اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ليتني خرجت من الدنيا كفافا لا علي ولا
لي ، فقال ابنه : تقول هذا ؟ فقال : دعني ، نحن أعلم بما صنعنا أنا وصاحبي وأبو عبيدة ومعاذ ( 1 ) . ومما
يؤيد هذا ما في الصراط المستقيم ، قال : أسند سليم ، الى معاذ بن جبل : أنه عند وفاته دعا على نفسه
بالويل والثبور ، قلت : انك تهذي ؟ قال : لا والله ، قلت : فلم ذلك ؟ قال : لموالاتي عتيقا وعمر ، على أن
أزوي خلافة رسول الله عن علي ، وقال : وروى مثل ذلك عن عبد الله بن عمر ، أن أباه قاله .
وروي عن محمد بن
أبي بكر أن أباه قال له ، وزاد فيه : أن أبا بكر قال : هذارسول الله ومعه علي بيده الصحيفة التي
تعاهدنا عليها في الكعبة ، وهو يقول : لقد وفيت بها وتظاهرت على ولي الله أنت وأصحابك ، فأبشر بالنار
في أسفل السافلين ، ثم لعن ابن صهاك ، ثم قال : هو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جاءني . وروت العامة ، أن
عمر لما كفن قال علي عليه السلام : وددت أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى ( 2 ) .
والمراد الصحيفة التي
ذكرناها لا صحيفة أعمال عمر كما توهم المخالفون ، وكيف يكون ذلك ؟ وقد تقدم أن عليا عليه السلام كان
يعتقد أن عمر ظالم آثم غادر ، ولم يرض أن يبايعوه بالخلافه ، حيث شرطوا أن يعمل بسيرة أبي بكر وعمر .
وفي الصراط المستقيم ، قال العباس بن الحارث ، لما تعاقدوا على الصحيفة نزلت : ( ان الذين ارتدوا على
أدبارهم ) ( 3 ) الاية ، وقد ذكرها أبو اسحاق في كتابه ، وابن حنبل في مسنده ، والحافظ في حليته ،
والزمخشري في فائقه ( 4 )
.