اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وذهبوا الى تجويز أن يكون بين أيدينا جبالا شاهقة من الأرض الى السماء مختلفة
الألوان ولا نشاهدها ، وأصوات هائلة لا نسمعها ، وعساكر مختلفة متحاربة بأنواع الأسلحة ، بحيث تماس
أجسامهم بأجسامهم ولا نشاهد صورهم وحركاتهم ، ولا نسمع أصواتهم . وذهبوا الى أنه تعالى متكلم أزلا ،
وكلامه تعالى قديم ، والله سبحانه في الأزل قبل أن يخلق مخلوق متكلم بقوله ( يا أيها النبي اتق الله )
يا أيها الناس اتقوا ربكم ) وكذا متكلم في الأزل قبل خلق العالم بجميع القصص والأخبار التي في القرآن
. وذهبوا الى تجويز ما لا يطاق ، بأن يأمر الله عبدا بما لا يقدر عليه ، ثم يعذبه على تركه . وذهبوا الى
أن أفعال الله ليست معللة بالأغراض . وقولهم هذا مخالف للكتاب والسنة .
ومما يلزمهم في هذا القول
افحام الأنبياء ، لأن النبي إذا ادعى النبوة وأظهر المعجزة يقال له : لم يبعثك الله لهداية الناس ،
ولم يظهر المعجزة لتصديقك ، لأن أفعال الله ليست معللة بالأغراض ، فلا يثبت نبوتك فينقطع النبي ،
ولا ريب أن هذه الأقوال عين السفسطة . والمعتزلة من المخالفين أيضا لهم آراء سخيفة ، ومن آرائهم
السخيفة القول بثبوت المعدومات ، وهذا القول خلاف البديهة ، لأن الثابت بالضرورة لا يكون الا
موجودا ، وهؤلاء يعتقدون أن جميع الأمصار مع أهلها وحركاتها وسكناتهم وأطعمتهم وأكسيتهم كانت
ثابتة متميزة في الأزل قبل وجودها ، ثم كساها الله كسوة الوجود . وذهب الحشوية والمجسمة من
المخالفين الى أن الله تعالى جسم له طول وعرض وعمق ، وأنه يجوز عليه المصافحة ، وأن المخلصين من
المسلمين يعانقونه . وحكى الكعبي عن بعضهم أنه كان يجوز رؤيته في الدنيا ، وأن يزورهم ويزورونه .