اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وادخل عدلي على محمد بن سليمان ، فأمر بضرب عنقه ، فضحك ، فقال : كيف
تضحك في هذه الحالة ؟ قال : لو قال رجل : محمد بن سليمان يقضي بالجور ويفعل الظلم ويريد الفساد ، فقال
آخر : كذبت بل يفعل ضد ذلك ، أيهما أحب اليك ؟ قال : الذي يدفع عني وأحسن الثناء علي ، قال : فلا ابالي
إذا أحسنت الثناء على ربي ،فانقطع القدرية وخلى سبيله ( 1 ) . اعلم أن الشيطان اعترف في القيامة بأنه
أضلهم في قوله : ( وعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) ( 2 ) وشهد
الله عليه بذلك في قوله : ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) ( 3 ) فردوا اعترافه باضلاله وشهادة ربهم
بتسويله ، وسيعترفون بأفعالهم ، كما حكاه القرآن عنهم في قوله :
( أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلوانا
السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم ) ( 4 ) .
ولو عرفوا أن الله أضلهم فلمن كانوا يطلبون العذاب
واللعن ، وقالوا : ربنا أرنا الذين أضلونا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ( 5 ) فان علموا يوم كشف
الأسرار وعلم الأشياء بالاضطرار أن الله أضلهم ، فلمن يجعلون تحت أقدامهم ؟ ومن أكبر المكابرات أن
منهم من ينكر الشرك في القيامة ، كما حكاه الله عنهم في قوله : ( والله ربنا ما كنا مشركين ) ( 6 ) فلو
علموا أن شركهم منه لكانت اضافته إليه أقطع وأولى من كذبهم على أنفسهم ، حتى تعجب الله منهم في قوله :