي ولاه الله ، لأنه ليس لغير الله أمر ، لقوله تعالى ان الأمر كله لله ( 2 ) فمن
أعطاه الله الأمر بالنص فهو صاحب الأمر ، ومن لم يعطه الأمر بالنص ، فليس بصاحب الأمر ، ولا يجب
اطاعته ، وأئمة المخالفين لم يكونوا منصوصين ، فلم يكونوا اولي الأمر الواجب اتباعهم ، فثبت أن اولي
الأمر أئمتنا المعصومين الاثني عشر ، ويجب اتباعهم دون غيره . ويمكن الاستدلال أيضا بوجه آخر : وهو
أن اولي الأمر الذين أوجب الله تعالى علينا اتباعهم على سبيل الاطلاق كاتباع الله واتباع رسوله ، لا
يجوز أن يكونوا غير معصومين ، لأن غير المعصوم لا يجوز اتباعه على سبيل الاطلاق ، بل في حال العصيان
يجب مخالفته ونهيه عنه ، وأئمة المخالفين لم يكونوا معصومين بالاجماع ، فثبت أن المراد باولي الأمر
أئمتنا المعصومين الاثني عشر .
( 1 ) النساء : 59
.( 2 )
آل عمران : 154 .