اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وبغيه على من
استحل حرمته من
أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت مدته ، وانقطع أثره ، وضاجع عمله ، وصار حليف حفرته ، رهين
خطيئته ، وبقيت أوزاره وتبعاته ، وحصل على ما قدم وندم حيث لا ينفعه الندم ، وشغلنا الحزن له عن
الحزن عليه ، فليت شعري ماذا قال وما قيل له ، فهل عوقب باساءته ، وجوزي بعمله ، وذلك ظني . ثم اختنقته
العبرة ، فبكى طويلا وعلا نحيبه ، ثم قال : وصرت أنا ثالث القوم ، والساخط علي أكثر من الراضي ، وما
كنت لأتحمل آثامكم ، ولا أراني الله تعالى جلت قدرته متقلدا أو زاركم ، وألقاه بتبعاتكم ، فشأنكم
أمركم ، فخذوه ومن رضيتم به عليكم فولوه ، فقد خلعت بيعتي عن أعناقكم ، والسلام . فقال له مروان بن
الحكم وكان تحت المنبر : أسنة عمرية يا أبا ليلى ، فقال : عد عني أعن ديني تخد عني ، فوالله ما ذقت
حلاوة خلافتكم فأتجرع مرارتها ، ائتني برجال مثل رجال عمر ، على أنه ما كان خبر جعلها شورى وصرفها
عمن لا يشك في عدالته ظلما ، والله لئن كانت الخلافة نعيما لقد نال أبي منها مغرما ومأثما ، ولئن
كانت شرا فحسبه منها ما أصابه . ثم نزل ، فدخل عليه أقاربه وامه ، فوجدوه يبكي ، فقالت له امه : ليتك
كنتحيضة ولم أسمع بخبرك ، فقال : وددت والله ذلك ، ثم قال : ويلي ان لم يرحمني ربي .
ثم ان بني امية
قالوا لمؤدبه عمر القصوص : أنت علمته هذا ولقنته اياه ، وصددته من الخلافة ، وزينت له حب علي وأولاده
، وحملته على ما وسمنا به من الظلم ، وحسنت له البدع حتى نطق بما نطق وقال بما قال ، فقال : والله ما
فعلته ولكنه مجبول ومطبوع على حب علي رضى الله عنه ، فلم يقبلوا منه ذلك ، وأخذوه ودفنوه حيا حتى مات
. وتوفي معاوية بن يزيد بعد خلع نفسه بأربعين ليلة ، وقيل : تسعين ليلة ، وكان عمره ثلاثا وعشرين سنة ،
وقيل : احدى وعشرين سنة ، وقيل : ثمانية عشر سنة ، ولم يعقب رحمة الله عليه ورضوانه .
هذا بيان أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام ، وأما سائر الأئمة فبالاجماع كانوا أفضل من الذين
كانوا يدعون الامامة وينازعونهم في الخلافة ، فثبت امامة أئمتنا الاثني عشر عليهم السلام . تذنيب في
ذكر.